ربطت دراسةٌ حديثةٌ بين طفرة وراثيَّة (تحوُّل جينيّ) وأحد أشكال اضطرابات النَّوم الذي يُعرف باسم التغفيق أو النوم المفرط؛ وهو حالة طبيَّة تُسبِّبُ النُّعاسَ بشكلٍ مُفرط، وحتى الانتقال إلى حالة النَّوم بشكلٍ لا إراديّ. تُعدُّ هذه الطفرةُ الوراثيَّة شائعةً إلى حدٍّ ما، بينما يُعدُّ التغفيقُ نادرًا. اشتملت الدراسةُ على أكثر من 2500 مُشاركٍ؛ ووجد الباحثون أنَّ الأشخاصَ، الذين لديهم هذه الطفرةُ الوراثيَّة، كانوا أكثرَ ميلًا بنحو 251 مرَّة لأن يُعانوا من التغفيق مع الجُمدَة (التخشُّب)؛ وهي ضعفٌ شديد وعابر في العضلات ينتُج عن بعض الأفعال مثل الضَّحِك، بالمُقارنة مع الأشخاص الذين ليس لديهم هذه الطفرة الوراثيَّة. حلَّل الباحِثون التركيبة الوراثيَّة لما يقرُب من 1300 شخصٍ في أوربا، يُعانون من التغفيق مع الجُمدَة؛ وأكثر من 1400 شخص لا يُعانون من هاتين الحالتين. وجد الباحِثون أنَّ كلَّ شخص تقريبًا لديه هذه الحالة، كانت لديه الطفرةُ الوراثيَّة التي ترتبط مع وظيفة جهاز المناعة. أشار بحثٌ سابق إلى وجود صِلة بين التغفيق وبعض المشاكل كالعدوى، مثلما قالت الأكاديميَّةُ الأمريكيَّة لطبّ النَّوم. تقول إحدى النظريات إنَّه بالنسبة للأشخاص، الذين لديهم استعدادٌ وراثيّ للتغفيق، يحدُث نوعٌ من الخلل في وظيفة جهاز المناعة يُدمِّر من دون قصد خلايا الدِّماغ التي تُعدُّ حيويَّة للحفاظ على تيقُّظ الجسم. كما أشار مُعدُّو الدراسة أيضًا إلى أنَّ دراسةَ الأنماط الجينيَّة للحمض النووي الوراثي DNA عند الإنسان، وبدرجة عالية من الدقَّة، قد تُساعد على تشخيص استعداد المرضى للإصابة بالتغفيق.