حذرت وزيرة الاقتصاد الألمانية كاتارينا رايشه من تدهور اقتصادي محتمل في الاقتصاد الوطني. وفي كلمتها خلال فعالية يوم التجارة الخارجية التي نظمتها وزارة الاقتصاد، قالت رايشه في برلين، اليوم الثلاثاء :" هياكلنا الحالية لم تعد تؤهلنا للمنافسة". وأعربت السياسية المنتمية إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي عن اعتقادها بأن ألمانيا تقف، في ظل التوتر القائم بين الولاياتالمتحدةوالصين، في قلب صراع عالمي بين الأسواق المفتوحة والمصالح الجيوسياسية. وأضافت أن "الطريقة التي سنتمكن بها من اجتياز هذا الموقف ستحدد ما إذا كنا سنظل قوة اقتصادية حقيقية أم لا". الجدير بالذكر أن القيود التي فرضتها الصين مؤخرا على صادرات المعادن النادرة، أثارت قلقًا بالغًا لدى الشركات الألمانية، إذ تعتمد الصناعة الألمانية على هذه المعادن في إنتاج المحركات والتوربينات وأجهزة الاستشعار وغيرها. وفي الوقت ذاته، تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي سلبًا على الاقتصاد الألماني الذي يعتمد بقوة على التصدير. ويعاني الاقتصاد الألماني منذ سنوات من ضعف في النمو. من جانبه، قال بيتر أدريان، رئيس اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية، إن كفاءة أداء الاقتصاد الألماني تراجعت. وأضافت رايشه أن الشركات الألمانية تعاني من تشريعات مفرطة، وأسعار طاقة مرتفعة، ودولة رفاه اجتماعي أصبحت، بحجمها الحالي، عبئًا على تكلفة العمل. وطالبت الوزيرة الألمانية مرارًا بإجراء إصلاحات جذرية، مؤكدة أن هذه الإصلاحات ضرورية أيضًا على مستوى الاتحاد الأوروبي. وقالت: "يجب على الاتحاد الأوروبي أن يعيد التركيز بصورة أكبر مرة أخرى على أن يصبح قاطرة المنافسة القوية، لا أن يصبح بعد الآن عائقا تنظيميا". كما دعت رايشه الشركات إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها، قائلة إنها لا تفهم كيف لم تقدم بعض الشركات على هذه الخطوة بعد. وحذّرت من الاعتماد الأحادي الجانب على الصين، خاصة في ما يتعلق بالمواد الخام، مشيرة إلى أن أسواقًا مثل فيتنام والمكسيك تملك إمكانات نمو هائلة. أما على الصعيد الداخلي، فقد أشارت رايشه إلى التخفيضات الضريبية التي أقرتها الحكومة، مثل ما يُعرف ب"محفّز الاستثمار"، لكنها أضافت أنه سيتضح مع الوقت ما إذا كانت هذه الخطوات كافية.