* ليست هناك خلافات بين الناشرين.. ونعمل على حل أزمة "ضرب" الكتب * مبادرة الكتب الشعبية مسؤولية الدولة ومؤسساتها وليس الاتحاد * الكتب السياسية تصدّرت المشهد بعد الثورة وتضاعف عددها أكد عادل المصري، نائب رئيس اتحاد الناشرين - في حواره مع "البوابة نيوز" - أن مجلس إدارة الاتحاد يقوم بعمله بشكل مهني، دون النظر إلى انتماء أعضائه السياسي، لأن المجلس لا يسمح لأحد باختطافه لصالحه، والناشرون لن يثيروا القلاقل في المعرض باعتبار أنهم يدافعون عن مصالحهم واستثماراتهم، ومن يثير منهم أيّة بلبلة فمكانه أقسام الشرطة، مشيرًا إلى أن حل مجلس إدارة اتحاد الناشرين حاليًا لن يكون له تأثير على معرض الكتاب، لأن الناشرين ينتظرون المعرض كل عام باعتباره عرس العام الثقافي، وإلى نص الحوار... * هل اختلف سوق النشر بعد الثورة وزوال الإخوان؟ - أعتقد أن أهم الاختلافات تتمثل في تراجع النشر في العام الأول للثورة بشكل ملحوظ، غير أنه بدأ يستعيد صحته، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الإنتاج. * وماذا عن القيمة والكيف؟ - تصدر الكتاب السياسي المشهد، لأن الناس بدأت تتابع الأمور على كل الأصعدة، كما أن بعض الناشرين بدؤوا يتجهون إلى الكتاب الأكاديمي، وهو ما لم يكن متواجدا خلال الأعوام الماضية، فضلًا عن تزايد ظهور الرواية خلال العام الماضي، وهو ما تجلى في إنتاج دور النشر في الرواية، والذي بدأ يختلف كثيرًا عما مضى. * وما وجه الاختلاف؟ - على مستوى العدد صار العدد أكبر كثيراً، وعلى مستوى الكيف ظهرت الكثير من الإبداعات الشبابية التي رأيناها. * هل تمكن تلك الإبداعات جيل الشباب من احتلال مكان الكبار؟ - هذه سنة الحياة، وأعتقد أن ظهور مزيد من الإبداعات الشبابية والمهمة هو الذي سيمكنهم من احتلال مكانهم بسرعة وعن جدارة، وأرى أن كثيراً من الشباب لديهم موهبة كبيرة، لا أريد ذكر أسماء حتى لا نختلف على تصنيف البعض، إذا كانوا من جيل الشباب أو الوسط وهكذا. * لماذا يحجم اتحاد الكتاب عن القيام بمبادرة لإصدار كتب شعبية بأسعار زهيدة؟ - هذا ليس دور اتحاد الكتاب، وإنما هو دور الدولة، لأن الاتحاد ليست لديه ميزانية تمكنه من القيام بمثل هذه المبادرة، وإنما يعتمد على الاشتراكات الصغيرة للأعضاء المشاركين فيه لخدمة أعضائه، كتنظيم الشحن وتسهيل المشاركة في المعارض، ومحاولة إيجاد أماكن لهم وتقديم خدمات عامة للمهنة، وطالما قلنا إن مشروع مكتبة الأسرة كان مشروعًا ممتازًا. * ولكن كانت تعترضه بعض المشكلات في التنفيذ؟ - أعلم ذلك جيدًا، ولكن هذا المشروع يجب أن يستمر بنفس القوة التي كان عليها، وألا يتم تخفيض ميزانيته كما يحدث حاليًا، لأنه يعمل على التنوير بشكل جيد، وقد كانت تتم فيه مجاملات لبعض رؤساء التحرير ممن لا تقرأ الناس لهم أساسا، وهو نوع من الفساد، أما الآن فلا يتم القيام بدور المشروع من الأساس، كما لا نجد هذه الممارسات الفاسدة، وعدنا نعترف أن هذا المشروع هو الذي جعل جيل الشباب من المبدعين الحاليين يعرفون القراءة والكتابة، فقد وفّر كتب الأطفال بجنيه واحد، ما جعلهم يعرفون أن القراءة عادة، ويبدؤون تنميتها لديهم. * وما تأثير توقف مكتبة الأسرة؟ - سنعود مرة أخرى إلى الشباب الصغير الذي يتم التأثير عليه واستغلاله بشكل سيء، سواء في المظاهرات أو في رفع شعارات رابعة أو الأولتراس، فجيلنا الذي تربّى على القراءة كنا نشجع الأهلي والزمالك، لكننا لم ننضم يومًا لمثل هذه الروابط أو ننضم إلى أيّة تنظيمات. * وماذا غن الحرية الحرية؟ - لقد زادت الحرية لدرجة غير مسبوقة، ففي عهد الرئيس المعزول محمد مرسي كان يتم انتقاده كل يوم، وكذلك كان يتمّ انتقاد المجلس العسكري، أما الآن فحكومة الببلاوي يتم انتقادها كل 5 دقائق، وأما عن حرية النشر فلم ولن نسمح بمصادرة أي كتاب في أي نظام يحكم البلد، فالعام الماضي حصل كتاب ثروت الخرباوي على جائزة أفضل كتاب، وخرج رئيس اتحاد الناشرين ليسلّمه الجائزة بنفسه رغم أنه ينتمي للإخوان، ولكنه مهنيّ لا يتحدث عن انتمائه السياسي. * وما رأيك في اتجاه البعض لحلّ مجلس إدارة اتحاد الناشرين بسبب انتماء عاصم شلبي - رئيس الاتحاد - وبعض أعضاء المجلس لجماعة الإخوان المحظورة؟ - حل مجلس إدارة اتحاد الناشرين أمر له ضوابط قانونية تحكمه، ومن لديه تحفظ على المجلس الحالي عليه أن يجمع عدد الأصوات التي تمكنه من حلّ المجلس حسب ما يتطلب الأمر قانونيًا، وأنا شخصيًا لست ضد أن يستبدلنا الأعضاء بمجلس جديد، ولكن تحفظي الوحيد على أن مجلس الاتحاد يضم منذ نشأته في عهد عبد الناصر، بضعة أعضاء ينتمون لجماعة الإخوان، وكان الحاج حسن عاشور، أمين الصندوق الأسبق، ينتمي للإخوان، وبعض الأسماء الأخرى أيضاً، والعبرة هنا هل كانت تصدر قرارات عن المجلس تصب في مصلحة الناشر الإخواني وتحرم غيره من بعض المميزات؟، وهل صدرت قرارات تصب في مصلحة جماعة الإخوان؟، لو حدث ذلك حلّوا مجلس الإدارة، أما إذا لم يحدث وكان المجلس مهنيّاً متوازنا، فلماذا نسعى إلى تخريب كيانات موجودة ومستقرة؟، وأتحدى ان يأتي ناشر يقول إن أحد القرارات التي تمّ اتخاذها في غير صالحه، وأنا شخصياً سأستقيل وقتها رغم أنني لا أنتمي لأيّ تيار فكري أو تنظيم سياسي أو غير سياسي. * إذن هل تعتقد أن تغيير مجلس الإدارة في هذه الفترة نوع من التخريب؟ - لا.. إنني فقط أتساءل: لماذا أهدم كيانًا لم يضرّني؟، أما إذا كان التغيير هو رغبة الناشرين فأهلا به، دون ذلك أرى أنه لا هدف من ورائه. * ألا يعدّ تغيير المجلس في هذا الوقت نوعا من الضمان حتى لا يقوم الإخوان بأي نوع من التخريب أو المظاهرات في معرض الكتاب؟ - لن يكون له تأثير، لأن الناشر هو أكثر الناس حرصًا على أن يشهد المعرض استقرارًا، وعضوية أحد الناشرين في مجلس الإدارة لن تمنعه من إثارة البلبلة، لأن الذي يعزم على إثارة البلبلة سيثيرها بغض النظر عن عضويته في مجلس الإدارة أو عدم عضويته، والحل هو في القانون، ويجب على الشرطة حبس كل من يثير القلاقل، لأن ذلك جريمة جنائية ولا تخص مجلس الإدارة، أيا كان مثير القلاقل، ينتمي إلى الإخوان أو إلى السلفيين أو إلى اليساريين أو أي فصيل آخر، وأي ناشر سيضر زملاءه، هم الذين سيبادرون بإمساكه وإيقافه. * لماذا؟ - لأن هذه الأموال هي استثماراتهم ورؤوس أموالهم، ونحن - كناشرين - نعتبر معرض الكتاب عرسا ثقافيّاً ننتظره كل عام، وعندما كانت تحدث مظاهرات خلال الأعوام الماضية كانت تحدث من الجمهور وليس من الناشرين، وكانوا يقومون بالمظاهرات في معرض الكتاب على اعتبار أنه المكان الوحيد الذي توجد به كاميرات تليفزيونية تغطي أحداث المعرض، الآن أصبحت الكاميرات في جيوب كل الناس، من يتظاهر في حارة في الصعيد يجد من يصوره ويعرض صوره، ولم يعد المعرض بؤرة التظاهرات في كل مكان. * كيف تتوقع مصير الدعوات التي تنادي بحل مجلس الإدارة؟ - لا أحد في أعضاء المجلس متشبّث بالمكان، لأن خدمات المجلس تعود على الجميع، بينما ندفع من أوقاتنا كل يوم عدة ساعات لخدمة الاتحاد دون مقابل، ولكن هذا الحماس لأن العضوية في الاتحاد شرف يعود نفعه على أعضاء المجلس كأيّة دار أخرى، ولسنا ضد أو مع التغيير، قل لي: من سيحل مكاننا؟، وماذا سيقدم؟، ونحن سنقف معه، نحن كأعضاء المجلس الحالي الذي لا أدافع عن انتماء أحد منه، لأننا لا نقاد ولا نسمح لأي فصيل باختطاف المجلس لصالحه، فطوال ساعات العمل بالاتحاد لا نتحدث عن الانتماء السياسي مطلقًا، لأن المهنة وهمومها تستغرق كل الوقت. * هل تعتقد أن معرض الكتاب المقبل سيشهد تصفية حسابات بين الناشرين؟ - ليست هناك خلافات بين الناشرين لتكون في مقابلها هناك تصفية حسابات بين الناشرين، لأننا زملاء مهنة واحدة همومنا واحدة ومشكلاتنا واحدة. * ما هي أهم المشكلات في مهنة النشر حاليا؟ - المشكلة الاقتصادية هي المشكلة الأكبر، لأن الكتاب يأتي في آخر الأولويات ولا يوجد جائع سيشتري كتابا، ولذا فإننا أول مهنة تتأثر بالأزمة الاقتصادية. * وماذا عن مشكلة "ضرب" أو تزوير الكتب؟ - نعمل حاليًا على حل هذه الأزمة، وخلال الأسبوع الماضي اتفقنا مع اللواء مدحت حشاد، في مباحث المصنفات الفنية، ومع العقيد عادل رياض رئيس مباحث المطبوعات، ورتبنا معهما الحملات التي تم القيام بها وترتب عليها تحرير 7 قضايا لمطابع وبائعين في القاهرة، و7 قضايا أخرى في الجيزة، وقضيتين في الإسكندرية، واتفقنا على أن يكون لهم مكتب في معرض الكتاب، وقد أكد الدكتور أحمد مجاهد - رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، التي تنظم معرض القاهرة الدولي للكتاب - أنه سيقوم بإغلاق أي جناح تُعرَض فيه كتب مزوّرة.