«عندك واحد شاي وصلحه»... يستقبل «إبراهيم» عامل بقهوة الفيشاوي، جميع زبائنه بابتسامة عريضة تكسو وجهه، سائلًا عن طلباتهم: «أمرك يا فندم» تحبه بنعناع ولا من غير، عندنا كل أنواع العصاير والسخن اللي حضرتك تأمر بيه. يعد مقهى الفيشاوي من أشهر المقاهي في مصر كلها، ويعتبر مزارا رئيسيا لكافة الشخصيات البارزة والفنانين من مختلف أنحاء العالم، ورغم أن عمره يزيد على 240 عامًا، فإنه اكتسب شهرته بسبب كونه المقهى المفضل لأديب نوبل نجيب محفوظ، حيث كان يجلس مع حرافيشه يتسامرون ويعرض الشباب نتاجهم الأدبي، كما جلس عليه أديب نوبل التركي أورهان باموق، وهو قبلة للأجانب والعرب لأجوائه الحميمية، حيث نبض القاهرة الشعبية ويشتهر المقهى بمذاق الشاي بالنعناع المصري المميز.. يقول إبراهيم: «يأتي إلينا الزبائن «العرب والأجانب» من كل مكان في العالم بسبب شهرة القهوة، مستطردًا أن هذا المكان شاهد على أصالة وعراقة التراث المصري الفريد، فضلا عن أهميته التاريخية، بالنسبة لرواد المقهى أو لأسرة الفيشاوي».. وأضاف أن أسرة الفيشاوي ترفض إدخال تليفزيون أو حتى صالة للبلياردو، حيث ترى أن لها أماكنها الخاصة بها، وأن وجودها سوف يجلب الكثير من العامة الذين يفتقدون إلى الإحساس بالرؤية الجمالية لهذا المقهى، مؤكدًا أن المكان الآن يضج بالباعة الجائلين ما يسبب الضيق لبعض الزبائن.. وأشار إلى أن المقهى جلب شهرته من الأديب الراحل نجيب محفوظ، حيث كتب أجزاء من ثلاثيته الحائزة على جائزة نوبل فى الغرفة الخلفية للمقهى، كما كان الشاعر الغنائى أحمد رامي الذي كتب أغاني ما زال العالم يذكرها للراحلة أم كلثوم، وغيرهما من الشخصيات التي أثرت في التاريخ الثقافي والفني.. وأكد أن أبرز الشخصيات التي جلست في مقهى الفيشاوي، أمثال: نجيب محفوظ ويوسف إدريس وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وبيرم التونسي وصلاح جاهين وصلاح عبدالصبور، إضافة إلى أهل السياسة، مثل: سعد زغلول وعمرو موسى.