جذوره تعود لآل البيت.. من هو إبراهيم الدسوقي بعد تعليق الدراسة أسبوعًا بسبب مولده؟    من العدم إلى الخلود.. الداعية مصطفى حسني من جامعة القاهرة: الإنسان يمر ب4 مراحل (تفاصيل)    هبوط عالمي للأونصة.. سعر الذهب اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025 وعيار 21 الآن بالمصنعية    تراجع سعر الفراخ البيضاء الآن.. أسعار الدواجن اليوم الجمعة 24-10-2025 للمستهلك    خام الحديد يهبط تحت ضغوط ضعف الطلب الصينى وتراجع أرباح مصانع الصلب    آخر أسبوع بالتوقيت الصيفي.. موعد تغيير الساعة للتوقيت الشتوي 2025- 2026    وزير التعليم العالي: انضمام مصر إلى "هورايزون أوروبا" يعزز موقعها الدولي في منظومة البحث    هل يتدخل ترامب للإفراج عن مروان البرغوثى؟.. الخارجية الأمريكية تجيب    وزارة الخارجية تحتفل بالذكرى الثمانين لإنشاء الأمم المتحدة    استشهاد 3 فلسطينيين جراء إصابات برصاص الاحتلال بنابلس.. وانفجار مخلفات عسكرية فى غزة    عرض أزياء لنجوم الأهلي قبل معسكر مباراة العودة أمام إيجل نوار .. صور    بعد أزمة صلاح الأخيرة.. تشكيل ليفربول المتوقع أمام برينتفورد في الدوري الإنجليزي    مائل للبرودة وسحب منخفضة على القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا    ضبط 400 قضية مخدرات و474 قطعة سلاح نارى    إعدام 187 كيلو مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك خلال حملات تموينية في أسوان    الطرف الأكثر حماسًا.. مصطفى غريب يتصدر التريند بسبب رقصة فرح حاتم صلاح (فيديو)    أكبر مجمع أثري في العالم لحضارة واحدة.. 5 ملايين زائر سنويًا متوقع جذبهم للمتحف المصري الكبير    عالم أزهري: أكثر اسمين من أسماء الله الحسنى تكرارًا في القرآن هما الرحمن والرحيم    الوزير: افتتاح مصنع جديد في صناعة الضفائر الكهربائية للمركبات قريبا    أوسكار رويز يطير للإمارات 4 نوفمبر لحضور مباريات السوبر المصرى    3 مصريين يتأهلون إلى نصف نهائى بطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش    لجنة التدريب ب"القومي للمرأة" تنظم تدريبًا متخصصًا حول الشمول المالي والقروض البنكية والاستثمار    مساء اليوم.. حركة «حماس» تسلّم جثتي إسرائيليين    الجيش الروسي يعلن سيطرته على أربع قرى في شرق أوكرانيا    الداخلية تضبط 13 شخصًا لإدارة شركات وهمية لإلحاق العمالة بالخارج ببني سويف    أشعل سيجارة أثناء تفريغ البنزين.. حريق ورشة بالعجوزة يودي بحياة سيدة وابنتها ويصيب الزوج بحروق    مصرع شاب فى تصادم 3 مركبات بمدخل نبروه بالدقهلية    إحباط تهريب هواتف ومستحضرات تجميل بمطار الإسكندرية الدولي    ضبط 10 أشخاص خلال حملة أمنية مكبرة بقنا    قاذفات بي-1 الأمريكية الأسرع من الصوت تحلق قرب ساحل فنزويلا    الجيش الإسرائيلي يوصى المستوى السياسي بعدم عودة السكان الفلسطينيين إلى المنطقة العازلة    المايسترو تامر فيظى يقود الليلة قبل الختامية لمهرجان الموسيقى العربية    بعثات أثرية فرنسية وإيطالية تواصل أعمالها فى مناطق آثار الفيوم    أبراج تشارك حياتها الخاصة مع متابعيها على السوشيال ميديا.. أبرزهم برج الحمل    وزيرة التنمية المحلية: إزالة أدوار مخالفة في حي الزيتون بالقاهرة واتخاذ إجراءات قانونية حازمة تجاه المخالفين    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. وحكم الاستماع إليها من الهاتف    سر ساعة الإجابة يوم الجمعة وفضل الدعاء في هذا الوقت المبارك    «الصحة» تعلن محاور المؤتمر العالمي للسكان والتنمية البشرية "PHDC'25" برعاية السيسي    مجلة فوربس: رئيس الرعاية الصحية ضمن أبرز 10 قادة حكوميين بالشرق الأوسط لعام 2025    سر قرمشة المطاعم في مطبخك| طريقة سهلة عمل الدجاج الكرسبي الذهبي    حملات توعوية لطلاب المدارس في سيناء بمبادرة "مصر خالية من السعار 2030"    القائمة النهائية للمرشحين لانتخابات مجلس النواب 2025 في الإسكندرية    وزير الدفاع ورئيس الأركان يلتقيان رئيس أركان القوات البرية الباكستانية    البابا تواضروس يفتتح المؤتمر العالمي السادس للإيمان والنظام في وادي النطرون    الأزهر يجيب.. ما حكم صلاة المرأة بالبنطلون ؟    "مساجد المنيا" تستعد لصلاة الجمعة اليوم وسط التزام بالإجراءات الدينية والخدمية    «النيابة الإدارية» تشرف على انتخابات «الزهور» بالتصويت الإلكتروني    قبل مواجهة إيجل البوروندي.. توروب يعالج الثغرات الدفاعية للأهلي    تفعيل المبادرة الرئاسية "تمكين" لدعم الطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية    هل تم دعوة محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يحسم الجدل    فرق سلامة المرضى تواصل جولاتها الميدانية داخل الوحدات الصحية ببني سويف    آخر فرصة للتقديم لوظائف بشركة في السويس برواتب تصل ل 17 ألف جنيه    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    قيادي بتيار الإصلاح الديمقراطي الفلسطيني: الحضور الدولي في شرم الشيخ يعزز فرص الاستقرار    «مبحبش أشوف الكبير يستدرج للحتة دي».. شريف إكرامي يفاجئ مسؤولي الأهلي برسائل خاصة    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    مدرب بيراميدز يتغنى بحسام حسن ويرشح 3 نجوم للاحتراف في أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مثقف العدالة" الرئيس عدلي منصور: فارس يسلم الراية لفارس
نشر في البوابة يوم 28 - 05 - 2014

"من المؤكد أن خليطا من المشاعر تتجادل الآن داخل الرئيس والمستشار الجليل والمثقف الوطني الكبير الذي انفق أزهى سنوات العمر في رحلة بحث عن العدالة ورحلة عشق للوطن الجدير بالعشق"..ومن المؤكد ان الرئيس عدلي منصور الذي يستعد لتسليم سلطة القرار للرئيس المنتخب تحول لأيقونة جديدة باقية للأبد في الثقافة الوطنية المصرية والضمير العام لمصر وذاكرة المصريين.
فهو "مثقف العدالة" و"مفكر القانون" ويجمع بصورة لافتة ما بين ضمير القاضي الباحث عن الحقيقة والشاعر الذي يطارد حلما لعله يصبح حقيقة كما وصفه بحق الشاعر والكاتب فاروق جويدة وهو الرجل الذي قال بعد أن جاء للمنصب الرئاسي "ليال طويلة مرت علي دون أن تغمض عيني والأزمات تحاصرنا من كل جانب ولكن الحمد لله تجاوزنا ذلك كله ووضعنا أقدامنا على المسار الصحيح".
والرئيس عدلي محمود منصور الذي ولد في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 1945 كان عضوا بالمحكمة الدستورية منذ عام 1992ووصل لمنصب رئيس هذه المحكمة التي تعد اعلى محكمة مصرية في يوم مشهود انفجرت فيه الموجة الثانية للثورة الشعبية المصرية يوم الثلاثين من يونيو 2013ليتولى منصب رئيس المؤقت للدولة.
وتكشف مسيرته القانونية منذ حصوله على ليسانس الحقوق عام 1967 ودراساته العليا في القانون عن اهتمامات فكرية أصيلة في مجال العدالة فهو أحد "مفكري القانون" بقدر ماهو "المثقف الوطني الذي تمثل له مصر ومستقبلها الحلم والغاية ويدرك بعمق قيمة المكان والمكانة".
ومن منظور ثقافي فإن العدالة مكون أصيل لتاريخ الأفكار في العالم بقدر ما تثير كلمة "العدالة" معضلات فكرية وفلسفية عبر مسيرة الإنسانية حتى اللحظة الراهنة فيما جسد المستشار الجليل عدلي منصور باقة من المعاني النبيلة للقاضي المصري الذي تفخر به بلاده وشعبه كقامة قانونية شامخة على مستوى العالم.
وفيما تنطوي ثورتا يناير-يونيو على صيحة مدوية تطالب بتحقيق العدالة فان نظريات العدالة تشغل الأذهان شرقا وغربا وقضايا العدل وتجسيد علاقات عادلة بين البشر موضع اهتمام سواء على مستوى الفلاسفة والمفكرين او رجل الشارع.
ولأنه "المثقف الوطني" والعاشق لتراب الوطن والرئيس الذي قادته أقداره لتولي المسؤولية في وقت حاول فيه الإرهاب أن يبتز إرادة المصريين وقرارهم الوطني فقد أبدى عدلي منصور شعورا بالدهشة حيال إمكانية أن يقدم أي شخص على التفريط في امن وطنه مقابل "أي كرسي أو منصب في هذا العالم" وتعجب كثيرا "كيف وصلت درجة الحقد والكراهية إلى تدمير وطن من اجل منصب مهما علا قدره".
والرئيس عدلي منصور صاحب قدرة فريدة على فتح أبواب الأمل في اكثر الأوقات صعوبة كما تبدى في اللحظات العصيبة التي تولى فيها منصب رئيس مصر فكان بحق الرئيس لكل المصريين وكان الرجل الذي منح الثقة لرجل الشارع في الغد الأفضل بقدر ما أكد على أهمية الاهتمام بقضايا الشباب وغرس الانتماء الحقيقي للوطن في نفوس بعض من غررت بهم جماعات العنف والإرهاب .
العدالة ووجدان الرئيس منصور
ولم تغب مفاهيم العدالة وقيمها أبدا عن عقل ووجدان الرئيس عدلي منصور كما أنه أبدى شعورا بالألم حيال ما يحدث في مناظرات بعض المنسوبين لأهل العدالة فيما تبقى فكرة العدالة من المسائل ذات الأهمية الجوهرية في مضمار الفلسفة السياسية وذلك منذ أن بدأ الإنسان يتأمل فيها مليا ويحس بالاحتياج إليها في حياته على هذه الأرض.
وعن الفترة التي عاشتها مصر في ظل تسلط جماعة ظلامية استخفت حتى بالمحكمة الدستورية يقول الرئيس عدلي منصور للشاعر فاروق جويدة :"كانت فترة عصيبة عشناها معا, كنا نجلس في المحكمة الدستورية العليا يوم 29 يونيو ونتساءل هل يمكن ان تخرج مصر من هذه المحنة"؟.
وقامة قانونية شامخة لم يكن المستشار عدلي منصور بالرجل الذي يقبل في أي وقت وأي منصب أي تجاوز يمس القانون او ينتهك قدسية الدستور وثوابته وهو "مثقف العدالة" و"القاضي الجليل" الذي ينتمي لقضاء شامخ وعريق يحق أن تصدر عنه كتب مثلما يحدث في الغرب حيث تستقبل المكتبة الغربية دوما الجديد في ثقافة العدالة.
وهناك كتابان احتلا موقع الصدارة في الفكر السياسي الغربي في هذا السياق وهما :"جمهورية افلاطون" وكتاب الفيلسوف السياسي الأمريكي جون راولز الذي صدر عام 1971 بعنوان "نظرية في العدالة"ويقول ديفيد جونستون أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا في كتاب جديد عنوانه "مختصر تاريخ العدالة" ان هناك من يغفل أن أفكار العدالة كانت منتشرة تاريخيا على نطاق واسع في أوساط كثير من الناس ممن هم ليسوا مفكرين محترفين طوال حقب التاريخ المدون وعبر ثقافات لا يمكن حصرها .
وهذا الكتاب الجديد يرى ان العدالة "مفهوم فكري" ويتطرق للعلاقة التاريخية بين الحاكم والمحكوم ضمن اطار من العدالة والمساواة ويتعقب تطور الفكرة الأساسية للعدالة منذ العصور القديمة الى راهن المرحلة ويشكل على الرغم من عنوانه الموحي بالاختصار مسحا شاملا لفكرة العدالة ويستعرض اراء المفكرين الذين تبلورت عبر جهودهم الفكرية مفاهيم العدالة مثل افلاطون وأرسطو وتوماس هوبز وآدم سميث وجون ستيوارت مل وامانويل كانط.
فالكتاب الذي لم يسهب في تناول العدالة القانونية بمفهومها الدقيق رغم أنها الصيغة الأوضح التي يواجه الناس من خلالها شيئا يجسد العدالة في حياتهم اليومية اتجه للمسائل والقضايا ذات الطابع الثقافي الفلسفي وان كان قد تضمن ومضات بشأن "مفكري القانون" مع تركيز واضح على الغرب و"الأفكار الغربية عن العدالة" فيما يأمل المؤلف ديفيد جونستون ان يتيح كتابه الجديد "استنباط الأراء عن صورة العدالة في المستقبل".
ومن ابرز ملامح هذا الكتاب ذلك البعد المتمثل في اهتمام ديفيد جونستون بالعدالة الاجتماعية "كجزء من تصور اوسع عن العدالة" موضحا انه يدخل في صميم هذا التصور الجديد "مفهوم العلاقات الاجتماعية التي يحكمها الاحترام المتبادل والتعامل بالمثل بين المواطنين".
ويؤكد الرئيس عدلي منصور على ضرورة تحقيق العدالة في توزيع موارد الدولة داعيا "أغنياء مصر لأن يقفوا مع شعبهم" لأن هذا الشعب هو صاحب الفضل في كل ما وصلوا إليه بينما يضيف جونستون في كتابه الجديد :"إذا اردنا أن تحظى الأفكار المختلفة عن العدالة باعتراف وتقبل الناس كأفكار عن العدالة بدلا من ان تكون مجرد تلفيقات اعتباطية فعلينا احترام البديهيات التي هي من أساسيات الإحساس بالعدالة فيما يشكل الوعي بالتعامل بالمثل في علاقات البشر جزءا لا ينفصل عن ذلك الإحساس".
ويبدو ان هذه الفكرة تلح بشدة على مؤلف الكتاب الجديد حتى انه يقول "ستكون اي محاولة لتوقع الشكل الذي سوف تؤول إليه فكرة العدالة في المستقبل مجرد تخمين قابل للشك ولكن في وسعنا القول بشيء من الثقة أن الإحساس بضرورة التعامل بالمثل ضمن علاقات الناس ستكون السمة الأساسية في أي نظرية للعدالة تطرح مستقبلا ويراد لها أن تكون مقنعة".
ويؤكد ديفيد جونستون على أن "الظلم المستديم والمنتظم في العلاقات الدولية يمثل جانبا كبيرا من أسباب بؤس نسبة كبيرة من سكان العالم" مشيرا إلى أن "الأطراف الأكثر اقتدارا تفتقر إلى الرغبة الصادقة والاستعداد لإقامة علاقات متوازنة مع الأطراف الأضعف وفقا لشروط الاحترام المتبادل والتعامل بالمثل".
ولا ريب أن الثقافة والفنون تدخل في تشكيل القيم والبيئة الاجتماعية للعدالة ذاتها ونظرة البشر لبعضهم البعض والحقوق والواجبات كما انها تؤثر بقوة في الأفكار والتصورات والرؤى بشأن "النظام السياسي-الاجتماعي العادل".
الإعلام يحتاج إلى صحوة حقيقة
ويرى الرئيس عدلي منصور أن الإعلام "يحتاج إلى صحوة حقيقية وأن يكون أكثر حرصا على مصداقيته ولغة الحوار فيه" لافتا الى ان "النخبة بحاجة للغة جديدة في السلوك والحوار والمراجعة" مضيفا في خواطر أفضى بها للشاعر فاروق جويدة ونشرها في جريدة الاهرام "إن أاخطر ما يدور في ذهني بعد أن تستقر الأحوال كيف نواجه السلبيات التي غيرت الشخصية المصرية"؟.
وتساءل منصور :"ما هو دور الثقافة والتعليم والإعلام في ذلك كله وماهي مسؤولية الأسرة المصرية وكيف نعالج حالة الانقسام بين فئات المجتمع" موضحا ان هذه القضايا تحتاج دراسات اجتماعية ونفسية يشارك فيها العلماء والمتخصصون واصحاب الخبرات.
كما تساءل الرئيس عدلي منصور "اين السينما المصرية ودروسها الأخلاقية في السلوك واللغة والحوار..أين الغناء المصري الراقي..اين رموز الثقافة والفكر في بلادنا ؟" مضيفا :" هذه هي ثروتنا الحقيقية والقوة الناعمة هي سر تفوق هذا الشعب ولابد ان نستعيد هذا الدور ونسترد هذه المكانة مهما كان ثمن ذلك".
وكان الرئيس عدلي منصور قد تناول في سياق كلمته في الاحتفال بعيد الفن يوم الثالث عشر من شهر مارس الماضي- والذي كان من حضوره يومئذ المشير عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة- قضايا ثقافية بالغة الأهمية من بينها ان الفنون ليست بمعزل عن بعضها البعض.
"فمن قال إن جمال اللون وإيماءة الإحساس في اللوحات الفنية ليست شعرا..ومن في وسعه أن ينكر أن مشهدا تمثيليا ينطق بالحيوية واحساس لا يمثل لوحة فنية أو أن مقطوعة موسيقية رائعة لا تفتح آفاق الخيال لمشاهد حسية ومشاعر صادقة".
وكثير من الأحلام انبعثت في الاحتفال الكبير بعيد الفن في مصر والذي حرص فيه الرئيس عدلي منصور على تكريم رعيل من فناني مصر ومبدعيها في مجالات الأدب وكتابة السيناريو والإخراج السينمائي والتمثيل والغناء ومنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لأسماء الفنانين الراحلين محمد فوزي وعز الدين ذو الفقار وعبد الحي اديب ورشدي اباظة واحمد منيب .
كما منح منصور هذا الوسام الرفيع للفنانات شادية وفاتن حمامة وماجدة وسميحة ايوب ونادية لطفي والمصور محسن نصر وكذلك للفنانين عزت العلايلي وحسن يوسف ومحمود يس موضحا ان هذا الاحتفال هو احتفال بالقيم الانسانية الجميلة ومعاني السمو بالروح والارتقاء بالوجدان فهو "ذكرى تثمين الجمال وتجديد الاعتراف بفضل الفنانين والمبدعين من ابناء الشعب المصري العظيم".
ووجه عدلي منصور التحية لمبدعي وفناني مصر معيدا للأذهان ان هذا التقليد الحميد في الاحتفال بعيد الفن كان قد توقف منذ مايزيد على ثلاثة عقود وقال "نحيي هذا التقليد لنساهم في اعادة الطبيعة السمحة لبلادنا واسترداد صورته البهية التي طالما الفناها في عقود مضت".
وفي إشارة واضحة لمفهوم "القوة المصرية الناعمة"أعاد الرئيس عدلي منصور للأذهان أن مصر مثلت مركز إشعاع فني في العالم العربي بل والمنطقة بأسرها "حيث اسهم نتاج فنانيها ومبدعيها في نشر ثقافتها ولهجتها في ربوع وطننا العربي وكان ادبها منهلا ثقافيا يرتقي بالذوق العام في حين مثل مسرحها وفنها السابع ريادة فن التمثيل ومصدر الهام ونبوغ لمحيطها الاقليمي".
وفيما يستعد لتسليم المسؤولية للرئيس المنتخب يرى الرئيس عدلي منصور ان "علينا أن نبدأ بالإنسان المصري لأنه الجواد الرابح ولأنه السر في عبقرية هذا الوطن كما اشار جمال حمدان".
وكان الرئيس عدلي منصور قد ناشد فناني مصر ألا يتركوا الساحة الفنية "فريسة للعبث بالذوق المصري العام" مشيرا إلى أن الفن هو أحد المواهب التي تفرد بها الانسان وتميز بها عن سائر المخلوقات "شأنه في ذلك شأن التفكير وحرية الإرادة والاختيار".
وخاطب عدلي منصور فناني مصر بقوله :"اعلموا انه سيظل هناك مقياس للإبداع الإنساني فنيا كان أو فكريا أو فلسفيا" ..إنه مقياس رباني مصداقا لقوله تعالى " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
ووقع الاختيارعلى يوم الثالث عشر من مارس من كل عام ليكون يوما للاحتفال بعيد الفن وهو اليوم الذي يتوافق مع ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال العبقري الراحل محمد عبد الوهاب فيما نوه الرئيس عدلي منصور بأن "صوته العذب وألحانه الرائعة أصبحت جزءا عزيزا من تراث مصر في الطرب والموسيقى بل وتراثنا العربي ايضا".
واستعاد الرئيس عدلي منصور في هذا السياق مقولة موسيقار الأجيال :"التراث هو الأصل والمعاصرة هي الواقع ومن اجل ان نقدم فنا كاملا لا يمكننا أن نتخلص من أصلنا ولا يمكن أيضا أن نتجاهل معاصرتنا للواقع".
إن المصريين الذين قال رئيسهم عدلي منصور انهم "اعتادوا الغناء فرحا وحزنا والشعر هجاء ومدحا سيظل الفن مكونا اساسيا في هويتهم وحياتهم" فيما اكد على دور الفنانين في "صياغة العقل الجمعي لشعبنا المصري العظيم" معيدا للأذهان "الزمن المصري الجميل حيث لم يخل بيت مصري من لمسات الجمال وكان الشارع المصري مثالا للتحضر والانضباط "فإن هذا المجتمع قام على قيم نبيلة "يسودها التسامح والشهامة والمروءة وقبول الآخر" .
ونوه بأن "معين الإبداع الفني المصري لا ينضب أبدا..وإذا كانت مقتضيات الحداثة واختلاف السياق التاريخي والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن التطور التكنولوجي في مجال الإنتاج الفني تحتم مسايرة مقتضيات العصر والانخراط في ركب التطور والتقدم إلا أن هذا التطور لا يجب أن ينسينا أن لمصرنا العربية الإسلامية منظومتها القيمية النبيلة التي يتعين الحفاظ عليها والانتماء إليها".
وهذه المنظومة القيمية النبيلة لا تضع قيودا أو تفرض شروطا على الإبداع "بقدر ما تراعي عادات وتقاليد مجتمعنا لتكسبه مذاقه المتفرد وسماته المميزة" فالحرية ستظل مقرونة بالمسؤولية و"مصرنا الجديدة" كما اكد الرئيس عدلي منصور "تقدر وتعي دور الفنانين والمبدعين" وحرية التعبير عن الرأي والإبداع مكفولة في مختلف أنواع الفنون.
والفن كما قال الرئيس عدلي منصور بحق "رافد محوري في تشكيل وعي وثقافة ووجدان المصريين ومحفز أساسي لهم للإقبال على العمل والإنتاج والاستمتاع بنتاج جهودهم اقتصادا مزدهرا وسياسة واعية وذوقا عاما راقيا يليق بأمة يعود تراثها الفني لأكثر من سبعة آلاف عام".
إنه "مثقف العدالة" الرئيس عدلي منصور الذي يستعد لتسليم سلطة القرار للرئيس المنتخب بإرادة الشعب المصري..فارس يسلم الراية لفارس في لحظة مصرية حقا..لحظة على جسر الأمل لها ما بعدها..فارس يسلم الراية لفارس ويبقى الوطن شاخصا في لحظة مجد بين فارسين..ما أروعه من وطن وما أروعها من لحظة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.