كشفت مصادر أمنية في القاهرة أمس الأربعاء، عن أن الروائي والباحث حامد عبدالصمد مؤلف كتاب "سقوط العالم الإسلامي" لم يختطف من قبل إسلاميين كما كان يُعتقد. وقد حققت الشرطة المصرية في حادث اختفاء عبدالصمد، خاصة أن داعية شهير قد اتهمه بالكفر وقال إنه يستحق القتل، وكانت مصادر أمنية قد ذكرت أن شقيق الكاتب عبدالصمد قدم بلاغًا للشرطة يفيد باختفائه في الأيام القليلة الماضية، فيما قالت صحيفة مصرية شهيرة إنه اختطف. وبحسب تقرير كل من وكالتىّ الأنباء الألمانية ورويترز فإن المصدر الأمني قال: إن عبدالصمد "اختطف في حديقة الأزهر من قبل أناس يعرفهم" ويبدو أنه كانت له معهم علاقة تجارية. وذكر نفس المصدر أن الخاطفين أطلقوا سراحه بعدما وقع على سندات ديون، ويبدو أن الخلاف يشمل مبلغا قدره 250 ألف جنيه مصري وهو ما يعادل نحو 26 ألف يورو. وسبق لموظف بوزارة الداخلية المصرية التأكيد على أن "الأمر لا يتعلق باختطاف وإنما باختفاء"، إلا أن السلطات الأمنية المصرية سارعت بعد ذلك وأكدت من جديد أن الكاتب عبدالصمد اختطف فعلًا، مع تحديد أن العملية لم تكن لها دوافع سياسية، بينما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية الاثنين الماضي أن السفير الألماني في القاهرة طلب من زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء بذل كل الجهود لضمان "حريته (عبدالصمد) الشخصية وسلامته". وجاءت المخاوف حول سلامة عبدالصمد على خلفية انتقاداته النقدية في الشئون الإسلامية، وكان الداعية محمود شعبان قد دعا في برنامج تليفزيوني أذيع في يونيو الماضي وبُث في موقع يوتيوب إلى قتل عبدالصمد ووصفه بأنه كافر. وكان محمود عبدالصمد، شقيق الروائي المختفي قال إنه تقدم ببلاغ عن اختطاف شقيقه، واتهم فيه رجل أعمال وشريكه في الشركة التي يعمل بها وعاصم عبدالماجد القيادي السلفي المعروف ومحمود شعبان وعاطف عبدالرشيد بخطفه، مشيرًا إلى أنه توجد خصومة مالية بين حامد وعدد من شركائه. يشار الى أن حامد عبد الصمد روائى وباحث مصري في العلوم السياسية والدراسات الإسلامية. ولد عام 1972 بالجيزة. درس الإنجليزية والفرنسية بجامعة عين شمس بالقاهرة ثم العلوم السياسية بجامعة أوجسبرج في ألمانيا ثم عمل بمنظمة اليونسكو كخبير تربوى، وبعدها عمل مدرسًا للدراسات الإسلامية بجامعة إيرفورت ثم مدرسا للتاريخ الإسلامي واليهودي بجامعة ميونيخبألمانيا، صدر له رواية بعنوان "وداعًا أيتها السماء" عن دار ميريت (2008) وكتاب "سقوط العالم الإسلامي" عن الدار ذاتها (2010).