«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظومة جديدة وبورصة للسلع.. معركة إحياء القطن المصري.. «الإحصاء»: انخفاض مساحة القطن إلى 183 ألف فدان.. «السعدني»: المنظومة الجديدة طُبقت في 53 ألف فدان بالبحيرة والشرقية
نشر في البوابة يوم 23 - 12 - 2020

تحاول الحكومة إعادة إحياء زراعة القطن المصرى من خلال طرح القطن في بورصة السلع المُخطط إطلاقها خلال عام 2021، فضلًا عن المنظومة الجديدة لتداول القطن التي بدأت في سبتمبر الماضى والتى تُعول عليها الحكومة في تنفيذ مخططها الهادف إلى زيادة صادرات الغزول والقماش والملابس، وتشغيل مصانع الغزل والنسيج التى تنشئها الحكومة.
لكن بعض المحللين والخبراء، رأوا أن هناك بعض الصعوبات التى تعترض الخطط الحكومية، بدءًا من انخفاض عملية التسعير التي قد تكون سببًا عن عزوف الفلاحين لزراعة القطن خلال الموسم الزراعى المقبل.
منظومة جديدة وبورصة للسلع
قال الدكتور هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، في تصريحات صحفية سابقة إنه سيتم طرح القطن المصرى للتداول ببورصة السلع الجديدة المزمع إطلاقها خلال العام القادم، مضيفًا أن ذلك من أجل إعادة إحياء بورصة القطن المصرى مرة أخرى، وضمان حقوق الفلاحين والتداول المميكن للقطن.
وكانت وزارة قطاع الأعمال العام أطلقت منظومة جديدة للقطن في سبتمبر الماضى، تعتمد على استلام الأقطان من المزارعين مباشرة في مراكز التجميع دون وسطاء، معبأة في أكياس من الجوت ومحاكة بدوبارة قطنية يتم توفيرها بالمراكز، ويتم إجراء مزادات دورية على كميات الأقطان الواردة.
وقال الوزير، إنه سيتم إنشاء 134 مركزا على مستوى الجمهورية لجمع القطن من المزارعين لضمان عدم التلاعب في الكميات الموردة وضمان عدم التلاعب في الأقطان الموردة دون شوائب، متابعًا أن عملية تطوير منظومة الغزل والنسيج تبدأ من زراعة القطن.
وأضاف، أن مصر أدخلت القطن طويل التيلة منذ عصر محمد على، وكانت مصر تُمثل نسبة ما تراوح بين 7 إلى 9٪ من إجمالى استخدام القطن طويل التيلة عالميًا، ولكن مع تراجع استخدام القطن طويل التيلة عالميًا إلى 2٪، وفى الوقت نفسه دخول منافسين جدد لقطاع الغزل والنسيج الحكومى، وعدم وجود خطط منظمة لتطويرها، وزيادة الطلب المحلى والعالمى من الصناعة على القطن قصير التيلة، أصبحت هناك فجوة في الزراعة والصناعة، وبلغت نسبة الصادرات من الغزول والقماش والملابس 1.25 مليار دولار سنويًا، وهو رقم لا يتناسب مع تاريخ الصناعة في مصر أو إمكانياتها.
وأشار توفيق إلى أنه منذ توليه وضع خطة لتطوير منظومة الغزل والنسيج بداية من الزراعة، حيث تم زراعة قطن قصير التيلة من بذور مستوردة من باكستان والهند وتعطى إنتاجية مرتفعة على مساحة 250 فدانا بشرق العوينات، مضيفا أنه تم تطوير المحالج، حيث تم تطوير 3 محالج، إضافة لتطوير 4 آخرين حتى تتناسب مع القطن قصير التيلة.
تابع توفيق، أن منظومة إصلاح زراعة القطن لا يتضمن تجربة شرق العوينات فقط، ولكن يتم إجراء تجربة تشرف عليها وزارة الزراعة في ميكنة زراعة القطن بكفر الشيخ، وأن الهدف زيادة الصادرات المصرية من الملابس والقماش من 1.25 مليار دولار إلى 5-6 مليارات دولار، وعقب نجاح المنظومة سيتم تسليمها للقطاع الخاص لإدارتها.
تسعير عادل
يقول وليد السعدنى رئيس لجنة تنظيم تجارة القطن بالداخل، إن منظومة القطن الجديدة تم تطبيقها في 53 ألف فدان بالوجه البحرى، في محافظتى البحيرة والشرقية، وكان من المفترض أن يصل إجمالى إنتاجهم 300 ألف قنطار من القطن.
ويُضيف، لكن ما تم تجميعه من المزارعين لم يتجاوز ال40 ألف قنطار فقط من الإجمالى "300 ألف قنطار"، هذا بحساب أن متوسط إنتاج الفدان 6 قنطار، وبالتالي فهذا دليل على عدم رضا الفلاحين على منظومة القطن الجديدة، وهذا أبلغ رد. متابعًا أن هذا يُثبت عدم وجود مشكلة في المنظومة الجديدة.
ويُشير السعدنى إلى أن هذا يعني أن ما تم تجميعه أقل من نصف قنطار من الفدان الواحد، مدللًا على حديثه بأن المحافظات التى تم تطبيق منظومة القطن فيها خلال الموسم الزراعى الماضى انخفضت فيها المساحات خلال الموسم الزراعى الحالى.
ويقول، إنه رغم أزمة فيروس كورونا، لكن الفلاحين التزموا بالقيام بواجباتهم، وبالتالى كان يجب تشجيعه عبر تغطية سعر القنطار لتكلفة إنتاجه بحيث لا يقل عن 2500 جنيه، موضحًا أن غياب السياسة التسويقية الواضحة، وتجربة المزاد العلنى التى طبقتها الحكومة على محافظتى الفيوم وبنى سويف لم يحصل منها الفلاح على السعر المذكور في النظام، فالفكرة كانت جيدة ولكن آلية تنفيذها لم تنجح في حصول المزارع على متوسط السعر المعلن وهو 2000 جنيه، وأن ذلك هو السبب الرئيسى في تراجع الزراعة في محافظات وجه قبلى بنحو ٪65.
ويُوضح رئيس لجنة تنظيم تجارة القطن، أنهم ليس ضد المنظومة الجديدة، لكن طالما أن الحكومة تدخلت يجب أن تضع سعر عادل يرضى به الفلاح، لافتًا إلى أن التدخل الحكومى كان الهدف منه حماية الفلاح بوضع سعر عادل، عملًا بالمادة الدستورية 29 التى تحمى الفلاح.
وتنص المادة الدستورية على أن الزراعة مقوم أساسى للاقتصاد الوطنى. وتلتزم الدولة بحماية الرقعة الزراعية وزيادتها، وتجريم الاعتداء عليها، كما تلتزم بتنمية الريف ورفع مستوى معيشة سكانه وحمايتهم من المخاطر البيئية، وتعمل على تنمية الإنتاج الزراعى والحيوانى، وتشجيع الصناعات التى تقوم عليهما. وتلتزم الدولة بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعى والحيوانى، وشراء المحاصيل الزراعية الأساسية بسعر مناسب يحقق هامش ربح للفلاح، وذلك بالاتفاق مع الاتحادات والنقابات والجمعيات الزراعية، كما تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الأراضي المستصلحة لصغار الفلاحين وشباب الخريجين، وحماية الفلاح والعامل الزراعى من الاستغلال، وذلك كله على النحو الذى ينظمه القانون.
ويلفت إلى أن هذا أيضًا حماية لصناعة المحالج والمصانع التي تكلفت مليارات الجنيهات، والآلاف من العاملين بهذه الصناعة الضخمة، لذا يجب حماية المُنتّج وهو الفلاح باعتباره "عمود الخيمة"، كما وصفه. مضيفًا أنه حتى مع وجود بورصة القطن خلال العام 2021، فإن المنظومة لن تنجح بدون وجود جدوى اقتصادية حقيقية تعود على الفلاح.
ويُطالب السعدنى، بوضع سعر ضمان عادل لقنطار القطن، وبضرورة إعادة النظر في سياسة تسويق القطن ككل عبر "لجنة محايدة" غير ذات مصلحة من المنظومة، وتتولى وضع سياسة لكافة مراحل القطن بدءً من زراعته وتوقيتاتها ومرورا بمرحلة التجارة وبيع المحصول وانتهاء بمرحلة التصنيع، في ظل تصدير متوسط مليون قنطار سنويًا منذ 5 سنوات، والتراجع الكبير في حجم استهلاك المغازل المحلية من الأقطان.
ويُشير إلى خطط التطوير التي تُطبق على عدد من الشركات الحكومية وبخاصة المحالج، لم تؤت ثمارها حتى الآن رغم تطوير بعضًا منها منذ عامين بملايين الجنيهات، الأمر الذي يتطلب إعادة تقييم خطط تطوير القطاع ككل سواء على مستوى سياسات التسويق أو الشركات أو المحالج التي يجرى اختيارها لضخ الاستثمارات بها وتطويرها، وضرورة التركيز على تطوير المحالج التى تقع في المحافظات الأكثر إنتاجًا.
ويُضيف أنه من المعروف أن حجم استهلاك المغازل المحلية من الأقطان بين 300 إلى 500 ألف قنطار سنويًا في أقصى الأحوال من جملة محصول يبلغ متوسطه 1.2 مليون قنطار سنويًا، مشيرًا إلى أن هذا لايتعارض مع المنظومة الصناعية التي تقوم الحكومة بتنفيذها حاليًا في صناعة النسيج. ويختم حديثه بأن القطن ساهم في نهضة مصر الحديثة ويجب إعادة إحيائه مرة أخرى بدلًا من الوضع الحالى.
دمار أصناف طويل التيلة
من جهته، يقول الدكتور سعيد خليل، أستاذ الهندسة الوراثية وزراعة الأنسجة في مركز البحوث الزراعية، إن استبدال أصناف القطن المصرى طويل التيلة بأصناف قصيرة ومتوسطة التيلة سيؤدي بعد سنوات قليلة لتدمير الأصناف التى تميزت بها مصر.
ويُضيف، أن ما تم في منظومة تداول القطن الجديدة من الناحية العلمية غير صحيح، ومن المفترض أن يضع سياسات هذه المنظومة الجديدة أساتذة من معهد بحوث القطن التابع بمعهد البحوث الزراعية، والذين كان لهم دور رائد في اكتشاف 97 صنفا جديدا من الأقطان، انتشرت في جميع بلدان العالم.
ويرى خليل، أن واضعي سياسات منظومة القطن الجديدة ارتكبوا أخطاء وهذا ما تسبب في عزوف الفلاحين عن الزراعة، لافتًا إلى أن كل هذا سوف تظهر نتائجه خلال الموسم الزراعى المقبل، موضحًا أن هناك خطط لبيع أراضي 10 محالج من أجل إنشاء شركة جديدة تعمل على القطن قصير التيلة، رغم ثُبوت عدم كفاءته وانخفاض إنتاجيته في مصر، قياسًا بالقطن طويل التيلة.
ويُتابع خليل، أن هذا استمرارًا للمنهج القديم الذي بدأ منذ تسعينيات القرن الماضى والذى تسبب في تراجع مساحات القطن المنزرعة حتى تدنت بشكل كبير جدًا.
قانون على الورق
إلى ذلك، يُضيف الدكتور حمدى سالم، أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة جامعة عين شمس، أن قانون الزراعة التعاقدية كان من المُفترض أن يكون عاملا مساعدا لمنظومة تداول القطن الجديدة والبورصة السلعية المزمع انطلاقها خلال 2021، لكن حتى الآن لم يتم تفعيل القانون.
ويرجع سالم أسباب عدم تفعيل القانون إلى عدم قيام وزارة الزراعة لم تتبع الخطوات الصحيحة لإنشاء جهاز التسجيل والتحكيم الذى هو الكيان القانونى الوحيد الذى أنشأه قانون الزراعة التعاقدية، متابعًا أن كل جهات منظومة الزراعة التعاقدية موجودة من "شركات التأمين، والبنوك، والتعاونيات، والفلاحين والأراضى".
ويصف سالم، "قانون الزراعة التعاقدية" ب "القوام الرئيسى" لعملية الإنتاج الزراعي والمنظومة الجديدة والبورصة، لكن القانون لم يُفعل إلا شكلًا فقط، موضحًا أنه من المُفترض أن يتم إنشاء جهاز التسجيل والتحكيم من وزارة العدل وأن تكون هى المشرفة عليه، وليست وزارة الزراعة كما هو معمول به حاليا.
ويختم حديثه:"لايوجد أحد مهتم بهذا القانون، أو هناك مشكلة في تحديد الأولويات الزراعية".
خلط الأصناف
كما يُضيف حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن المشكلة الرئيسية في منظومة القطن الجديدة، هو اعتماده على منظومة القطن الأمريكي قصير التيلة، وهو سعر متدن جدًا عالميًا، وبالتالى فإن أسعاره لاتتناسب مع أسعار القطن طويل التيلة المصرى.
ويُتابع، أن ذلك تسبب في عزوف الفلاحين عن التعامل بالمنظومة الجديدة بسبب الخسارة التي لحقت بهم، مشيرًا إلى أن المنظومة تهدف إلى إخراج قطن بجودة مرتفعة، لكن الفلاحين يتطلعون إلى أسعار مرتفعة وتحقيق ربحية من وراء الزراعة.
وكانت لجنة تنظيم تجارة القطن بالداخل التابعة لوزارة التجارة والصناعة أوصت، ب3 مطالب مهمة لنجاح تسويق محصول القطن لعام 2020 والمقدر مساحته بقرابة 174 ألف فدان قطن بنحو 1.2 مليون قنطار، تمثلت في ضرورة إعلان الحكومة لسياسة تسويقية واضحة للقطن ولمراحل إنتاجه من قبل لجنة محايدة وألا يقل سعر شراء القطن من المزارعين عن 2500 جنيه للقنطار مقابل 2000 جنيه الموسم الماضى.
وخفض الفائدة التمويلية لشركات تجارة القطن من 18 إلى 8 إلى ٪10 باعتبار محصول القطن محصولًا للتصنيع، والمطلب الثالث هو توصية مراكز البحوث بالوصول إلى وسائل أو ماكينات تخفض تكلفة جنى القطن التى تتجاوز ٪40 من ثمنه.
ويقول نقيب الفلاحين، إن المنظومة التى كانت تصلح مع الفلاح هي تحديد سعر ضمان للقطن قبل بداية الموسم الزراعى، ذلك لأنها تمنح الفلاح طمأنينة، حيث كانت حددت وزارة الزراعة سعر القنطار في وجه بحرى ب2700 جنيه، بينما كان السعر 2500 جنيه في وجه قبلى.
ويلفت إلى أنه رغم أن منظومة المزايدة فيها مميزات للحصول على قطن ذا جودة مرتفعة، لكن الأسعار لاتُناسب التكلفة الحقيقية للزراعة، مشيرًا إلى أن هناك اختلافا في طرق الزراعة بين مصر والولايات المتحدة، فمعظم الزراعة في الأخيرة تعتمد على المطر، خلافًا لمصر التي تعتمد على الزراعة المروية التى تعد الطريقة الأكثر تكلفة على مستوى العالم.
وبالتالى هذا ما تسبب في تقلص مساحات زراعات القطن من موسم إلى آخر، حيث بلغت المساحة في الموسم الزراعى السابق نحو 180 ألف فدان، بحسب نقيب الفلاحين، متوقعًا انخفاض المساحة المنزرعة في الموسم الزراعى الذى سيبدأ خلال شهر فبراير المقبل.
ويرى أبوصدام، أن إحلال زراعة قطن قصير التيلة بدلًا من طويل التيلة، قد يكون مفيدًا للتجار فقط، لكن بالنسبة للفلاح لايُحقق ربحية بسبب انخفاض الإنتاجية، محذرًا من خلط أصناف القطن نتيجة زراعة القطن قصير التيلة الذي سيؤدي إلى وجود أصناف "لاهي قصيرة التيلة ولا طويلة التيلة"، والتى ستكون مدمرة لزراعة القطن المصرى.
لذلك، يجب عزل أصناف القطن قصير التيلة في كل مراحله بدءً من زراعة التقاوى ثم الجنى وحتى التسويق، حتى لايتم الخلط بين الأنواع، مما يؤدى إلى تدمير سمعة القطن المصرى عالميًا "طويل التيلة"، وفقًا نقيب الفلاحين، مطالبًا الحكومة بتطبيق قانون الزراعة التعاقدية في زراعة القطن على وجه الخصوص، والتى ستُوفر منظومة للتداول باعتبار أن الأسعار سيتم تحديدها قبل الزراعة مما سيؤدى لتفادي كل أسباب المشكلات والصعوبات في المنظومة المعمول بها حاليًا.
فضلًا عن وجود تحفيز مادى ومعنوى لمزارعى القطن، حتى يتم إعادة مساحة القطن مرة أخرى إلى الواجهة مرة أخرى.
البيانات تكشف تقلص المساحات المنزرعة
كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، أن صادرات القطن انخفضت بنسبة 9.52٪ خلال الفترة من العام الماضي وذلك نتيجة لانخفاض الإنتاج، مضيفًا أن إجمالى صادرات القطن بلغ مليونا و273 ألف قنطار مترى خلال الربع الثاني من الموسم الزراعى 2019- 2020، مقابل 3 ملايين و579 ألف قنطار متري الموسم السابق بنسبة انخفاض قدرها 9.52٪ نتيجة لانخفاض إنتاج القطن.
وبلغت الكمية، التى تم حلجها 9.868 ألف قنطار متري خلال الربع الثاني من الموسم الزراعى مقابل 5.1 مليون قنطار متري لنفس الفترة من الموسم السابق بنسبة انخفاض قدرها 8.42٪ وهذا نتيجة لانخفاض المساحات المزروعة.
وكانت انخفضت مساحات القطن المزروعة خلال الموسم الحالى إلى 183.37 ألف فدان، مقابل 236 ألف فدان الموسم الماضى، بنسبة انخفاض تصل إلى 22٪، حيث يبدأ موسم زراعة القطن في مصر خلال أبريل وينتهى مع بداية يونيو من كل عام، وتعتمد مبيعات القطن بشكل كبير على التصدير خاصة القطن المزروع بالوجه البحرى، بحسب المركزى للتعبئة والإحصاء.
وكانت مساحة الأراضى المزروعة في الوجه البحرى والقطن الذى يعتمد عليه في التصدير تقلصت الموسم الماضي من 120 ألف فدان إلى 40 ألف فدان، نتيجة تراكم محصول القطن لدى التجار؛ وتراجعت أسعار القطن خلال الموسم الماضى، وواصلت التراجع بعد أزمة كورونا، إلى جانب وجود فائض لدى التجار بسبب انخفاض الطلب على الأقطان في العالم نتيجة إجراءات كورونا.
ووفقا لبيانات هيئة تحكيم القطن، فإن الأسعار انخفضت من 140 سنتًا للقنطار، إلى 118 سنتًا للقنطار، لكن نتيجة الأزمة الحالية تراجعت الأسعار إلى 104 سنتات للقنطار، وهى أسعار متدنية جدا.
فيما توقع تقرير حديث لوزارة الزراعة الأمريكية، تراجع مساحة زراعة القطن في مصر خلال موسم 20202021 بنسبة 35٪ لتصل إلى 154.7 ألف فدان مقابل 238 ألف فدان في موسم 2019 2020، وتراجع إنتاج القطن بنسبة 30٪ بنحو 391.9 ألف قنطار ليصل إلى 936.2 ألف قنطار.
ويتوقع التقرير الأمريكى أن يساهم انخفاض الأسعار في زيادة الصادرات خلال موسم 2020 2021 بنسبة 14٪ مقارنة بالموسم السابق له، لتصل الكمية المصدرة إلى 1.08 مليون قنطار. وتعتبر الهند المستورد الرئيسى للقطن المصرى ثم باكستان وبنجلادش واليونان وألمانيا وإيطاليا.
ويتوقع التقرير أن تظل الهند وباكستان ضمن أكبر المستوردين للقطن في 2020 2021، مضيفًا أن مصر صدرت الموسم الماضي إلى 22 دولة بالإضافة إلى المناطق الحرة، واستحوذت الهند على أكثر من نصف الصادرات بكمية بلغت 930.5 ألف قنطار.
تايم لاين:
إنتاج مصر من القطن طويل التيلة
2007 -700 ألف طن
2012 - 400 ألف طن
2014 - 99 ألف طن
2015 - 193 ألف طن
2016 - 47.9 ألف طن
2017 -32.5 ألف طن
2018 -37.1 ألف طن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.