سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعترافًا بصراع الشباب والقيادات.. "المغير" يفضح الإخوان في رابعة.. اعتصام مسلح تديره جماعة سرية.. الشباب غاضبون من تفريغ السلاح.. وخبراء: الإرهابية فقدت عقلها
يرى كثير من المحللين السياسيين والمهتمين بشأن الحركات الإسلامية، أن الاعتذار والاعتراف بالأخطاء، خطة جديدة من جماعة الإخوان الإرهابية لاستقطاب القوى السياسية واستعطاف المصريين، لتشكيل جبهة ضد النظام الحالي. جاءت التصريحات الأخيرة ل "أحمد المغير"، أحد أبرز رجال الجماعة والملقب ب"فتى الشاطر"، التى نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تزامنًا مع الذكرى الثالثة لفض اعتصام ميداني رابعة والنهضة، اعترافًا صريحًا لا لبس فيه بشأن تسليح اعتصام رابعة وتشكيل التنظيم لجماعة سرية مسلحة تعرف ب "سرية طيبة مول". تسببت تلك الاعترافات فى اشتعال حالة من الغضب الشديد بين قيادات الجماعة لما تحمله من اتهامات ضمنية، ودفعهم إلى حالة من الهجوم العنيف على المغير واتهامه بالكذب. كما أغضبت الاعترافات الكثيرين من شباب التنظيم ودفعتهم إلى التبرأ من الجماعة، بسبب سماح القيادات بخروج السلاح قبل عملية الفض في 14 أغسطس 2013 بيومين، معتبرين وجود السلاح داخل الاعتصام كان سيجعل الوضع مختلفًا فيما يتعلق بالتصدى لقوات الشرطة. وفى هذا السياق قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية: إن اعتراف أحمد المغير بأن اعتصام رابعة كان يضم أسلحة آلية وقنابل يدوية يكشف وجود انشقاقات كبيرة داخل الجماعة، وتصفية حسابات بين أعضائها فى ظل الصراعات المفتعلة بين جيل الشباب وقيادات التنظيم، مؤكدًا أن نفى وإنكار الجماعة لما صرح بيه المغير، إضافة إلى ترويج الكتائب الإلكترونية للتنظيم لفكرة أنه لا يمثل الجماعة، كل ذلك يؤكد وجود صراعات غير معلنة بينه وبين قيادات التنظيم". وعلق الدكتور حسن أبوطالب، مستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على تصريحات المغير، معتبرًا أن بعض العناصر الإخوانية هي مجرد عناصر إعلامية داخل الجماعة ، بمعنى أنها تعيش وتحيا وتجد نفوذها المعنوى من خلال دورها الإعلامي، وجزء من حضورها هو التصريحات المثيرة بين الحين والآخر، وهو ما دفع أحمد المغير، أو "رجل خيرت الشاطر" كما يُطلق عليه، إلى الإدلاء بتصريحات مثيرة في هذا التوقيت الذي يوافق الذكرى الثالثة لفض اعتصام "رابعة العدوية". وقال أبوطالب: إن "التغييرات والأحداث الأخيرة في تركيا أصابت العقل الإخواني في مقتل، فقد كان هناك تخيل لدى الجماعة أن تركيا ستكون نصيرًا لهم إلى أبد الآبدين، ولكن هذه التغييرات جعلت الجماعة تعيد التفكير في تحسين صورتها، وتبنّي ثقافة الاعتذار عن أية أخطاء ارتكبتها بحق الشعب المصري، والاعتراف بحقائق لأول مرة، لعل ذلك يعيدهم للمشهد السياسي مرة أخرى". وأضاف: "نحن الآن أمام جماعة فقدت عقلها ورشدها، يواجه كبارها وصغارها الآن اختيارات مُرّة، وبالتالي لن تتوقف محاولات إصلاح وضع الجماعة". ومن جانبه أكد طارق أبوالسعد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، أن اعتراف المغير بعدم سلمية اعتصام ميدان رابعة، وتكوين جماعة سرية مسلحة باسم "سرية طيبة مول" أثناء الاعتصام، هي محاولات لتبرئة نفسه من أخطاء ارتكبتها الجماعة، خاصة بعد انهيار التنظيم والرفض التام له في الشارع المصري، مشيرًا إلى أن "حديث المغير عن تسليح الأعتصام، يؤكد ترحيبه بتسليح رابعة وعدم السلمية، ويعكس دعمه لتسليح المعتصمين". ورأى طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن الجماعة، أن اعترافات المغير بشأن تسليح اعتصام رابعة، "تصدم هؤلاء الذين خدعتهم مظلومية الإخوان، لكنها لا تصدم أبدًا مَن يعرفون جيدًا تاريخ هذا التنظيم الإرهابي". وأوضح البشبيشي، أن استمرار الصراعات بين شباب الجماعة وقياداتها، يخرج بالعديد من الاعترافات التي تظهر حقيقة ما قام به التنظيم من جرائم، مضيفًا أن اعتراف الشباب بأخطاء ارتكبها التنظيم هو إذلال لجبهة العواجيز.