قال الدكتور عباش شومان، وكيل شيخ الأزهر الشريف، إن البعض يظن أنني أحمل موقفا شخصيا من وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور أو المثقفين، وهذا الظن غير صحيح، فلم أكن أتمنى يومًا أن تُشغل صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية،لا سيما في شهر رمضان الكريم، بهذه الحوارت التي بدأها وزير الثقافة في مقاله الذي تعرض فيه لقامات كبيرة من قامات الأزهر قديمًا وحديثًا، فلزم من موقعي الأزهري توضيح الأمور والدفاع عن الأزهر وشيوخه،وما كتبته لا يُعد كما أراد أن يُفهم الناس وزير الثقافة موقفًا شخصيًا، فكما أخبرت وزير الثقافة في زيارته لست متزمتًا ولا منغلقًا ولست ضد الفن الهادف المنضبط بضوابط الشرع، وبطبيعة تخصصي الفقهي وأؤمن بالرأي والرأي الآخر،ودحض الحجة بالحجة،ولكن حين يتعلق الأمر بالتعدي على الثوابت الشرعية،أو يُطلب من الأزهر التخلي عن دوره وواجبه الشرعي والدستوري،أو ينال أحد من شيوخه وعلمائه فلا وألف لا كائنا من كان، وأعتقد أنه بالتعقيب الذي عنوت له بالأخير والذي يتوقع أن ينشر في الأهرام غدًا تكون قد اتضحت الصورة للجميع، وبخاصة ما يتعلق من إغلاق الباب الذي أراد وزير الثقافة أن يُفتح على مصراعيه لشق الصف وإحداث فتنة بين الإمام الأكبر ووكيله، وهو أمر الموت دونه، فأنا لم أمثل في الردود موقفا شخصيا وإنما هو رد مؤسسة الأزهر التي يقودها الإمام الأكبر أطال الله عمره، وما أنا إلا أحد جنوده الذين يطبقون سياساته التي رسمها للإصلاح والتجديد لأكبر مؤسسة دينية على وجه الأرض، رضي بذلك من رضي وسخط من سخط، وإكراما لشهر رمضان الكريم، وحفاظا على شخصية العالم الأزهري لن أشغل القراء بالدفاع أو الانتصار لنفسي مع تجاوز الوزير كثيرا لحدود الحوار اللائق بالمثقفين، ومع قدرتي على الدفاع عن نفسي، وأكثر من هذا فكما ذكرت سيكون هذا هو الرد الأخير على صفحات الجرائد حتى لو عقب الوزير عليه، فللأزهر هيئات كبرى أشرف بأن أكون أحد أفرادها، يمكنها التعامل مع المواقف التي تظهر ضد الأزهر إذا لزم الأمر، ليتأكد الجميع أن المسألة ليست شخصية، وأنني لا أغير من غيري من علماء الأزهر على أزهرنا، ورسالته التي يحملها، فلا انتصار للنفس ولا تفريط قيد أنملة في حق الأزهر ورسالته ما بقي في الصدر نفس يتردد، يقول الحق:{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} ويعجبني قول القائل: "العفو من شيم الكرام والصفح من شأن العظام، وأخو الشهامة من عفا على قدرة على الانتقام ليس الكريم بواجد والحقد من طبع اللئام، لولا الجناية ماحلى عفو الفتي بين الأنام".