عم موافى.. «آه عم موافى ما بقاش متعافى.. يدوبك حبة العافية اللى فاضلين بيحركوه من كرسيه لمسدس البنزين، أى حاجة ممكن تحصل ما بتعصبش.. عم موافى غير إنك تدوس على الخرطوم بعجلة العربية أو الموتوسيكل، يزعق ويقول: حاسب يا ولا الخرطوم ده قصة كفاح مش جاى على المرتاح.. واللى ما يعرفش يلعب فى المسدس». يضحك عم موافى ويقول لى: «هتمون ولا هتصور يا أستاذ.. لو هتمون اتفضل ولو هتصور تعالى بعد الفطار علشان مش قادر أفتح بؤى وأضحك، فالصورة مش هتطلع حلوة». ابتسم وأقول له: «يا عم موافى أنت حلو من غير حاجة، كفاية إنك من ريحة الزمن الجميل، يضحك ويرد: «قصدك من أيام ما كان رتل البنزين والسولار بتعريفة، أو قول من أيام ما كانت الركوبة حمير، ده إحنا شوفنا أيام، تعرف يا أفندى الكبانيات «محطات البنزين» كانت بتاعت الإنجليز بعد 52 حطوا ديلهم فى أسنانهم، وقالوا يا فكيك، وقالوا لنا لأبهاتنا دى أمانة لو رجعنا تبقى بتاعتنا، يا ريتهم يرجعوا وياخدوها أما هيبقى حتة فصل هنعملوا فيهم». يتابع عم موافى: «اضحك أكتر يا أستاذ علشان تعمل موضوع حلو فى الجرنال، ولو إنى عارف إن ما بقاش حد يقراهم من ساعة لما بطلوا يكتبوا عن الناس وقعدوا على المكاتب، كنت زمان تلاقيهم بيتحنجلوا بالكاميرا هنا وهناك، بس أدينى بساعدك فى شغلك علشان تبعتلى زباين تمون، بقالى كام سنة فين وفين على ما أسمع كلمة «فاوول»، فى زباين تيجى تقولك حط لى ب20جنيه، أو ب 30 جنيه، مش 20 لتر، يا جدعان هو أنا ببيع «سوبيا» هكيل بمكيال، والأغرب إن بتوع الموتوسيكلات يقولوك حط لنا ب2 جنيه، يعنى لتر إلا كام مش عارف، طب إزاي؟ يقول معلش يا عم موافى، أصل أنا رايح مشوار صغير، ده لغاية لما أروح بس، واللى يجيب لك إزازة ويقولك املاها أصل العربية عطلانة، الناس معذورة الموتوسيكل بقى يتمون ب50 و60 جنيه اللى كنت تلف الدنيا بيه بجنيه ولا اتنين، وأهى ماشية حبة على الناس وحبة على عمك موافى، ومحدش عارف رايحة على فين». يصمت برهة ويواصل: «قال صحيح يا أستاذ هم هيغلوا البنزين والجاز تاني؟، كتبوا عندكم فى الجرانين عن الموضوع ده؟، الواد على ابن أم سامح واد معفرت عدى عليا من يومين وشد الخرطوم ولما شتمته.. قالى يا عم موافى البنزين هيبقى ب6 جنيه اقلبها «عصير قصب أحسنلك وأهى الزعازيع مش هتخسر».. أجيبه: والله يا عم موافى هى البلد ظروفها صعبة وكلنا.. يقاطعنى ويكمل: لازم نتحمل علشان ده واجب.. خلاص يا بنى يبقى هيغلى.. وبداية كلامك دى أنا عارفها حفظت يا بنى كلام الحكومة.. إنت عارف إيه اللى بيتغير فى البلد دى يا بنى شكل الناس إنما الأحوال والكلام زى ما هو.. إن زهزهت شوية ترجع تانى تغمك». «يا بنى أنت لو بتدى لابنك مصروف جنيه وكانت الأجرة للمدرسة ربع جنيه والسندوتش بربع هيرجع لك فى آخر اليوم ويديك نص جنيه، طب لو أنت فضلت تديله جنيه والأجرة بقيت باتنين والسندوتش بتلاتة هيعمل إيه، هيسب ويلعن فيك وممكن يسرقك أو يسرق حد غيرك، نفسيته هتبقى تعبانة وهيعمل أى حاجة، فالحكومة تاخد بالها إن الجنيه ما بقاش يكفى لا مصروف عيل ولا سندوتشه، والله إحنا خلاص رجل جوة ورجل برة، بس أدينا بنقول كلمة حق قبل ما نسيبها يمكن أيامكم تكون حلوة.. الريس باين عليه عنده ضمير وبيتكلم من قلبه بس اليد قصيرة، دبابير عششت فى كل حتة فى البلد، وهد العش عافية يهيجهم ويقرصوا الناس.. كل سنة وأنتم طيبين».