مقاهي منطقة الحسين من أشهر وأهم المقاهي بالقاهرة وتحظي بالاقبال الكبير من السائحين الأجانب والعرب والمصريين من أهل الفن والأدب والثقافة والرياضة ولكل مقهي رونقه وطابعه الخاص الذي يجذب له زبائنه ومن أهم هذه المقاهي مقهي "الفيشاوي" و"لؤلؤة الحسين" و"الزهراء" و"ولي النعم" و"ليالي الحسين" و"الشيخ شعبان" وغيرها من المقاهي التي أصبحت مزاراً سياحيا يقصده السائحون العرب والأجانب والمصريين. ويقع مقهي "الفيشاوي" في إحدي الحارات التي لا يزيد عرضها عن مترين بجوار مسجد الحسين وعلي بعد خطوات قليلة منه يقع مقهي "لؤلؤة الحسين" - اللذين يعدان من أقدم المقاهي في المنطقة. وعلي أنغام العود وغناء مجموعة من الشباب للتواشيح القديمة. يروي أشرف عنتر - أحد مدير مقهي "لؤلؤة الحسين" - تاريخ المقهي وأهم الشخصيات التي تتردد عليه قائلا المقهي من المقاهي القديمة بالمنطقة فقد أسس منذ أكثر من مائة عام وكان عبارة عن مكان صغير لتقديم المشروبات الساخنة من شاي وقرفة وينسون وغيرها من المشروبات لمحبي آل البيت وسيدنا الحسين الذين يحرصون علي زيارته كل عام ويذهبون للمقهي للحصول علي كوب من الشاي وفنجان القهوة والقرفة والينسون ومنذ نشأتها وهي تنعم بالزبائن المحترمين الذين يعشقون كل قديم وجميل وقد تردد عليها الأدباء والفنانون والمثقفون ومازال محط أنظار الجيل الجديد من أهل الفن والرياضة والأدب. ويلتقط طرف الحديث عبدالناصر أبوزيد - عامل بالمقهي - ويضيف أن المقهي يقع في خان الخليلي وبالقرب من المشهد الحسيني ومثله مثل باقي المحال التجارية بمنطقة الحسين أخذ شهرته من شهرة الخان ومسجد الحسين والمنطقة المحيطة به وهو ما يزال محط أنظار المثقفين ورجال الأدب والفكر والعلم والفن والرياضة علي الرغم من مساحته الصغيرة فقد زاره العالم والراحل احمد زويل والراحل سيد زيان كما زاره الفنان احمد حلمي ومصطفي قمر وحكيم ومن الرياضيين شادي محمد وجمال عبدالحميد والداعية عمرو خالد. ويوضح أبوزيد - أن هناك نوعين من الزبائن النوع الأول المصريون الذين اعتادوا الحضور للحسين والجلوس علي المقاهي ومنهم من يرتاح لمقهي معين وتكون هي مجلسه ومجلس اصدقائه المفضل أما النوع الثاني فهم العرب والأجانب الذين يتجولون بخان الخليلي لشراء ما يعجبهم من منتجات الخان وعندما يشعروا بالتعب يجلسون علي المقهي الذي يقدم لهم ما يحتاجونه من مشروبات ساخنة وباردة مشيرا إلي أن سر استمرار هذه المقاهي هي السمعة الطيبة واحترام روادها بجانب المكان التاريخي الذي يجذب السائحين الأجانب والعرب. وبجوار مقهي "لؤلؤة الحسين" مقهي شهير آخر يعرف باسم "الفيشاوي" وذلك المقهي أنشيء عام 1769 وكان ملتقي رواد الفن والأدب والثقافة والسياسة فكان المكان المفضل لنجيب محفوظ ويوسف السباعي ويوسف إدريس وكمال الشناوي وكمال الطويل ومحمد الموجي وغيرهم من الفنانين وأهل الأدب والفكر والسياسة. يقول السوري سمير الخضراء. إنه يحرص عند كل زيارة لمصر أن يتجول بخان الخليلي والجلوس علي مقاهيها التي يشع من أركانها عبق التاريخ وتشعر كأنك تعيش في زمن بعيد فالمكان يأخذ العقول ويشعر النفس بالراحة. ويضيف اللبناني سعيد حداد. أنه يفضل الجلوس علي مقاهي الحسين خاصة "الفيشاوي" وأنه يعتقد أن رواية "خان الخليلي" و"زقاق المدق" للكاتب الراحل نجيب محفوظ استوحاها من هذا المكان خاصة مقهي "الفيشاوي" الذي شهد جلوس الكاتب العالمي عليها كثيرا فهذا المكان وتلك المقاهي تعد بحق مصدر الهام لكثير من الكتاب والأدباء والمفكرين.