قرر الكاتب المصري- الألماني حامد عبد الصمد الاختفاء عن الأنظار عقب حملة أطلقها متشددون إسلاميون في مصر بإهدار دمه. وقالت دار نشر "درومر كناور" في مدينة ميوينخ الألمانية اليوم الثلاثاء: "يأخذ حمد عبدالصمد الدعوات بقتله على محمل الجد.. لذلك فقد اختفى عن الأنظار حاليًا". ويعتبر عبد الصمد من أشهر الخبراء في الدراسات الإسلامية في المناطق الناطقة باللغة الألمانية، وله عدد من المؤلفات كما يشارك في عرض حلقات تليفزيونية سياسية ساخرة في ألمانيا تتناول موضوعات مثل "رهاب الإسلام" و"الاندماج" و"العنصرية". يذكر أن عاصم عبد الماجد، أحد قيادات الجماعة الإسلامية في مصر، والداعية السلفي محمود شعبان، وصفا عبد الصمد في برنامج على قناة "الحافظ" التليفزيونية في مصر ب"الكافر" عقب إلقاء الأخير محاضرة في القاهرة الأسبوع الماضي انتقد فيها الإسلاميين المتشددين. ووفقا لبيانات دار النشر الألمانية، نشرت عديد من مواقع الإنترنت التابعة للسلفيين والإخوان المسلمين صورة للكاتب خط عليها "مطلوب ميتا". وقالت مديرة النشر في دار "درومر كناور"، مارجيت كيترله: "صدمنا من ملاحقة كاتبنا وسندعمه بالقدر المستطاع". وعبد الصمد روائى وباحث مصري في العلوم السياسية والدراسات الإسلامية. عمل مدرسا للدراسات الإسلامية بجامعة إيرفورت الألمانية، ثم مدرسا للتاريخ الإسلامي بالمعهد اليهودى بجامعة ميونيخبألمانيا، ومن مؤلفاته رواية "وداعا أيتها السماء"، وكتاب "الغرب وسقوط العالم الإسلامي". وقال عبد الصمد في تصريحات صحفية "إن فتوى تكفيره على الهواء تؤكد أننا أمام نظام حسبة يريد أن يفرض نفسه وأحكامه على المجتمع باسم الدين وبعيدا عن القضاء والشرطة"، معتبرا أن هذه الفتاوى تؤسس لمحاكم تفتيش على ضمائر الكتاب والصحفيين ورقابة جديدة على الفكر. ولفت إلى أن ما تواجهه مصر الآن هو غزو ثقافى وترهيب فكرى باسم الدين.