سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد انفجاري أنقرة.. تركيا في وضع متأزم تحت قيادة أردوغان.. 95 قتيلًا ومئتا جريح في العاصمة.. تظاهرات مناهضة ل"رجب طيب".. وباحث: الشعب فهم "لعبة النظام" وعرف نواياه الخسيسة
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدخل ببلاده إلى النفق المظلم، بعد ما حدث أمس السبت في أنقرة، حيث قتل 95 شخصا وجرح نحو مئتي آخرون في تفجيرين وقعا في تجمع سلمي وسط العاصمة التركية، بحسب ما أعلنته السلطات التركية. يأتي ذلك في الوقت الذي تعيش فيه تركيا سلسلة من المواجهات غير المسبوقة بين قوات الأمن والانفصاليين من حزب العمال الكردستاني الذين أوقعوا مئات القتلى منذ عودة الاشتباكات مجددا بين الطرفين، عقب تغيير الحكومة التركية سياستها بشن ضربات مزدوجة تستهدف تنظيم داعش والحزب الكردستاني. ووقع الانفجاران في الساعة العاشرة صباحا بالقرب من محطة القطارات المركزية بالتزامن مع تجمع محتجين للمشاركة في مسيرة دعت إليها أحزاب يسارية. وأعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو أن 86 شخصا على الأقل قتلوا السبت في التفجيرين اللذين استهدفا تجمعا للسلام في أنقرة. وقال الوزير للصحفيين في أنقرة إن 62 شخصا قتلوا في موقع التفجيرين وتوفي 24 لاحقا متأثرين بجروحهم في المستشفى. وأضاف أن 186 شخصا أصيبوا بجروح أيضا. وتظاهر آلاف الأتراك في شوارع إسطنبول، بعد الحادث، ورفع المتظاهرون لافتات تحمل الحكومة التركية ما حدث، ومكتوب عليها: "نعرف القتلة". وهاجمت التظاهرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته وحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002، مرددين عبارات "أردوغان قاتل"، "والشعب سينتصر". وأشارت وكالة "دوغان" للأنباء إلى تظاهرات احتجاجية أخرى في أزمير وبتمان وأورفا وفان. وفي سياق ذلك، صرح حزب العمال الكردستاني إن الحزب دعا مقاتليه إلى وقف أنشطتهم في تركيا إلا إذا تعرضوا لهجوم وذلك بعد ثلاثة أشهر من قرار الحزب إنهاء وقف لإطلاق النار دام عامين. ونقلت وكالة الفرات للأنباء عن رئيس حزب العمال الكردستاني قوله إن القرار اتخذ استجابة لدعوات من داخل وخارج تركيا وإن مقاتلي الحزب سيتجنبون التصرفات التي قد تمنع إجراء "انتخابات نزيهة وعادلة" من المقرر أن تجري في الأول من نوفمبر تشرين الثاني. وقال الدكتور محمد عبد القادر، المحلل السياسي في الشأن التركي، أن المشهد التركي الآن مرتبك ويبين أن حزب العدالة والتنمية بدأ يفقد السيطرة على الأمور، مشيرا أن حادثة انقرة تعتبر من افظع ما حدث في تاريخ تركيا المعاصر. وأضاف عبد القادر، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن اردوغان كان يتلاعب بشعبه بحجة الإرهاب، لكن الشعب عرف أنها مساعي من حزب العدالة والتنمية لمحاولة حشد الشعب للتصويت معه في الانتخابات البرلمانية القادمة ضد الحزب الجمهوري. واستطر عبد القادر: اردوغان كان يراهن على ورقة الإرهاب وقد خسرها بعد أن أعلن الحزب الكردي وقف العمليات العسكرية ضد الجيش التركي ليظهر اردوغان وحكومته وحزبه في الصورة وانهم من يقومون بكل تلك الافعال من أجل مصالح سياسية خاصة بهم".