يقف الجرار رقم 3076 وعربة المسافرين الموجودة خلفه رقم 13188 بمحطة مدينة باريس بمحافظة الوادي الجديد شاهدا علي إهمال الحكومة والدولة وكأنه يبكي بدموع الوحدة لتركه وحيدا مع عربته الوحيدة المربوطة به في صحراء مدينة باريس بالوادي الجديد تسكنه خيوط العنكبوت والحشرات والعقارب. ويحكي لسان حال القطار أنه "خرج ولن يعود" إلي موقع خروجه من محطة رمسيس بالقاهرة مرة أخري بعد أن كان يقف وسط أقرانه هناك اليوم يقف وحيدا في صحراء مدينة في أقصي جنوب مصر بالوادي الجديد ويروي لنا القطار الحكاية: كان حلما ناله أبناء الوادي الجديد لمدة نصف قرن، عملت فيهم خطوط السكة الحديد، منذ عام 1911 إلى 1961، ثم توقفت الحركة عليه، لمدة 35 عاما، فصار حلما يراود أبناء المحافظة من جديد، ونالوه عام 1996، في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي افتتحه في احتفال رسمي وشعبي، ليربط الوادي الجديد بمحافظات الصعيد، إلا أن الحلم تبدد مرة أخرى، أوائل العام الماضي، لتصبح محطة قطار الخارجة وكل قري جنوبالمدينة حتي آخر محطة بمدينة باريس اماكن مهجورة . لان شريط السكك الحديدية الذى يربط الوادى القديم بالوادى الجديد من خلال ربط ميناء سفاجا بمدينة قنا بمدينة الخارجة وقراها ومشروع أبوطرطور بالوادى الجديد يمثل كيانا قويا حيويا للصحراء الغربية والأحاديث التى طرحها المسئولون خلال بداية التشغيل، أنه لكسر شبح الصحراء المترامية التى تتعدى ال 458 ألف كيلو فى الواحات الخمس، لكن المؤشرات تؤكد أنه كغيره من دراسات المسئولين غير المجدية حيث لم يستمر التشغيل طويلا وتوقف القطار، وعادت عزلة الوادى الجديد مرة أخرى ورغم التحذيرت التى فرضت نفسها مع توقف القطار وتعرض الشريط الحديدى للصوص والكثبان الرملية المتحركة لم تتحرك أى وزارة أو هيئة معنية بالشريط واكتفى مسئولو الوادى الجديد خلال تلك الفترة بالبكاء على توقف القطار وعويل المعنيين بمشروع فوسفات أبوطرطور للتوقف لأن الأعتماد على نقل الخام بالشاحنات سيزيد التكلفة إلى الضعف. ومع توقف القطار وإهدار المليارات التى أنفقت على الشريط الحديدى يظل الأمل يراود لسكان الوادى الجديد بعودته مرة أخرى فى ظل الصحوة التى تعيشها مصر المحروسة بعد ثورتي يناير ويونيو . والهدف الرئيسي الذي أنشئت من أجله خطوط السكك الحديد بالوادي الجديد هو من أجل مشروع فوسفات أبو طرطور ونقل الفوسفات منها إلى ميناء سفاجا بالبحر الأحمر للتصدير، ليكون أول قطار عرضي في مصر يربط الوادي الجديد بسفاجا، ولم يستغرق إكمال خط القطار سوى شهور، إلا أن الخط توقف تماما وتعرض للسرقة والنهب من عصابات سرقة القضبان. ويصل القطار في جزء من مراحله بين مركزي الخارجة وباريس بطول 90 كم ليربط مركز الخارجة العاصمة بمركز باريس بطول قري جنوب الخارجة حتي اخر الخط وهي مدينة باريس. وكانت آخر رحلة للقطار قد انطلقت من مدينة الداخلة وقرية باريس في ذلك الوقت قبل ان تصبح مدينة ومركز حاليا منذ عام 2006، ويظل الجرار رقم 3076 وعربة المسافرين رقم 13188 لنقل الركاب شاهدين علي اهمال المسئولين في الحفاظ علي المال العام وتم ترك القطار في مكانه مع استحالة عودته مرة أخري للقاهرة أو روش القطار بمنطقة رمسيس بالقاهرة نظرا لعدم وجود خطوط سكك حديد يسير عليها بعد تعرضها للسرقة والنهب من عصابات السكك الحديد علي مرأي ومسمع من الحكومة والدولة.