ذكر موقع "تروث أبوت" الأمريكي، في تقرير له، اليوم، أن إدارة الرئيس باراك أوباما تتبع خطوات سياسية ودبلوماسية داعمة لميليشيات أحرار الشام التي تعتبر أكبر وأقوى حليف لتنظيم جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. وأضاف الموقع أن "قرار الإدارة بحماية الحركة الإسلامية من عواقب تعاونها بشكل وثيق مع فرع تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة، ليس فقط تهديدًا ل " وقف الأعمال العدائية "، بل يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، لأنه يظهر فشل الولاياتالمتحدة في الضغط على جماعات المعارضة المسلحة للانفصال عن جبهة النصرة، مثلما وعد وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، في مفاوضات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. ويعتقد أن أحرار الشام أكبر قوة عسكرية تسعى للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، مع وجود 15000 جندي على الأقل في صفوفها. ويعتبر المحللون الذين تابعوا تطور التنظيم الجهادي منذ نشأته بأنه منظمة مثل جبهة النصرة، لأنه لم يبد أي اهتمام بتنفيذ عمليات إرهابية ضد الدول الغربية. ومع ذلك، فقد كان لبعض كبار قادتها علاقات مع الجهاديين كبار مثل أسامة بن لادن، كما أنها عملت بشكل وثيق مع جبهة النصرة منذ دخلت كلتا المنظمتين الصراع السوري في عام 2011. وأشار التقرير، إلى أن في ديسمبر الماضي، أعطت إدارة أوباما، لمدير الشئون الخارجية في أحرار الشام، لبيب آلنحاس، تأشيرة لزيارة الولاياتالمتحدة لبضعة أيام على خلفية مهمته في حشد دعم سياسي داخل واشنطن ليكون لجبهة أحرار الشام دورًا مستقبيليًا في سوريا. بالرغم من أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ترفض منح تأشيرة الدخول لأراضيها لأي شخص له علاقات مع تنظيمات إسلامية متطرفة، مما يعني أن منح مسئول رفيع المستوى من أحرار الشام تأشيرة دخول له أهمية سياسية واضحة. والتقى النحاس بالفعل مع المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا مايكل راتني في إسطنبول في أوائل ديسمبر الماضي. كما أن وزارة الخارجية الأمريكية قد قدمت بالفعل قرار يشمل الأحرار بين جماعات المعارضة المدعوة للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض في الشهر نفسه. وفي مؤتمر الرياض الذي عقد في 9 و10 ديسمبر الماضي، انسحب ممثل تجمع أحرار الشام من المؤتمر بعد أن شكا من أن النتائج لا تعكس بما فيه الكفاية إصرار أحرار أن المعارضة يجب أن يكون "مسلمة " الهوية، وهذا يعني أن الجماعات الإسلامية يجب أن تكون مهيمنة في تكوين فريق التفاوض. وفي سياق متصل ذكر التقرير التعاون الوثيق بين أحرار الشام وتنظيم القاعدة نظرًا للقواسم المشتركة التي تعتبر أكبر بكثير من الاختلافات الأيدولوجية البسيطة، فالتنظيمين متفقين على إقامة "دولة إسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية" بعد الإطاحة ببشار الأسد في سوريا، كما أنهم يشتركون في كرههم العميق للأقلية العلوية ويصفونهم بصفات مهينة ومحقرة من شأنهم. كما أن التعاون العسكري بين أحرار الشام وجبهة النصرة كامل وشامل، حتى أن أحرار الشام يعتبر جبهة النصرة الممول الرئيسي للأسلحة، وفقا لمقاتل سابق في جبهة النصرة قد غادر سوريا.