في فصل جديد من النزاع الذي تجدد حول منطقة الكركرات الواقعة في الصحراء الغربية، أعلنت جبهة البوليساريو، اليوم السبت، عن شن قواتها هجمات مكثفة على قواعد تابعة للجيش المغربي ألحقت خسائر في الأرواح والمعدات. وأفادت وكالة الأنباء الصحراوية بأن تلك الضربات استهدفت ما اسمته "قواعد العدو"، في قطاعات المحبس وحوزة وأوسرد والفرسية. وعلى خلفية عودة المناوشات العسكرية في منطقة الكركرات الواقعة في الصحراء الغربية بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو الجمعة، دعت الخارجية الروسية اليوم السبت الجانبين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الخطوات التي قد تؤدي إلى تصعيد الموقف والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار. وأشارت إلى أن الموقف الروسي المبدئي والمتسق بشأن النزاع في الصحراء الغربية يتمثل في أنه يمكن تحقيق سلام عادل ودائم بالوسائل السياسية حصريًا على أساس إطار قانوني دولي معروف. فيما أعربت كل من السعودية والأردن، اليوم السبت، عن تأييدهما للخطوات التي اتخذتها حكومة المغرب لحماية مصالحها الوطنية في منطقة " الكركرات"، وأكدتا وقوفهما إلى جانب المغرب. وتجدد الصراع في منطقة الكركرات بعد أن وجه نحو مئتي سائق شاحنة مغربي الأسبوع الماضي نداء استغاثة إلى كل من الرباط ونواكشوط، قالوا فيه إنهم عالقون في معبر الكركرات الواقع بين موريتانيا والصحراء الغربية. واستجابة لهذه النداءات، بدأت المغرب الجمعة، عملية عسكرية في منطقة الكركرات، من أجل "إعادة إرساء حرية التنقل" المدني والتجاري في المنطقة، حسب وصف بيان صدر من السلطات المغربية. وقال المغرب إن هذه العملية تأتي بعد "عرقلة" أعضاء من "جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" الطريق الذي تمر منه شاحنات نقل البضائع نحو موريتانيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء. ومن جهتها، ردت بوليساريو على إعلان المغرب قائلة "الحرب بدأت، المغرب ألغى وقف إطلاق النار"، مضيفة "القوات الصحراوية تجد نفسها في حالة دفاع عن من النفس". من جانبه قال الأمين العام لجبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، إن ما وصفه بالعمل العدواني "فرض على القوات العسكرية لجبهة البوليساريو الاشتباك مع القوات المغربية دفاعًا عن النفس ولحماية المدنيين"، محملا المملكة المغربية "المسئولية الكاملة عن عواقب عمليتها العسكرية". وتعادل الصحراء الغربية مساحة بريطانيا لكنها قليلة الكثافة السكانية وتنعم باحتياطيات الفوسفات ومناطق الصيد الغنية. وبدأ النزاع حول المنطقة الحدودية عندما طالبت المغرب باستعادة السيادة على المنطقة عندما كانت تحت الحكم الاستعماري الإسباني، فيما شكل بعض الصحراويين الذين يعيشون هناك جبهة البوليساريو للضغط من أجل الاستقلال. وعندما رحلت إسبانيا، ضم المغرب الصحراء وشجع آلاف المغاربة على الاستقرار هناك، إلا أن جبهة البوليساريو شنت حربًا إلى أن توسطت الأممالمتحدة في وقف إطلاق النار عام 1991، وسيطر المغرب على نحو أربعة أخماس الإقليم. كما تضمنت الهدنة الوعد بإجراء استفتاء غير أن ذلك لم يحدث بسبب خلافات حول كيفية تنفيذها ومن سيسمح له بالتصويت. ويتركز التصعيد الجديد في منطقة الكركرات، وهي نقطة عبور بين الصحراء الغربيةوموريتانيا، في منطقة منزوعة السلاح تراقبها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتقوم بدوريات منتظمة فيها. وشهدت منطقة الكركرات في الماضي توترات بين البوليساريو والمغرب خصوصًا مطلع العام 2017. وفي حين تحتج جبهة بوليساريو على حركة العبور عبر هذه النقطة إلى المغرب وتعتبرها غير قانونية، يعتبر الجانب المغربي المعبر حيويًا للتبادل التجاري مع أفريقيا جنوب الصحراء. وعلى مدى جولات مديدة، أخفقت محادثات أجرتها الأممالمتحدة بشأن مستقبل الصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا في التوصل لاتفاق. وفي أكتوبر الماضي، حثت الأممالمتحدة الأطراف المعنية على العمل للتوصل إلى "حلول سياسية واقعية وعملية ودائمة بناء على حلول وسط". واعتبرت تلك الصياغة مثيرة للشكوك فيما يتعلق باحتمالات إجراء الاستفتاء.