استبعد السفير قيس العاني، الخبير الإستراتيجي العراقي، استجابة حلف الناتو لدعوة تركيا للتدخل في بلاده. وأوضح العاني، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن أمريكا والغرب لا يرغبون في التدخل عسكريا في الشأن العراقي مرة أخرى وفي أكثر الأحوال قد يقدمون دعما لوجستيا للجيش العراقي عبر إحدى دول الجوار، مضيفا أن أمريكا رفضت بالفعل أي تدخل في العراق تاركة الأمر للجيش هناك. كما يرى الدكتور علي كليدار الخبير الإستراتيجي العراقي، أن العراقيين يرفضون أي تدخل دولي على أراضيهم وكان أحرى بإيران وليس تركيا أن تطلب تدخلا دوليا في العراق نظرا لمصالحها السياسية في بغداد ولكي تضمن بقاء نوري المالكي لفترة ثالثة من الحكم. وأوضح كليدار في تصريح ل"البوابة نيوز" أن الدعوة التركية إنما جاءت لقطع الطريق على أي اتهامات قد توجه إليها على اعتبار أن لها علاقات بجماعات الإسلام السياسي كما أن ثمة خلافات بينها وبين بغداد على خلفية تصديرها لنفط إقليم كردستان فهي تخشى أن تتهم بالتواطؤ مع المشروع الإسلامي كما أن منطقة تلعفر التركمانية والتي تتحجج بها تركيا هم تركمان شيعة وليسوا سنة. وأضاف كليدار أن مرد الأحداث التي تشهدها العراق، اليوم، هو السياسات الخاطئة التي ينتهجها نوري المالكي في إدارة الدولة من منظور طائفي فهو يتهم بعض القيادات العسكرية بالخيانة ويدعو أبناء العشائر الشيعية لحمل السلاح ومحاربة الإرهاب كما يعمل على تأسيس جيش مواز للجيش العراقي فهو يشعل الداخل بسياساته الطائفية والتي تقوم على اضطهاد السنة. ولم يستبعد كليدار أن تكون هناك ثورة سنية ضد سياسات المالكي وليس داعش كما يدعون وإن كانت الأخيرة تقف وراء هذه الأحداث فإن ذلك سيكون بإيعاز من المالكي لخلق مزيد من المبررات التي تسمح له بممارسة المزيد من القمع ضد الطائفة السنية. يذكر أن تركيا دعت، اليوم، إلى اجتماع طارئ بشأن الأوضاع الأمنية في العراق بعد أن أسقط مسلحون مدينة الموصل، يوم أمس، وتمكنوا من السيطرة على مدينة تكريت، اليوم، وإقرار رئيس الوزراء نوري المالكي بوجود انهيار بالعديد من القطعات العسكرية واحتجاز مسلحو "داعش" 48 تركيا من القنصلية في الموصل ومن بين المحتجزين القنصل العام وثلاثة أطفال وعددا من أفراد القوات الخاصة التركية وذلك بعد خطف 28 من سائقي الشاحنات التركية أمس ليصبح عدد المحتجزين الأتراك لدى داعش 76 شخصا. وذكرت تقارير إعلامية أن تركيا دعت إلى اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي لبحث موضوع العراق وأحداث الموصل، حيث ترى أنقرة أن لها دورا يتركز في حماية مصالح الأقلية التركمانية في الموصل.