سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"شقيق عبدالناصر" ل"البوابة": الزعيم عاش ومات فقيرًا.. "السيسي" يحمل تقديرًا كبيرًا للأسرة.. "ناصر" وضع خطة حرب أكتوبر.. وهزيمة يونيو تمت بتواطؤ أمريكي إسرائيلي
قال الدكتور عادل عبدالناصر الشقيق الأصغر للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، إن أمن مصر وأمن العالم العربى كلاهما مكمل للآخر، ومن ثم لا يمكن الدفاع عن أمن مصر إلا بتأمينها من الأعداء القابعين فى دول عربية أخرى وهو ما فعله عبدالناصر. وأكد عادل عبدالناصر أن الرئيس السيسى يحمل تقديرًا كبيرًا لأسرة الزعيم الراحل، مشيرا إلى وجود أوجه مشتركة بينهما، أهمها اهتمام كل منهما بعودة مصر إلى ريادتها ودورها المحورى فى المنطقة واستعادة زعامتها، وهو ما يحدث حاليا فى عصر الرئيس السيسى. وفيما يتعلق بفصله من عمله فى شركة «الديار القطرية» للاستثمار، مؤخرا، أرجع عادل عبدالناصر ذلك للموقف القطرى من مصر وشعبها قائلا: «هو عقاب لنا من قطر على المواقف المصرية الرافضة لدورها المشبوه فى المنطقة»، جاء ذلك ضمن الحوار الذى أجرته «البوابة» مع الدكتور عادل عبدالناصر.. وإلى نص الحوار. ■ كيف ترى دور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى دعم ثورات التحرر فى الدول العربية ومنها الثورة الجزائرية؟ - لقد أسهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بشكل كبير فى دعم الثورات العربية، مما أدى إلى حصول عدد كبير من الدول العربية على استقلالها، ومنها: تونس، واليمن، والجزائر التي كانت لها مكانة خاصة فى قلب عبدالناصر؛ حيث دعم الثورة الجزائرية بشكل كبير سواء بالسلاح الذى كان يهرب إلى الثوار عبر الصحراء الليبية أو عبر البحر، كما ارتبط بعلاقة وطيدة مع الزعيم الجزائري الراحل أحمد بن بيلا أول رئيس للجزائر بعد استقلالها، أيضا تبنى عبدالناصر هوارى بو مدين، والذي خلف بن بيلا بعد ذلك فى رئاسة الجزائر؛ حيث وافق على قبوله فى دخول الكلية الحربية بمصر ليتخرج فيها بعد ذلك ضابطا، وينخرط فى غمار الثورة الجزائرية التى دعمها عبدالناصر بكل جهده، مما دعا فرنسا الدولة المستعمرة للجزائر وقتذاك لمحاولة استمالة عبدالناصر أو الضغط عليه ليتوقف عن دعم ثوار الجزائر، إلا أن عبدالناصر رفض وواصل دعمه للثورة حتى تحررت الجزائر وأصبحت دولة مستقلة، وهو ما اعترف به قادة الجزائر بعد استقلالها، وعلى رأسهم بن بيلا أول رئيس لها بعد الاستقلال، والذين حفظوا لعبدالناصر دوره فى دعم الثورة، واستضافته لرموزها فى القاهرة سنوات طويلة. ■ كيف ترى اتهامات البعض الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتوريط مصر فى مغامرات عسكرية خارج حدودها؟ عبدالناصر كان يرى أن أمن مصر وأمن العالم العربى كلاهما مكمل للآخر، ومن ثم لا يمكن الدفاع عنه مصر إلا بتأمين ثورتها من الأعداء القابعين فى دول عربية أخرى وهو ما فعله عبدالناصر، وهى رؤية تثبت صحتها يوما بعد الآخر وحتى الآن، فالأخطار التى تتهدد مصر تأتى من حدودها سواء الشرقية أو الغربية؛ حيث يجد الإرهابيون الملاذ الآمن لهم فى ليبيا، ومن هناك يتسللون إلى مصر ليوجهوا ضرباتهم ويعودوا، كما أنه لا يمكن نسيان ما حصلنا عليه من دعم من كثير من الدول العربية التى ساهمنا فى استقلالها فى حروبنا وآخرها حرب أكتوبر 1973، والدعم المالى لمصر بعد ذلك والمستمر حتى الآن من دول شقيقة، وباختصار ما يحدث فى أى مكان فى العالم العربى يؤثر فى مصر، لذلك ليس ترفا البعد عن ما يحدث فيها بل هو ضرورة وتأمين لمصر. ■ وصف البعض العدوان الثلاثى فى عام 1956، بأنه هزيمة عسكرية للنظام الناصرى وقتذاك.. ما تعليقك؟ - ليس صحيحا، فدول العدوان كانت تستهدف من وراء نزول قواتها فى بور سعيد حصار الجيش المصرى فى سيناء، ومن ثم جاء قرار الانسحاب وقتها، خاصة مع نزول القوات الفرنسية والبريطانية فى بور سعيد، وقد قاوم أهالى بورسعيد معهم المقاومة الشعبية ذلك، بل وتم خطف «مور هاوس» قريب ملكة بريطانيا، ومع المقاومة الباسلة جاء الموقف الأمريكى والروسى الرافض للعدوان، وهو ما أسهم فى انتصار مصر وخروجها من تلك المعركة بانتصار كتب فى تاريخها. ■ كيف ترى هزيمة يونيو 1967.. وهل وضع عبدالناصر خطة تحرير للأرض بعد النكسة؟ - نعم.. تم وضع خطة هى التى تم تطبيقها فى حرب أكتوبر 1973، وهزيمة يونيو الكل يعلم أنها تمت بتواطؤ أمريكى مع إسرائيل؛ حيث طالب الرئيس الأمريكى وقتها ليندون جونسون من مصر التهدئة، واقترح زيارة وفد مصرى للولايات المتحدة يوم 5 يونيو 1967، وكان الوفد المصرى برئاسة زكريا محيى الدين، وفى اليوم نفسه ضربت إسرائيل المطارات المصرية. ■ وهل دعم الاتحاد السوفيتى مصر عسكريا بعد النكسة ؟ - عقب النكسة مباشرة سافر ناصر إلى الاتحاد السوفيتى مرارا وألح على القادة هناك فى تزويد مصر بكل ما تحتاجه من سلاح، وحينما رأى تحفظا من بريجينيف على تزويد مصر ببعض أنواع الأسلحة هدد باللجوء إلى الولاياتالمتحدة، وقال: «سأتحالف مع الشيطان من أجل مصلحة مصر» ما دعا الاتحاد السوفيتى لتزويد مصر بكل ما تحتاجه من سلاح وخبراء. ■ ماذا عن العلاقة التى ربطت هيكل بعبدالناصر؟ - هيكل كان قامة صحفية كبيرة، وعبدالناصر كان يقدره ويحترمه ويستشيره فى بعض الأمور. ■ يتهم البعض عبدالناصر بمعاداة الديمقراطية بدليل حله للأحزاب السياسية واعتماده على تنظيم سياسى وحيد.. تعليقك؟ - أرى أن الأحزاب قبل الثورة لم يكن لها هدف سوى الوصول إلى الحكم فقط دون الاهتمام بالناس، والآن ليس لها دور مطلقا. ■ كيف ترى ما نشره عمرو موسى فى مذكراته عن عبدالناصر؟ - لا شك أن الصواب جانبه فى كثير مما نشره عن عبدالناصر، فعبدالناصر عاش ومات فقيرا، ولم يكن أبدا من هؤلاء الذين يستهويهم الترف والحياة المترفة أو البذخ، ولم يحدث أبدا أن طعامه كان من باريس أو روما.. إلخ، بل إن المقربين منه دوما كانوا يشكون ويقولون «منشفها على نفسه وعلينا»، وأتذكر أنه فى بداية الثورة، حدث أنه كان يركب قطارا فى رحلة داخل المحافظات وأخذ هو يلوح للجماهير. من شباك القطار، فرمى له فلاح قطعة قماش بها رغيف خبز وبصلة، مما اعتبره ناصر أنه رسالة له من الفلاحين الذين عانوا وقاسوا طويلا، وهو ما كان سببا فى الإسراع نحو صدور أول قانون للإصلاح الزراعي، واعتقد أن ما قاله عمرو موسى قد جانبه الصواب كثيرا، ولا أدرى السبب فى موقفه. ■ هل سمحت لك مكانتك الأسرية بالاطلاع على أسرار الدولة فى عصر عبدالناصر؟ - مطلقا لا أسرار عسكرية أو سياسية أو أى شيء آخر، عبدالناصر كان كتوما لأقصى حد، ولم يسمح لأى فرد من أسرته بتجاوز الحدود المرسومة له. ■ كيف هى علاقة الرئيس السيسى بأسرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟ - الرئيس السيسى يحمل تقديرا كبيرا للأسرة، ويكفى أن أقول لك إنه فى زمن مضى كنت أبحث عن واسطة من مسئول ما لإنهاء أوراق معينة فى مؤسسة ما، هذا الوضع انتهى الآن، فهناك تقدير لأسرة عبدالناصر من جانب الرئيس السيسي، وكذلك من بعض زعماء العالم العربى ممن يقدرون دور عبدالناصر وإسهاماته فى النضال العربي. ■ البعض يرى الرئيس السيسى امتدادًا لعبدالناصر.. كيف ترى ذلك؟ - هناك أوجه مشتركة بينهما، منها اهتمامهما بإفريقيا وعودة مصر إلى ريادتها ودورها المحورى فى المنطقة واستعادة زعامتها، وهو ما يحدث حاليا فى عصر الرئيس السيسي، إلا أن هناك مشاكل اقتصادية حاليا لم تكن موجودة فى عصر عبدالناصر، منها ارتفاع الأسعار بشكل فوق طاقة وقدرة المواطن البسيط، نتيجة لإجراءات ضرورية لإصلاح وضع مصر الاقتصادى، وأرى أنه لا بد من عودة المجمعات الاستهلاكية للتخفيف عن المواطنين، وأن تتحرك عجلة الإنتاج بشكل أسرع. ■ كيف ترى رد الفعل الرسمى على حادث الواحات الإرهابي؟ - الرئيس يعلم ردود أفعال الناس، وربما يكون لديه من معلومات يتصرف ويبنى مواقفه على أساسها نحن لا نعلمها. ■ قيل إنك فصلت مؤخرا من عملك فى شركة «الديار القطرية» للاستثمار.. ما الأسباب؟ - فعلا لا أعرف سببًا مباشر لإقالتى من عملى فى «شركة الديار القطرية للاستثمار العقارى والسياحي»؛ فقد فوجئت بصدور قرار بالاستغناء عن عدد كبير من المصريين العاملين فى الشركة منذ فترة قصيرة، علما بأن الشركة لا تزال تواصل نشاطها، والأغرب أنهم بعد الفصل لم يمنحونى كافة مستحقاتى المادية، وأعتقد أن الأمر سياسى تطور وأصبح موقفا من المصريين بشكل عام، أو هو عقاب لهم من قطر على المواقف المصرية الرافضة لدورها المشبوه فى المنطقة.