جددت الصين اليوم الثلاثاء التزامها ببذل "ما تستطيعه من جهود" للتواصل مع أطراف الصراع فى سوريا لخلق الظروف المواتية للتوصل لتسوية مبكرة للقضية السورية عبر السبل السياسية. جاء ذلك على لسان المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ في تصريح صحفى، حيث قالت إن الزيارة التي يقوم بها وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برئاسة زعيم الائتلاف خالد خوجة إلى الصين بدءا من اليوم وحتى الجمعة القادمة تأتي في إطار هذه الجهود الرامية إلى تعزيز محادثات السلام للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية. كانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت - أمس - نبأ الزيارة، وقالت إن الوفد سيلتقى مع وزير الخارجية وانج يى للدفع قدما بمحادثات السلام، حيث نوهت هوا بموقف بلادها الواضح من الازمة السورية وقالت إن الصين تعتقد أنه - في الوقت الراهن - يجب السعى لوقف إطلاق النار بالتوازي مع إيجاد حل سياسي يعيد السلام والاستقرار للشعب السوري. وكان وانج التقى - في 24 ديسمبر الماضى - بوزير الخارجية السورى وليد المعلم فى بكين، وأكد وقتها - فى مؤتمر صحفى عقب اللقاء - بأن هناك حاجة ماسة للدفع بتسوية سياسية للقضية السورية، مشيرا إلى أنه اتفق مع المعلم على ضرورة احترام ثلاثة مبادئ أساسية: أولا الحفاظ على الالتزام التام بالسعى لحل سياسى، وثانيا أن يكون للشعب السوري حقه في تقرير مصير ومستقبل بلاده بنفسه، وثالثا أن تكون أي جهود مرتبطة بالعملية السلمية والتسوية فى اطار الاممالمتحدة . وقال: "الآن ومع وجود توجه لدى المجتمع الدولى لتوحيد الجهود لمكافحة الارهاب؛ فإن هناك فرصة جديدة وهامة متاحة لنجاح العملية السلمية السياسية فى سوريا"، مشيدا بالاستعداد الذي أبداه نظيره السورى للمشاركة فى مفاوضات سلام مع المعارضة في جنيف. وأبدى وانج تقديره - كذلك - لما أبدته الحكومة السورية من استعداد للهدنة وللتوسيع من نطاق وقف إطلاق النار فى ضوء ما يحدث من تطور مستقبلي فى الحوار الوطني، موضحا أن الحكومة في دمشق أبدت - أيضا - استعدادها للتنسيق مع المجتمع الدولى بشأن المساعدات الانسانية، وعبرت عن تطلعها إلى أن يأخذ المجتمع الدولى خطى ملموسة بشأن موضوع اعادة البناء. كما أوضح أن الدور الصيني يركز على هدف تحقيق السلام وتعزيز الحوار لأن الصين تؤمن دائما بأن مفاوضات السلام والحلول السياسية هى الخيار الصحيح والمخرج من الأزمة وهى الخيار الذى سيخدم المصالح الاساسية لسوريا والذى سيكون فى صالحها وصالح شعبها على المدى البعيد. وقال: إن الصين تعتقد أن المجتمع الدولى عليه أن يوجه اهتماما أكبر للتعامل مع القضايا، التي يعتبرها السوريون ذات أولوية بالنسبة لهم، وهي وقف الحرب وإعادة السلام وتمكين المواطنين السوريين من العودة إلى حياة آمنة ومستقرة.