على مدى سنوات طويلة شهدت العلاقات المصرية الجزائرية تاريخا طويلا من البطولات والملاحم الوطنية العربية المشتركة، كانت مصر نعم السند والداعم للجزائر، وكذلك كانت الجزائرأيضا، فى كل موقف احتاجت فيه مصر لها، وظهر ذلك بوضوح في كل أزمة تعرضت أى من البلدين، بداية بوقوف مصر مع الثورة الجزائرية حتى نالت بلد المليون شهيد استقلالها، وحتى الموقف الجزائرى المشرف والعظيم والتاريخى مع مصر خلال حرب أكتوبر المجيدة. فقد لعبت مصر دورا مهما لمساعدة شقيقتها الجزائر حتى تنال استقلالها عن الاحتلال الفرنسي،و كانت أداة إعلامية قوية تحكى معاناة الشعب الجزائرى في المحافل الدولية مع الاحتلال، وجندت مؤسساتها الإعلامية في تلك الحقبة لهذا الهدف، حيث قامت بتدعيم مشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في فعاليات مؤتمر باندونج عام .1955 وقد ساعد هذا الموقف المصري، الثورة الجزائرية على تحقيق عدة مكاسب أولها تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية و التزام المشاركين في المؤتمر بتقديم مساعدات مادية للثورة والتأكيد على شرعية وعدالة المطالب الجزائرية. لم تقتصر المساندة المصرية للثورة الجزائرية على دعمها دوليا فقط، بل أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لعب دورا مهما للغاية في تعميق العلاقات مع الجزائر من خلال مساندته ودعمه لها بالسلاح والعتاد وقت الثورة، حيث أمر بتزويد الجيش الجزائرى بشحنات من البنادق والرشاشات والذخائر، وأسلحة أخرى أدخلتها المخابرات المصرية إلى الجزائر عبر الحدود مع المغرب، وليبيا، دون مقابل،هذا بالإضافة إلى استضافة المناضلين الجزائريين في القاهرة. لم تكتف مصر بإمداد الثورة الجزائرية بالسلاح من الجيش المصرى، بل ان الرئيس الجزائرى الراحل أحمد بن بلة أكد أن الرئيس جمال عبد الناصر توسط لدى الزعيم الهندى "نهرو" حتى تحصل الجزائر على صفقة أسلحة هندية لمساعدتها في التصدي لقوات الاحتلال الفرنسي، ووافق "نهرو" بالفعل وتم إرسال السلاح الهندى _ الذى كان وقتها يتفوق على السلاح الفرنسي للجزائر. كما توسط عبد الناصر لدى المملكة العربية السعودية لتقديم الدعم وتبرعت المملكة بمبلغ 100 ألف جنيه ، على أن تقوم مصر بإنفاقه على كفاح الجزائر ضد العدوان،وتم تسليم المبلغ بالفعل للسلطات الجزائرية فورا. وفى ظل هذا التقارب والدعم المصرى الكبير للجزائر وجد الغرب انه لا مفر من الوقوف أمام هذه الوحدة العربية التي حملت مصر شعلتها خلال فترة حكم جمال عبد الناصر، وجاء الرد الفرنسي على مصرفى العدوان الثلاثى انتقاما من مساندة مصر للشعب الجزائرى في ثورته. على الجانب الاخر، لا يمكن أن يغفل التاريخ الدور الجزائرى العظيم مع مصر في حرب أكتوبر1973، فقد طلب هوارى بومدين الرئيس الجزائري في ذلك الوقت من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصوله معلومات تفيد بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا «على بياض» وقال لهم "أكتبوا المبلغ الذي تريدونه" ، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت بالفعل إلى القاهرة. مشاركة الجزائر لمصرفى حرب أكتوبر لم تكن بالدعم المادى فقط بل أن الجنود الجزائريين حاربوا جنبا إلى جنب مع الجنود المصريين ، فشارك الجيش الجزائرى على الجبهة المصرية بفرق من المشاة، كما امد مصر ب 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفعا و16 مدفعا مضادا للطيران وما يزيد على 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7 .. ولعل اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى للجزائر كأول بلد عربى يزوره بعد توليه الحكم كانت رسالة قوية لكل مشكك ومتآمر حاول خلال الفترة الماضية تعكير صفو العلاقات التاريخية العظيمة بين البلدين، والتي أكدتها كلمات الرئيسين "السيسى" و"بوتفليقة" خلال الزيارة التي عكست مزيد من التعاون بين البلدين في كافة المجالات في المستقبل.