تراجع الأسواق الأمريكية والآسيوية وارتفاع الأوروبية مع تباين التوقعات الاقتصادية

تباين أداء الأسواق العالمية في الاسبوع الاول من العام الجديد بسبب عدة عوامل في مقدمتها ارتفاع سعر الدولار بعد شهور من التراجع امام العملات الرئيسية، والتوقعات بشأن أداء الاقتصادات الرئيسية في العام الحالي.
وفيما انهت الأسواق الأمريكية علي انخفاض في مؤشراتها وتتبعها الاسواق الآسيوية ارتفعت الاسواق الاوروبية الرئيسية في أول أسابيع العام.
ومع أن تقرير الوظائف الشهري، الذي يعد مؤشرا علي أداء الاقتصاد الأمريكي، جاء متفقا مع توقعات السوق الي حد كبير، الا ان توفير أكبر اقتصاد في العالم لنحو 157 الف وظيفة فقط في ديسمبر لم يشجع المستثمرين علي الشراء، واقبل الكثيرون علي بيع الاسهم لجني الأرباح مما ادي الي هبوط المؤشرات.
وجاء نشر محضر اجتماع لجنة السياسات النقدية بالاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي" الامريكي ليشير الي ما هو متوقع من احتمال الاستمرار في رفع سعر الفائدة الامريكية خلال العام، وبالتالي تحسب المتعاملون لارتفاع كلفة الاقتراض للاستثمار في الاسهم، وكذلك احتمال تحسن سعر الدولار مع ارتفاع الفائدة علي الودائع به ما يعني تقليل تنافسية الصادرات الامريكية ومن ثم تأثر عائدات الشركات سلبا.
وأضاف لتلك العوامل المتعلقة بالاقتصاد الكلي ارتفاع اسعار البترول بنحو 5% خلال الاسبوع مع التزام دول أوبك بقرار خفض الزيادة في الانتاج عن الحصص المقررة والقلق من توافر المعروض أكثر من الطلب في السوق مع ارتفاع مخزونات الدول المستهلكة، وكذلك ارتفاع الدولار بنسبة 1% تقريبا أمام اليورو.
وفي المتوسط الاسبوع تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 7.1% وتراجع مؤشر ستاندارد آند بورز بنسبة 2.1% وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 9.3%.
وفي أوروبا، ارتفعت مؤشرات الأسهم مع استمرار الدولار في التحسن أمام اليورو، وهو ما آثار تفاؤل الشركات التي تعتمد علي التصدير، خصوصا للسوق الامريكي. وارتفعت اسهم شركات السيارات وفي مقدمتها فولكس فاجن وديملر كرايزلر.
كما ارتفعت اسهم البنوك وشركات التأمين واسهم شركات القطاع المالي عموما، متفائلة بعام من النشاط المالي حول العالم مما يعود عليها بالفائدة.
ورغم تراجع اسهم شركات التجزئة وشركات التعدين، الا ان التحسن في شركات التصدير عموما غلب علي اتجاه المؤشرات لتبدأ العام بارتفاع الي مستويات لم تصلها منذ ما يقارب 30 شهرا وفي المتوسط الأسبوعي، ارتفع مؤشر فايناشيال تايمز للشركات المئة الكبري في بورصة لندن بأقل من واحد في المئة "8.0%" وارتفع مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت بنسبة تقارب "4.1%" وارتفع مؤشر كاك 40 في باريس بنسبة "5.1%".
وكالعادة سارعت الاسواق الآسيوية خطي الاسواق الامريكية لتنهي الاسبوع الاول من العام متراجعة، مع هبوط اسهم شركات التكنولوجيا وغيرها وفي اليابان تراجعت اسهم شركات الأدوية مع موجة بيع كبيرة لجني الارباح، وفي هونج كونج شهدت السوق سحب كثير من المستثمرين لمحافظهم من البلاد مما اثر بشدة علي مؤشر السوق.
وفي المتوسط الاسبوعي، انخفض مؤشر نيكاي في بورصة طوكيو بنحو نصف في المئة "5.0%" وانخفض مؤشر هانج سنج في بورصة هونج كونج بما يقارب خمسة في المئة "8.4%"، وهو ادني مستوي له منذ منتصف مايو العام الماضي.
وتتطلع الاسواق هذا الاسبوع لمجموعة من المؤشرات الاقتصادية مثل ارقام مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر وارقام الميزان التجاري الشهرية. كما ستبدأ موجة اعلان الشركات عن عائدات وارباح الربع الرابع من العام، تتقدمها شركات كبري مثل أبل للكمبيوتر والكوا للإلومنيوم.