سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«عبدالله السناوي» يعيد نبش التاريخ.. يكشف دور «هيكل» في إحباط مخطط اغتيال «عبدالناصر».. «الأستاذ» يوجه أصابع الاتهام ل «السادات».. ومبارك يؤكد له: «كنت واخد أبو خالد على حجرك»
يعد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أحد أوراق التاريخ التي سطر بداخلها حقبة هي الأهم والأكثر زخمًا في تاريخ مصر، حيث صاحب والتصق بالرئيس والزعيم جمال عبدالناصر فكان له كالظل لا يفترق عنه إلا في أوقات النوم بل "حسب بعض الروايات" في أحيان كثيرة كان يتم استدعائه في منتصف الليل للتشاور في بعض الأمور التي تقف عائقا أمام "الزعيم" ليحصل على لقب "عراب" الزعيم عن جدارة واستحقاق. أسرار الأستاذ على مدار تاريخ "الأستاذ" تتكشف حقائق يفرج عنها حسب رؤيته في الوقت الذي يراه هو مناسبًا، حوت تلك الأسرار والكواليس ألغازا عجز أمامها التاريخ إلا أن "هيكل" وحده قادرًا على حلها وتقديمها على طبق من ذهب لقرائه ومتابعيه ومريديه، ويبدو أن للرجل هدفًا في أن يستمر عطاؤه فكان يختارهم على "الفرازة" ليكونوا خير امتداد لمدرسة صحفية أصبحت في الأيام الحالية ضربا من الخيال، وكان أحد هؤلاء الكاتب الصحفي عبدالله السناوي أحد أصحاب الموهبة والرؤية والقدرة على الإمتاع والسرد والحكي، حيث حمل على أكتافه أن يروي في حلقات متتابعة خزينة هيكل التي لم تساعده الأيام على كشفها في حياته. كيف مات "الزعيم" يطرح السناوي في حلقات ينشرها عبر "الأخبار" اللبنانية، سؤالا قد يوصف بأنه "وجوديا": "هل مات عبدالناصر بالسم؟". هناك تسجيلات صوتية حصلت عليها المخابرات المصرية من داخل السفارة الأمريكية في القاهرة، وثقها هيكل بعد أن كشفها، عن عملية أطلق عليها «الدكتور عصفور» والتي بمقتضاها تم اغتيال الزعيم الأسبق جمال عبدالناصر. ويقول «السناوي» في مستهل حلقته الثانية عن «الأستاذ»: «استدعت المعلومات فائقة الخطورة حسب التسجيلات أن يذهب رئيس المخابرات المصرية في ذلك الوقت، أمين هويدي، على وجه العجل إلى منشية البكري، استمع عبدالناصر إلى ما احتواه التسجيل من توجه للوصول إليه والتخلص منه، وكتب نصه على ورقة أمامه، انطوى التسجيل على حوار بين السفير الأمريكي دونالد بيرجس، والوزير المفوض في السفارة الأمريكية بتل أبيب ومساعدته وتوصلا إلى أن «بقاء إسرائيل رهن بالقضاء على ناصر... وأنه يجب الوصول إليه بالسم، أو بالمرض». أصابع الاتهام إلى السادات ويذكر "السناوي" في حلقته الثانية حوارا جمعه والأستاذ، والحديث هنا على لسان هيكل نفسه: «تذكّر واقعة جرت في الجناح الذي كان يقيم فيه الرئيس في فندق «هيلتون النيل»، والعالم العربي ينتظر ما ستسفر عنه القمة العربية الطارئة، التي عقدت لوقف حمامات الدم في عَمان فيما عُرف ب «أيلول الأسود». احتد عبدالناصر على رئيس منظمة التحرير الفلسطينية سابقا ياسر عرفات، في حضور هيكل والسادات، قائلًا: «إما أن ننزل متفقين، أو أعلن فشل مؤتمر القمة في التوصل إلى حل». عند ذلك، اقترح السادات أن يعد بنفسه فنجانًا من القهوة للرئيس، ودخل إلى المطبخ وصرف العامل المختص واسمه محمد داود، ويضيف سألته: «هل يمكن أن يكون السادات فعلها؟»، فأجاب: «والله لا أعرف». الخلاف بين مبارك وهيكل لا يخفي على أحد أن خلافا لم يصل إلى حد الصدام وقع ما بين عراب ثورة يوليو والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فلم يتمكن «الأستاذ» من أن يحجز مكانا بالقرب من الرئيس الجديد، ولم يستكمل حلمه في أن يصبح أحد مستشاريه، حيث وضحت معالم الخلاف في أول لقاء جمع بينهما. وبحسب رواية السناوي، فإن «هيكل» التقى بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك فور خروجه من المعتقل وتطرق الحوار بينهما لطبيعة العلاقة التي جمعت هيكل مع الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، وقال حسني مبارك: «كنت أعتقد طوال الوقت من كلام أنور السادات أنك رجل جمال عبدالناصر، حتى أخبرني أنيس منصور أن عبدالناصر كان رجلك». ورد هيكل قائلًا: «أرجو يا سيادة الرئيس، وأنت الآن تجلس على مقعد جمال عبدالناصر، ألا تسمح لأحد في حضورك أن يتحدث عنه بهذه الطريقة». واستطرد: «ومن جانب إنساني، فإن الألفاظ التي جرت على لسان الرئيس الجديد بدت على درجة غير متصورة من السوقية، حيث استخدم تعبيرًا آخر في وصف العلاقة بين عبدالناصر "أبوخالد" وهيكل بحروف قريبة من «رجلك»، فقد كان «على حجرك».