قرأت بل وقرأ المصريون باهتمام في شهر الصيام رد سيادة وزير الثقافة في الأهرام 2- من رمضان 1435- 3-= 6- 2014م ر على ما كتبه فضيلة وكيل الأزهر من رد على السيد الوزير في عدد من الأهرام سابق ، و كنت اتمنى أن أجد ردا شافيا من سيادة وزير الثقافة المحترم د جابر عصفور - غفر الله لنا وله - على ماسطره فضيلة الدكتور عياس شومان - حفظه الله - من قضايا فكرية تعد بمثابة تجاوزات خارقة للوزارة شاهدة عليها منقولة نصا من كتبها السيارة والتي روجت بين الأسر المصرية- للأسف- بثمن بخس مثل: " دعوى أن القرآن به أخطاء لغوية"" ّّّ تنبهت لها الوزارة الحبيبة عندنا ولم يتنبه لها أبو جهل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام - وأيضا اتهام الكتاب الوزاري " بأن الرسول كان يحكم بحكم الجاهلية لا بحكم الإسلام""بالإضافة إلى ما نسبته كتب الوزارة من اتهامات خطيرة إلى كبار الصحابة الكرام مثل أبي بكر وعمر وغيرهما رضى الله عنهم أجمعين . الخ ... كنا نود ان يراعي السيد الوزير لخطر هذه الكلمات الرخيصة حسب تعبيره في المقال الذي رد فيه على فضيلة الوكيل . ويدعو لإصلاح الخطاب الثقافي تجاه الإسلام بدلا من هذا الرد الغير شافي والذي يحمل جوانب غضبية عارمة في المقال ما عهدناها على السيد الوزير سابقا على كل حال لمست كغيري من القراء الأفاضل أن الرد الذي يحمل غضبا غير مبرر خاصة إذا كانت الحوارات الهادفة تقع بين الكبار والسيد الوزير عندنا قامة ثقافية كبيرة ورده على مقال عال القدم يحمل عنوان " رد الأزهر " ويكتبه قامة في حجم وكيل الأزهر وهو واحد من علماء الأزهر وعالم من علماء الإسلام ,, لابد أن يكون في وقت صفاء نفس وهدوء بال لأنه يحمل رد ا لا على قلم شخص بعينه ، بل على مؤسسة عالمية هي ملك للعالم الإسلامي كله وليس لمصر وحدها. أما وزارة الثقافة فحدود تخصصها محلي لا عالمي ومصر كلها تعرف ذلك بما فيها الوزير المثقف والمشهور عنه الهدوء والاتزان الراقي . إذن مطلوب بين الأحبة ومن يقتدي بهم مراعاة عالمية الأزهر العلمية بل لابد من مراعاة أن أي قول أو اتهام من الأزهر لمؤسسة ما في أي مكان في العالم لا يمكن أن يصدر من فراع .. أو لا يحمل أدلة توثيق مؤكدة وإلا لضاعت هيبة هذا الصرح الشامخ برسالته المنوطة به وعلى ذلك فالدخول في حلبة صراع مع الأزهر نتائجه معروفة مسبقا- وهذا مالا نريده في بلدنا العظيمة .. بل معروف أيضا لدى العامة والخاصة أن الأزهر الشريف ليس من طبيعته التصادم بل التصالح وجمع شمل الأمة والسيد الوزير - أكرمه الله - يبدو أنه لكثرة أعبائه لم يتنبه لذلك فأمسك بعصاه الثقافية ليهوى بها على رأس الأزهر وعلمائه من أول يوم في مقر الوزارة ,, والغريب في الأمر والذي نؤكد عليه في هذا المقام أن السيد الوزير- أطال الله عمره في الخير- أعرض في رده عن أهم القضايا العامة والهامة التي أثارها مقال " رد الأزهر" والذي سطره فضيييلة الوكيل مثل ما يتعلق بالقرآن وغيره وما سطر في كتب الوزارة من كلام كاذب في ذلك حيث ادعى كاتبه ؛ كما أشرت أعلاه (أن القرآن الكريم ما زالت فيه أخطاء لغوية إلى عصرنا هذا ) هذا الاكتشاف الذي تفتقت عنه عبقرية كاتبه الهمام في وزارة الثقافة ولم يكتشفه كبار وقمم رجال الشرك في مكة منذ خمسة عشر قرنا من الزمان واكتشفه كاتب وزارتنا الهمام في آخر الزمان الخ فالسيد الوزير يبدو أنه لم يلحظ خطورة ذلك ونشره بين الأسر المصرية كما أن عدم ردسيادته في هذه بالذات هو دليل إدانة واضح للوزارة ، ومنتجها الثقافي ّّّ .. ولا أظن أن الوزير الفاضل يرضى بهذا . فنحن نحسن الظن دائما بكل مسلم ، لكن السكوت قرينة- عند البعض كما يقول الأكادميون على الرضا-- فليت سيادته يوضح لأبناء مصر ، والأمه هذا الأمر الخطير بل ويستدعى من كتب ذلك ونشره ويحيله على لجان متخصصة وجهات تحقيق على جناح السرعة.. فالأمر جد خطير وقد يثير فتنا في البلاد وبين العباد والبلد في غنى عنها . فمصر التي أوصى بها الرسول خيرا لا يمكن أن تتعامل وزارة فيها مع القرآن المبارك والذي وصف من المولى تعالى بأنه ( قرآنا عربيا غير ذي عوج ) بهذا الشكل وبهذا العبث والاستهتار العلمي اللا مسبوق من أي مصري عرف مصر، وقيمتها وقامتها في كتاب الله تعالى، بل وفي كل الكتب المقدسة والسابقة على الإسلام .. لا يمكن لمصر التي عرفت في كل ربوع الدنيا بأنها حاملة راية الدفاع عن كتاب الله جل وعلا وأنها حازت على الفوز بقصب السبق في هذا الميدان : ميدان المحافظة على القرآن العظيم وتحفيظه ،، فلا يكاد يذكر القرآن في العالم كله إلا وتذكر مصر ، ولا تكاد تذكر مصر إلا ويذكر القرآن ! لكثرة المحافل القرآنية فيها لذا انتجت مصر كبار القراء في العالم كله : ( محمد رفعت - مصطفى إسماعيل - محمد صديق المنشاوي - عبد الفتاح الشعشاعي - الحصري - عبد الباسط - الخ - ونفرت طائفة من هؤلاء القراء وغيرهم لإقراء كتاب الله بالقراءات العشر المتواترات ولم يقتصروا على قطرهم فقط بل جاوزوا ذلك إلى كل اصقاع الدنيا ، فهل يليق أن يكتب عن القرآن الكريم بهذه الطريقة المعيبة في مصر المحفوظة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا في القرآن كتاب الرحمن جل جلاله؟؟!! ألا يحق لنا أن نغضب سويا من وزارتنا الثقافية على ما اجترحته في ذلك وإذا كان رد الأزهر فيه افتراء على الوزارة في هذا الشأن أما يحق للسيد الوزير المبجل أن يقول لنا : القول الفصل في هذا الشأن الخطير ؟ ، أوليس السيد الوزير أغيّر منا في هذا الأمر الذي يتعلق بأهم ما نعتقد نعتقد ؟ لذا كنا نود منه اتخاذ الإجراء المناسب تجاه هذا المقام وإنا لمنتظرون . .. أما قوله" إن فضيلة الإمام د / الطيب شيخ الأزهر - حفظه الله - - يقبل الاجتهاد ويدعو إليه " فهذا حق ونحن معه في ذلك . بل كل علماء الأزهر لا يغلقون باب الاجتهاد كما يظن من يظنون أنهم وحدهم أهل تنوير ولكن السؤال هل هناك اجتهاد مع النص ؟ وهل يمكن أن نجتهد حول ثابت من ثوابت الدين مثل القرآن الكريم ونقول فيه أوصلنا الاجتهاد المنشود أن في القرآن أخطاء لغوية ؟ هل هذا اجتهاد علمي أم امتهان و فجور ثقافي بالفعل حسب تعبير وكيل الأزهر والذي رفضه السيد الوزير في مقاله الغاضب - أنا أزعم أن من كتب هذا عن كتاب ربنا وفي بلد الأزهر قد وصل إلى قمة الفجور والعبث بالثوابت المعلومة ، وكنا على يقين أن السيد الوزير الفاضل ستأخذه الحمية الدينية والعلمية والثقافية ليفند ويحطم هذا السطر العبثي الذي نقله فضيلة وكيل الأزهر عن كتب الوزارة - حقا- لكن للأسف جاءت الرياح بما لم تشته السفن ونتمنى ألا يستمر السكوت تجاه هذا الأمر لعلمنا بقيم الوزير الفاضل ... بل رأينا استاذا فاضلا مثل الدكتور وحيد عبد المجيد يبتسم لما سمع ويكتب مقالا في الأهرام عقب مقال فضيلة الوكيل بعنوان " مع وزير الثقافة" يحرض فيه باسلوبه العذب: المثقفين ليقفوا خلف السيد الوزير لمناصرته في كل ما يقول تجاه الأزهر ورجاله وكأن الوزير - في تصوره - ما جاء إلا ليختلق المعارك مع الأزهر !! بل يدعو الكاتب : السادة الوزراء أن يحذون حذو السيد الوزير في اتخاذ إجراء مثله تجاه الأزهر وأشاد د /عبد المجيد بمقالة د عصفور :" أن الأزهر لن يحكمنا وأننا لسنا في دولة دينية " وهو على يقين أن رجال الأزهر: دعاة لا قضاة وأنهم يريدون أن يحكموا - بضم الياء - بالإسلام - لا أن يحكموا - بفتح الياء - بالإسلام. فالسياسة عند الأزهرين تحتاج إلى خبرات لا يملكها الأزهريون علماء الشرع بل عليهم النصح فقط ولكن د عبد المجيد وكأنه يريد أن ينسب لسيادة الوزير العصمة وللوزارة التأله " أنها لا يجب أن تسأل عما يفعل مثقفوها" واعتقد أن هذا الغلو والإطراء اللامبرر يرفضه معي السيد الوزير نفسه لأنه يدعو إلى حرية الفكر وقبول الرأي الآخر وكان على الأخ الفاضل د / وحيد عبد المجيد أن يزود الوزارة بالنصح " بالتي هي أحسن " ويكون عونا للسيد الوزير الفاضل على الإصلاح الذي تريده مصر وتريده الأمة.. فالحمل ثقيل على من يريد إصلاح الخطاب الثقافي والديني في وزارة الثقافة، والجبل مرتفع فإذا كنا نريد بمن نحب خيرا نساعده على الإصلاح المفيد, فالرسول عليه الصلاة والسلام قال : " ( الدين النصحية قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) لذا نصيحتنا للجميع احترام بلدنا ، وديننا ، وعقيدتنا وكتاب ربنا وعلمائنا ومثقفينا.. وألا نضع مصر في ورطات فكرية أو دينية ونفتعل معارك وهمية نحن في أشد الحاجة إلى تفاديها واستغلال أي وقت لبناء هذا الوطن والمحافظة على أمنه الفكري والعقدي والوطني .. ونحن على يقين أن أبناء مصر الذين أوصى بهم الرسول خيرا قادرون على ذلك. والله من وراء القصد د عبد المنعم فؤاد .