ارتفعت وتيرة المواجهة بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومعارضيه، بعد أن اتهم أردوغان أحد معارضيه بالفساد، وطالب بالتحقيق معه. ورفض مصطفى ساريغول مرشح المعارضة الرئيسي لمنصب رئيس بلدية اسطنبول على «تويتر» هذه الادعاءات بوصفها «دعاية شائنة». وكان ساريغول قال في وقت سابق إنه تم التحقيق في كل الاتهامات الموجهة ضده ورفضت.
وظهر أردوغان في بث مباشر على التلفزيون وهو ممسك بنسخ كبيرة مما وصفه بتقرير أعده حزب ساريغول نفسه، وقال إنه تضمن «مخالفات» خلال تولي ساريغول رئاسة بلدية شيشله.
وقال اردوغان: «وقع فساد له علاقة بتراخيص بناء. وحدثت مخالفات بمئات الملايين من الليرات». مشيراً إلى ما وصفه باتهامات وردت في التقرير.
ويرشح ساريغول نفسه في انتخابات بلدية من المقرر أن تجرى في 30 مارس، وينظر إليها على أنها اختبار لشعبية حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان في أعقاب التحقيقات الأوسع في الفساد والاحتجاجات الضخمة ضد الحكومة في يونيو.
وقال ساريغول على حسابه في تويتر: «أفهم انفعال رئيس الوزراء. انه ذعر الخاسر. إنه يعطل المنطق».
واتهم حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه ساريغول اردوغان بالبلطجة، وتحداه بأن يعلن اي اتهامات كان قد حذر من إعلانها عندما هدد في البداية بالكشف عن هذا الملف يوم الجمعة.
ورفض اردوغان اتهامات بالفساد ضد مقربين منه بعد كشف النقاب عن تحقيق للشرطة الشهر الماضي.
من جهة ثانية، يقوم رئيس الوزراء التركي بزيارة إلى طهران اليوم، يجري خلالها محادثات مع عدد من المسؤولين الإيرانيين، حول ملفات تتعلق بالشأن النووي الإيراني وقضايا إقليمية أخرى.
وأشارت وكالات الأنباء الإيرانية إلى أنه سيتم خلال الزيارة بحث سبل التعاون بين البلدين، لاسيما توقيع اتفاقية لمجلس التعاون الاستراتيجي وملف المفاوضات النووية بين إيران و مجموعة 1+5 وما يتصل بتشكيل لجنة تجارية مشتركة بين إيران و تركيا، كما سيتم بحث العديد القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية السورية.
وترتبط إيرانوتركيا بعلاقات متينة في مختلف المجالات، بما فيها الاقتصادية، حيث أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز أن أنقرة اشترت 7.6 مليارات دولار من النفط والغاز من إيران خلال العام 2013 وتعتزم زيادة مستوى التبادل التجاري مع إيران.
من جهة أخرى حل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تركيا أمس، في زيارة دولة غير مسبوقة، يسعى خلالها إلى طي صفحة العلاقات الثنائية الصاخبة وإعطاء زخم للمبادلات الاقتصادية، حيث حاول تبديد المخاوف التي قد يثيرها انضمام محتمل لتركيا إلى الاتحاد الأوروبي مؤكدا انه ستتم استشارة الفرنسيين في استفتاء حول هذه المسألة، في حين طالبه الرئيس التركي بعدم عرقلة عملية الانضمام.
وفي اليوم الأول لزيارته إلى تركيا، قال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عبد الله غول في انقرة: «لا جدوى من زيادة أي مخاوف كانت، ستتم استشارة الشعب الفرنسي في مطلق الأحوال». وأضاف: «هناك عملية بدأت، وهذه العملية يجب أن تستمر مع المواضيع الأكثر صعوبة»، مشيراً خصوصا إلى «الفصل بين السلطات»، وإلى «استقلال القضاء».
وقال هولاند ان «عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يمكن أيضا أن تتيح لتركيا التطور واكتشاف ما هي قادرة عليه».
قتيل و7 جرحى في هجوم على مقر حزبي
قتل شخص وجرح سبعة آخرون في حي شعبي وسط اسطنبول خلال هجوم شنه مسلحون على لجنة انتخابية تابعة لحزب قومي مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام. وذكرت وكالة انباء دوغان ان المسؤول الإعلامي في حزب الحركة القومية، وهو ثالث حزب سياسي في البرلمان التركي، قتل في الهجوم الذي وقع في حي ايسينيورت بعيد افتتاح مكتب للحزب قبل الانتخابات في شهر مارس المقبل. وأضافت أن سبعة ناشطين آخرين في الحزب أصيبوا بجروح، وأن الشرطة اعتقلت ستة مشتبه بهم على علاقة بالحادث.
واتهم مسؤول في حزب الحركة القومية وهو جلال عدن حزب العمال الكردستاني (متمردون اكراد) بالوقوف وراء الحادث بعد أن تظاهر عدد من أعضاء هذا الحزب قبل افتتاح المكتب في هذا الحي الذي تقطنه اغلبية من الأكراد. أنقرة أ.ف.ب