شد وجذب بين أهل الوادي الجديد والحكومة أثاره قرار وزارة النقل بإعادة إجراءات قطارات خط السكك الحديد الرابط بين مدينة الخارجة والأقصر وميناء سفاجا بالبحر الأحمر إلى جراج القاهرة، فأهل الوادي متمسكون بأمل إعادة تشغيل الخط الذي يسهل عليهم الوصول إلى ثماني قرى هي محطات الخط، وفي المقابل الحكومة تؤكد أن الدراسات الاستثمارية لتشغيل المشروغ غير مجدية. قطار باريس حلم بدأه الخديوِ عباس منذ 103أعوام البداية كانت حلمًا ناله أبناء الوادي الجديد لمدة نصف قرن، عملت فيه خطوط السكة الحديد، منذ عام 1911 إلى 1961، ثم توقفت الحركة لمدة خمسة وثلاثين عامًا. وتقع محطة قطار الخارجة جنوب مدينة الخارجة، على بعد 2.5 كيلو مترًا، على طريق الخارجة باريس، وأنشئت من أجل مشروع فوسفات أبو طرطور ونقل الفوسفات منها إلى ميناء سفاجا بالبحر الأحمر للتصدير، ليكون أول قطار عرضي في مصر يربط الوادي الجديد بسفاجا، ولم يستغرق إكمال خط القطار سوى شهور. وعاد الحلم من جديد يراود أبناء المحافظة، ونالوه عام 1996، في عهد الرئيس المخلوع مبارك، الذي افتتحه في احتفال رسمي وشعبي، ليربط الوادي الجديد بمحافظات الصعيد. إلا أن الحلم تبدد مرة أخرى أوائل العام الماضي، لتصبح محطة قطار الخارجة مكانًا مهجورًا، ويردد أهالي الوادي "فرحة ما تمت.. خدها الغراب وطار". فرحة الوادي الجديد بقطار باريس ستطير أم تستمر؟ لكن يبدو أن حلم سكان الوادى الجديد قد تحول لكابوس بعد أن قام لصوص القضبان الحديدية بسرقة القضبان، وتوقف القطار، وضاعت المبالغ المالية التى أنفقتها الدولة على الشريط الحديدى. ومع الغياب الذى استمر لقرابة 9 سنوات حتى الآن من دخول القطار للوادى الجديد، أصبح السكان فى حالة تشاؤم كبيرة. ولكن مع معاودة وزارة النقل في الوقت الحالي التفكير في القطار، عبر أهالى الوادي الجديد عن فرحتهم بذلك. يقول إسلام أبو الحسن منسق رابطة أبناء الوادى الجديد للتنمية إن الخط كلف الدولة 1.2 مليار جنيه، وفى النهاية توقف عن العمل بعد مرور 6 سنوات فقط على تشغيله، حيث ظهرت عيوب المشروع الذي تم إنشاؤه بدراسات غير محسوبة ولا مدروسة، فدفنته الكثبان الرملية. وأوضح "أبو الحسن" أن إعادة تشغيل القطار ستساهم في إحياء الوادي من جديد، لأنه سيربط 8 قرى ببعضها واقعة بطول خطه من مدينة الخارجة لباريس، مطالبًا بضرورة الاستفادة من الخط والمحطات الموجودة في إعادة تشغيل خطوط السكك الحديدية. السكك الحديدية ترفض القطار لقلة العائد الاستثماري.. والوزارة تنتظر مجلس الوزراء فيما قال هاني محمد بقطاع التطوير بوزارة النقل إن الوزارة تسعى لإعادة الخطوط إلى طبيعتها، لكن المشكلة تكمن في موافقة مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أن خطة التطوير وضعتها الوزارة، وبانتظار موافقة المجلس. في الوقت الذي أكد فيه المهندس سمير نوار رئيس هيئة السكك الحديد أن الخط الذي يعمل بين محطتي الخارجة وباريس للركاب توقف منذ أكثر من ثماني سنوات، بسبب سرقة قضبانه، بخلاف سرقة قضبان قطار البضائع الذي يعمل بين مناجم أبو طرطور للفوسفات وقنا، وهو ما يقارب 800 كيلو متر. وأضاف "نوار" أنه يوجد بالفعل جراران واقفان منذ هذا التاريخ على رصيف محطتي الخارجة وباريس، مشيرًا إلى أن الهيئة قامت بتشكيل لجنة لإجراء مناقصة بين الشركات المتخصصة مع القوات المسحلة؛ لنقل هذين الجرارين والاستفادة منهما بالهيئة، حيث يصل وزن الجرار الواحد إلى 130 طنًّا، وستكون التكلفة كبيرة، مؤكدًا أن الدراسات الاستثمارية لهذا الخط غير مجدية.