دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج إلى ضرورة الحفاظ على قواعد التجارة الدولية القائمة على التعاون والانفتاح، محذّرًا من العودة إلى ما وصفه ب"شريعة الغاب" التي تجعل العالم ساحة صراع للقوي فقط. وجاءت تصريحات تشيانج خلال القمة الإقليمية المنعقدة في كوالالمبور، في إشارة واضحة إلى السياسات الأميركية التي تنتهج الأحادية وفرض الرسوم الجمركية على عدد من الدول، وفي مقدمتها الصين، مما تسبب في اضطرابات داخل سلاسل التوريد العالمية. وأوضح رئيس الوزراء الصيني أن النظام الاقتصادي العالمي يجب أن يقوم على مبادئ التعاون المتبادل لا على مبدأ القوة، مشددًا على أن العولمة الاقتصادية وظهور عالم متعدد الأقطاب هما مساران لا يمكن التراجع عنهما. وأضاف أن العالم لا يستطيع أن يعود إلى "شريعة الغاب" التي تجعل الدول الضعيفة فريسة للكيانات الأكبر، مؤكدًا أن الحل يكمن في تعزيز التزام المجتمع الدولي بمبادئ التجارة الدولية الحرة والعادلة. وتأتي هذه التصريحات قبل أيام قليلة من اللقاء المرتقب بين الرئيسين شي جين بينج ودونالد ترامب في كوريا الجنوبية، والذي يُتوقع أن يحدد ملامح المرحلة المقبلة من العلاقات بين البلدين في ظل الحرب التجارية المستمرة. ويرى مراقبون أن الصين تحاول إرسال رسالة تهدئة إلى واشنطن مفادها أن الحوار والتفاهم أكثر نفعًا من الأحادية وسياسات الحماية الاقتصادية. وخلال كلمته أمام قادة دول شرق آسيا، ومن بينها أستراليا واليابان والهند وكوريا الجنوبية وروسيا والولايات المتحدة، حذّر لي تشيانج من أن تصاعد الأحادية والحمائية يشكلان تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الاقتصادي الإقليمي والعالمي. وفي المقابل، أبدى الرئيس الأمريكي ترامب تفاؤله بلقائه المرتقب مع نظيره الصيني، مؤكدًا للصحافيين أنه يعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التجارية الدائرة، وهو ما تأمل الصين أن يتحقق عبر مفاوضات تحفظ قواعد التجارة الدولية وتمنع العودة إلى "شريعة الغاب".