يعد الانزلاق الغضروفى الآن من أكثر الأمراض انتشارا حتى أصبح كل منا يعرف مريضا به من بين أسرته أو أصدقائه، ويسبب الانزلاق الكثير من الآلام المبرحة التي لا يتحملها الكثير من المرضى، وتكمن المشكلة في أن غالبية مرضى الانزلاق الغضروفى لا يبحثون عن حل عند بداية حدوث المشكلة، ولا يذهب المريض للطبيب إلا عندما يصبح غير قادر على الاحتمال، وهنا يكون الانزلاق بلا شك قد وصل لمرحلة قد تحتاج لتدخل جراحى، رغم أن غالبية حالات الانزلاق تعالج بالأدوية في بداياتها. لذلك يعتبر البحث المبكر عن العلاج مفيدا جدا للمريض، وحول هذا المرض يشرح لنا الأستاذ الدكتور أحمد عاصم، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بقصر العينى، أسباب وجود الانزلاق وكيف نعالجه؟ بداية يقول د. أحمد: الغضروف هو المادة التي تفصل ما بين الفقرات وهو يتكون من جزئين، جزء خارجى ليفى، وجزء داخلى جيلاتينى. ومع وجود ضغط على الغضروف قد يحدث تسرب للمادة الجيلاتينية من خلال تمزق في الغلاف الخارجى للغضروف، وهو ما يسبب حدوث الألم. أسباب حدوث الانزلاق الغضروفى هي ضعف العضلات التي قد تعود إلى أسباب وراثية أو حياتية، مثل طبيعة العمل وقلة ممارسة الرياضة والبدانة، وإصابات العمود الفقرى، مثل الحوادث والسقوط على الظهر، وكذلك التقدم في السن، حيث تجف الغضاريف تدريجيا، فتفقد قوتها ومرونتها، وتتأثر بحمل الأشياء الثقيلة مع الوضعية غير السليمة، أو الرفع والدوران بطريقة غير صحيحة، وقلة ممارسة الرياضة، والزيادة في الوزن أو التدخين. وتشخيص المرض يكون أولا عن طريق التاريخ الطبى، وشكوى المريض، ففى حالات الانزلاق الغضروفى القطنى تكون شكوى المريض آلام أسفل الظهر، أو ألم وتنميل في الساقين، وهو ما يسمى بعرق النسا، وقد تصل الأعراض إلى ضعف بالطرفين السفليين، أما في حالات الانزلاق الغضروفى العنقى تكون شكوى المريض من آلام بالرقبة مع آلام أو تنميل بالذراعين، وقد تصل الأعراض إلى ضعف بالأطراف الأربعة، فعندما يشعر المريض بتلك الأعراض يجب أن يتوجه إلى طبيب جراحة المخ والأعصاب، حيث يقوم الطبيب بفحص المريض، وطلب الأشعة اللازمة، وأهمها أشعة الرنين المغناطيسى، أما عن العلاج فأحب أن أطمئن المرضى أن 80٪ من حالات الانزلاق الغضروفى تستجيب للعلاج الدوائى وجلسات العلاج الطبيعى. أما عن النسبة الباقية التي لا تستجيب للعلاج التحفظى أو الحالات التي لديها ضعف بأحد الأطراف يكون العلاج فيها عن طريق الجراحة، وقد شهدت جراحات العمود الفقرى في الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا، وتكون الجراحة باستخدام الميكروسكوب الجراحى أو المنظار، وعن طريق فتحة صغيرة في الجلد تتم إزالة الجزء المنزلق من الغضروف الذي يضغط على الأعصاب، وتستغرق العملية نحو ساعة تحت تخدير كامل، ونسبة نجاح العملية 95٪، وعادة ما يتمكن المريض من الحركة والمشى في نفس يوم العملية، ومع التقدم في مجال جراحة العمود الفقرى، فإن تلك العمليات تعتبر آمنة جدا، وهى جراحة روتينية في المراكز المتقدمة، ويمكن للمريض بعد العملية مباشرة المشى والجلوس والسفر بالطائرة أو السيارة لمسافات قصيرة، ويمكنه العودة للأعمال المكتبية خلال ثلاثة أسابيع، والعودة لأى أعمال أخرى خلال ستة أسابيع، ويمكن تجنب الانزلاق الغضروفى باتباع التالى: المحافظة على الوزن المثالى، والمداومة على مزاولة التمارين الرياضة، والمحافظة على لياقة أسفل الظهر، ورفع الأشياء والتقاطها وتحريكها بطريقة سليمة، والمحافظة على استقامة الظهر عند المشى والجلوس. واستعمال الأجهزة المساندة كالمراتب الطبية ومخدات أسفل الظهر. من النسخة الورقية