ولد خالد يوسف حلمي محمد في مدينة كفر شكر بمصر سنة 1964 في كفر شكر التابعة لمحافظة القليوبية ، وتخرج سنة 1990 قسم الهندسة الكهربية في كلية الهندسة بشبرا جامعة بنها. ترأس اتحاد طلاب الجامعة أثناء الدراسة، وقام أثناء الدراسة بإخراج مسرحية المهرج للكاتب السوري الراحل محمد الماغوط علي مسرح الطليعة ضمن النشاط الطلابي للجامعة . كان أحد القيادات البارزة للحركة الطلابية في الثمانينات، وقاده العمل الطلابي للاقتراب من كبار ساسة ومثقفي ومبدعي الأمة العربية أمثال “,”خالد محيي الدين“,”، “,”يوسف إدريس“,”، “,”نزار قباني“,” و يوسف شاهين الذي نصحه بالعمل في السينما عندما لمس أن لديه موهبة ما . “,” “,” كان يوسف من الفنانين الذين أيدوا ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس مبارك بعد 30 سنة من الحكم يوم 11 فبراير 2011، وكان من أهم الفنانين الذين نزلوا إلي ميدان التحرير ودافعوا عن شباب المتظاهرين، وأكد أنه يعتبر نفسه ممن خان ثورة الشباب في 25 يناير في مصر، مؤكدًا “,”أنه لم يستطع تصويرها وتوثيقها، علي الرغم من أن هذا كان واجبه كفنان “,” . بدأ خالد يوسف حياته السينمائية في العام 1990 كممثل في فيلم روائي قصير “,”القاهرة منورة بأهلها“,” ليوسف شاهين، وسرعان ما وجد نفسه في ذات الفيلم ينجذب لتعلم الإخراج فانضم إلي كتيبة طالبي العلم في مدرسة “,”يوسف شاهين“,”. وفي عام 1992 أصبح مساعداً للمخرج “,”يوسف شاهين“,” في فيلم “,”المهاجر“,” وشاركه كتابة السيناريو والحوار لهذا الفيلم مع آخرين وقفز قفزة كبيرة في الأفلام التي تلته ،عندما تولي مسئولية المخرج المنفذ لأفلام “,”المصير“,” و“,”الآخر“,” و“,”إسكندرية نيويورك“,” ومشاركاً لشاهين في كتابة قصة وسيناريو وحوار هذه الأفلام. في عام 2000 أنجز أول أفلامه “,”العاصفة“,” تأليفاً وإخراجاً وحصل علي الجائزة الكبرى للجنة التحكيم الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي “,”الهرم الفضي“,” وجائزة أحسن فيلم عربي وحصل علي أحسن مخرج “,”عمل أول“,” في المهرجان القومي للسينما المصرية ، وشارك في العديد من المهرجانات الدولية مثل مهرجان سان فرانسيسكو بأمريكا. في عام 2001 كان فيلمه الثاني “,”جواز بقرار جمهوري“,” وحصل علي جائزة أحسن مخرج “,”عمل أول“,” في المهرجان القومي للسينما المصرية. وفي 2004 أنجز فيلم “,”إنت عمري“,” الذي مثل مصر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وحصل علي جائزة أحسن ممثلة ، ثم في عامي 2005-2006 قدم فيلمي “,” ويجا “,” و“,”خيانة مشروعة“,” من تأليفه وإخراجه وقد ظهر في هذين الفيلمين مدي التجاوب الجماهيري مع أفلامه. “,” “,” ثم شارك “,”يوسف شاهين“,” في إخراج فيلم “,”هي فوضي“,” في عام 2007 في سابقة نادرة في تاريخ السينما المصرية وقد مثل الفيلم مصر في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في مسابقته الرسمية ، في العام نفسه (2007) قدم فيلم “,”حين ميسرة“,” الذي أثار جدلاً ليس في مصر وحدها ولكن حول العالم وحقق نجاحاً كبيراً علي المستويين النقدي والجماهيري وقد حصد معظم جوائز المهرجان القومي للسينما المصرية مثل: أحسن فيلم، أحسن مخرج، أحسن ديكور، أحسن تمثيل. في عام 2008 قدم فيلم “,”الريس عمر حرب“,” وحصل علي جائزة أحسن مخرج من المهرجان القومي للسينما المصرية للعام الثاني علي التوالي. وفي 2009 أنجز فيلمه التاسع “,”دكان شحاتة“,” بعد أن أصبح من أبرز مخرجي السينما العربية وأكثرهم إثارة للجدل بما يقدمه من إشكاليات تستحق المناقشة بأسلوب سينمائي يتميز بإمتاع بصري وقدرة علي أسلوب مميز في الحكي المرئي. “,”كلمني شكراً“,” هو فيلمه العاشر عام 2010، والذي طرح من خلاله رؤيته الخاصة لتأثير ثورة الاتصالات علي تغير منظومة القيم في المجتمع العربي و في نفس العام أنجز فيلمه الحادي عشر “,”كف القمر“,” ولم يتمكن من عرضه إلا في نهاية عام 2011 بسبب ظروف ثورة 25 يناير. واعتبرت ثلاثية “,”هي فوضي“,”، “,”حين ميسرة“,”، “,”دكان شحاته“,” من الأفلام التي ساهمت بشكل كبير في كشف حجم الواقع المتردي بما فيه من مظاهر للفقر والقهر والظلم الذي يعيشه المصريون، مما أدي إلي تأصيل روح التمرد التي قادت إلي ثورة 25 يناير، والتي كان احد أبرز المشاركين فيها وكان لندائه الشهير بحماية المتحف المصري الذي يحوي أهم كنوز الحضارة البشرية أثرا كبيراً في نفوس المصريين، الذين توافدوا بالآلاف وتمكنوا من حماية المتحف من أعمال النهب التي كانت ستطال أهم كنوز الحضارة الإنسانية، ومازال يواصل دوره كواحد من الثائرين المشاركين في بالثورة في تشكيل ملامح النظام السياسي القادم لمصر ما بعد ثورة 25 يناير. وتعرض خالد يوسف لنقد عارم بسبب فيلم “,”حين ميسرة“,”، وخصوصا مشهد السحاق الذي أدته الفنانتان غادة عبد الرازق وسمية الخشاب في الفيلم، وقال الداعية يوسف البدري :“,”إن المشهد السحاقي يدل علي انحدار الأخلاق في السينما“,” حسب وصفه، وطالب المفكر الإسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين بإحالة بطلتي ومؤلف ومخرج الفيلم إلي النيابة العامة للتحقيق معهم بتهمة “,”الدعوة إلي نشر الشذوذ الجنسي والسحاق والتخريب الأخلاقي“,” حسب وصفه، وقد طالب حينها بعض نواب مجلس الشعب المصري بوقف عرض الفيلم . “,” “,” وحينها ذكر خالد يوسف ان الفيلم “,”عبر عن الواقع“,” وأنه عرض “,”ليحذر الناس من خطر العشوائيات وليس لنشر الشذوذ والبلطجة“,” حسب قوله . ويحضر يوسف حالياً لشريطه السينمائي الثاني عشر والمستوحى من رواية للأديب الكبير يوسف إدريس بعنوان “,” سره الباتع “,”.