حرب شرسة تدور داخل أروقة البرلمان الآن، بسب صراع النواب على رئاسة اللجان الداخلية للمجلس، حيث يتصارع النائب البرلماني أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، والنائب المخرج خالد يوسف، وأيضا محمد المسعود عضو المجلس عن المصريين الأحرار، والنائب رشاد أبو عيد، على لجنة الثقافة والإعلام. أسامة هيكل عضو مجلس النواب عن قائمة "في حب مصر"، ووزير الإعلام الأسبق، والذي أعلن ترشحه بعد دخوله إلى مجلس النواب على رئاسة لجنة الثقافة والسياحة والإعلام. يعد هيكل من مواليد عام 1965 وقد حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة عين شمس عام 1986، وقد بدأ هيكل حياته كمحرر في قسم التحقيقات في صحيفة الوفد عام 1987. ثم محرر عسكريا بنفس الصحيفة عام 1991، ثم انتقل إلى رئيس قسم الاخبار بنفس الجريدة من 1995 إلى 1996، ثم رئيس القسم السياسي منذ عام 1997 حتى 1999، ثم عمل نائبا لمدير التحرير بالوفد منذ 2001، ثم تولى رئاسة صحيفة الوفد في يناير 2011 بالانتخاب المباشر، وذلك للمرة الأولى التي يتولى فيها رئيس تحرير بالانتخاب عبر إرادة واختيار الصحفيين العاملين بالجريدة أسامة هيكل يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي كما تم اختياره كأول وزير إعلام بعد ثورة 25 يناير في حكومة الدكتور عصام شرف. وقد قام بحلف اليمين الدستورية أمام المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في يوم 9 يوليو 2011. وقد استمر في منصبه حتى استقالت الحكومة يوم 21 نوفمبر 2011 وتقرر تكليفها بالعمل لحين تشكيل حكومة أخرى، وكان آخر يوم عمل للحكومة المستقيلة في 6 ديسمبر 2011. وقد تسلم أسامة هيكل منصب وزير الإعلام بعد 6 أشهر لم يكن فيها وزارة للإعلام بعد ثورة 25 يناير، وأسهم في تهدئة الأوضاع المشتعلة داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون خلال أسابيع قليلة من توليه المسئولية، وذلك عن طريق وضع حد أقصى للأجور وزيادة رواتب صغار العاملين، كما قام بإلغاء الورقة الصفراء اللازمة لسفر العاملين بالإعلام الرسمي، وكان ذلك مطلبا ملحا للإعلاميين منذ السبعينيات ولم يستجب له وزراء إعلام النظام السابق. كما كان أسامة هيكل وزير الإعلام سببا مباشرا في نقل محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه ووزير داخليته للرأي العام وهى المحاكمة التي عرفت باسم محاكمة القرن، كما قام بالعمل على نقل عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" والتي نقلها العالم عن التليفزيون المصري. وقام هيكل بوضع إستراتيجية إعلامية للإعلام الرسمي المصري خلال المرحلة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير تتضمن 6 نقاط رئيسية " هي العمل على تحقيق أهداف الثورة، والحفاظ على وحدة الشعب والجيش لتحقيق أهداف الثورة، والتصدي لمحاولات الفتنة والوقيعة بين الشعب والجيش أو أي فصيل وآخر داخل المجتمع المصري لضمان تحقيق أهداف الثورة، والا يكون هناك استئثار لفئة على الإعلام الرسمي أو اقصاء لفئة منه، والتوقف عن اثارة العواطف والتوجه لأثارة الأفكار والعقول، والبعد عن الغرق في تفاصيل الماضي والتركيز على وضع سيناريوهات للمستقبل". وقد خاض أسامة هيكل معارك شرسة خلال فترة توليه الوزارة منها معركته لتوحيد جهة إصدار تراخيص الإعلام الخاص ووضع تشريع لتنظيم علاقة المجتمع بالإعلام خاصة مع تزايد حاله الفوضى الإعلامية في مرحلة ما بعد الثورة، وتصدى لقناة الجزيرة مباشر مصر التي عملت في القاهرة دون ترخيص قانونيا واعتبرها اختراق لسيادة الدولة المصرية. النائب المخرج خالد يوسف وعضو مجلس النواب عن دائرة كفر شكر التابعة لمحافظة القليوبية والمرشح لرئاسة لجنة الثقافة والسياحة والإعلام في البرلمان. ولد خالد يوسف حلمى محمد في 28 سبتمبر عام 1964، في إحدى قرى دلتا مصر "كفر شكر" من أب يشغل منصب العمدة بجانب شغله لموقع أمين الاتحاد الاشتراكي بمركز كفر شكر "التنظيم السياسي الوحيد ابان حكم الرئيس جمال عبدالناصر" وأتاح له الأب تربية ثقافية لها ابعاد اجتماعية وسياسية نظرا لانحياز الأب لأفكار الاشتراكية العربية "الناصرية" وكان لعلاقة والده بخالد محى الدين عضو مجلس قيادة ثوة 23 يوليو واحد أهم رموز اليسار والاشتراكية في العالم العربي اثرا كبيرا عليه إذ اخذ من اهتمامه ورعايته في صباه قسطا وافرا جعله يطلع على منافذ معرفة واسعة وخبرة كبيرة أضافت له وساهمت في تشكيل وعيه ووجدانه. شارك خالد يوسف بالعمل الطلابي حيث كان رئيس لاتحاد طلاب كلية الهندسة بشبرا فرع بنها سنة 88- 1989، حصل على بكالوريوس الهندسة قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية من هندسة شبرا 1990 وذلك للاقتراب من كبار ساسة ومثقفي ومبدعي مصر مثل يوسف شاهين الذي نصحه بالعمل في السينما عندما لمس أن لديه موهبة ما فعرض عليه التعرف على عالم السينما من خلال الاشتراك في فيلم روائي تسجيلي قصير " القاهرة منورة بأهلها " فأسند له دورا تمثيليا إضافة إلى تدربه على الإخراج وسرعان ما اكتشف في نفسه ميلا وانجذابا للإخراج فانضم إلى كتيبة طالبي العلم من مدرسة يوسف شاهين. وفي العام 1992 أصبح مساعدًا للمخرج "يوسف شاهين" في فيلم "المهاجر" وقد شاركه في كتابة السيناريو والحوار لهذا الفيلم مع آخرين وقفز قفزة كبيرة في الأفلام التي تلته عندما تولى مسئولية المخرج المنفذ لأفلام" المصير" و"الآخر" و"إسكندرية نيويورك" ومشاركًا ليوسف شاهين في كتابة قصة وسيناريو وحوار هذه الأفلام. - في العام 2000 أنجز أول أفلامه "العاصفة" تأليفًا وإخراجًا وحصل على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي "الهرم الفضي" وجائزة أحسن فيلم عربي وحصل على أحسن مخرج "عمل أول" في المهرجان القومي للسينما المصرية وشارك في العديد من المهرجانات الدولية مثل مهرجان سان فرانسيسكو بأمريكا. وقد خاض خالد يوسف انتخابات مجلس النواب وقد حصد مقعد الدائرة من الجولة الأولى يترشح الآن على رئاسة لجنة الثقافة والسياحة والإعلام تحت قبة البرلمان ويدخل في معركة شرسة مع اسامة هيكل النائب البرلمانى عن قائمة " في حب مصر " ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي الذي ينافسه على رئاسة نفس اللجنة.