كان للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، علاقات مع مختلف زعماء عصره، حيث اختلف مع بعضهم واتفق ودخل في حلف وصداقة، مع زعماء في عصره. وترصد «الوطن» 4 زعماء كان ل«عبدالناصر» علاقات خاصة معهم: 1- نيكيتا خوروشوف فعلى سبيل المثال ساعدت علاقات الصداقة بين الصديقين خوروشوف وعبدالناصر، على دعم التعاون بين البلدين فاشترك الاتحاد السوفييتي مع مصر في إنشاء السد العالي وبناء العديد من المصانع في مصر، حيث أصبحت مصر ثالث أكبر منطقة صناعية في العالم حينها. وكثيرًا ما قدم النصائح له في ظل الأزمات التي حدث في عصره، ففي حوار ظل ل18 ساعة بين الطرفين طلب خوروشوف من عبدالناصر عند وقوع ثورة العراق في عام 1958، تهدئة الأمور في المنطقة، لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية حينها رفعت مستوى استعداد قواتها المسلحة في المنطقة. وقال له، بحسبما ذكر الكاتب محمد حسنين هيكل، في كتابه «أوهام القوة والنصر»: «إننا لن نستطيع أن نعمل أي شيء إذا تدهورت الأمور بين الولاياتالمتحدة وبينكم فأي تدخل من جانبنا قد يؤدي لحرب نووية لسنا على استعداد لمواجهة نتائجها». كما أعرب خوروشوف عن إعجابه ب«عبدالناصر» بعد أن تقدم في وسط البحر تجاه البحر المتوسط، حيث قال له: «لقد كنت في ذهول من أمرك وأنت تركب الباخرة إلى البحر الأبيض، ما كان أعظمها من فرصة متاحة لأعدائك وأعداء بلادك». وأضاف: «هل يخالجك شك في أنهم كانوا يريدون أن يجعلوا منك طعاماً شهياً للسمك لقد كنت واثقاً أنهم في انتظارك بالغواصات إذا كنت تركب البحر، أو بالصواريخ إذا كنت تعبر الجو». 2- جوزيف تيتو جمعت الزعيمين صداقة قوية، فالعلاقات بين الرجلين استمرت حتى للنهاية وليوم وفاة عبدالناصر برغم أن تيتو لم يحضر جنازة عبدالناصر بسبب أنه يتشاءم من حضور الجنازات. وكان ل«تيتو» موقف عاطفي جدًا عند محاولة عبدالناصر التعامل مع أزمة العراق التي صعدت في عام 1958 على السطح، من العراق والتوجه للمنطقة حينها من زيارة كانت هي بالأصل إلى يوغوسلافيا. ويروي الكاتب محمد حسنين هيكل في مقال له تحت عمود بصراحة صدر في يوم 27/1/1959، أن «تيتو» أرسل لعبدالناصر رسالة قال فيها: «إنني أناشدك ألا تتقدم إلى البحر الأبيض، إن أساطيل الدول التي تعتبرك الخطر الأكبر على خططها تتربص بك»، متابعًا: «إنني أرجوك حرصاً على مصلحة القضايا التي تؤمن بها أن تعود لكي نبحث الأمر سوياً». 3- الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات كانت العلاقات بين جمال عبدالناصر وياسر عرفات كانت قوية جدًا فدعم عبدالناصر ياسر عرفات في عدة مواقف مثل تعيينه كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1968، كما تم دعمه في أزمة أيلول الأسود، حيث وصل الأمر لتهريبه من الأردن بمساعدة المخابرات المصرية بعدما اشتد الحصار الأردني عليه، بحسبما ذكر مقربون من أبو عمار. ولكن هذا الدعم الكبير لم يمنع من عبدالناصر من الانفعال عليه في آخر مؤتمر قمة عربي حضره عبدالناصر قبل وفاته، حيث رفض ياسر عرفات في لقاء جمعه بعبدالناصر على هامش الاجتماع تقديم أي تنازلات للملك حسين. وقال عبدالناصر بحسب مذكرات الرئيس الراحل محمد أنور السادات، «البحث عن الذات»: «أنا معملتش كل ده علشانك ويتحرق دمي بالشكل ده علشانك عشان يبقى موقفك كده». 4- بن بلة كان الزعيمان جمال عبدالناصر وأحمد بن بلة، الذي حكم الجزائر في ستينيات من العام الماضي، لهما علاقات متميزة فقد بدأت باحتضان عبدالناصر بن بلة وزملائه وإعلان الثورة الجزائرية على الاحتلال الفرنسي من مصر. وذكر أحمد بن بلة في كتابه إن بعد الناصر طلب الإفراج عنه عقب ساعات فقط من اعتقاله عقب الإطاحة به من قبل وزير دفاعه هواري بومدين حيث أرسل صديقه محمد حسنين هيكل وقائد جيشه عبدالحكيم عامر للإفراج عنه، الطلب الذي تكرر أكثر من 12 مرة بعد ذلك إلى أن وصل الأمر بعبدالناصر لتشكيل قوة عسكرية لمحاولة إخراجه من المعتقل، حسبما ذكر بن بلة في مذكراته. وتحل اليوم 28 سبتمبر ذكرى وفاة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.