هل تعتقد أن الحكومة المصرية تتعامل مع التحديات التي تواجه الاقتصاد؟.. سؤال تم طرحه في صدر الصفحة الرئيسية ليجيب عنه زوار موقع الإنترنت لمنتدي مصر الدولي الاقتصادي.. وقد لفت انتباه واندهاش أحد الأصدقاء الأعزاء أثناء دخوله الموقع لتسجيل اسمه من أجل حضور فعاليات المؤتمر السنوي الرابع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي والذي ينظمه المنتدي في الأسبوع الأول من سبتمبر ،2004 وهمس صديقي قائلاً: "ألا يجب أن ننتظر قليلاً قبل طرح هذا السؤال المهم علي الحكومة الجديدة؟". وأجبت صديقي بأنه علي الرغم من وجاهة ما يحمله سؤاله من تحفظات فان السؤال مشروع شكلاً ومضموناً وتوقيتاً فبادرني بالاستفسار عن إجابتي الشخصية علي السؤال.. فطلبت منه أن يتأمل عنوان المؤتمر الذي نقوم بتنظيمه لعله يعرف إجابتي.. فالمؤتمر الجديد يحمل عنوان "الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: الطريق إلي نهضة عربية جديدة" وهو ما يعني اقتناعي واقتناع القائمين علي المنتدي بأن الحكومات العربية بشكل عام وعلي الأخص حكومة الدكتور أحمد نظيف تسلك طريقاً يفضي إلي مناخ جديد يفجر طاقات المجتمع ولكنها تسلك هذا الطريق بدون الاعتماد علي الأساليب القديمة وإنما تسلكه راكبة سيارة آخر موديل محركها هو ثورة المعلومات والاتصالات بما تتيحه هذه الثورة من فرص متعددة الأبعاد للنهوض بمستويات التنمية في العالم العربي وتعزيز وضعنا علي خريطة التنافسية العالمية وأضفت لصديقي أننا كمصريين ننتظر من حكومتنا الكثير وطلبت منه أن يستمع باهتمام إلي كلمة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء في افتتاح المؤتمر وكلمة الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات والمعلومات في ختام المؤتمر. واعترض صديقي بأنني لم أتحدث إلا عن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأنني لم أجب عن السؤال إجابة كاملة فيما يتعلق بأداء الحكومة المصرية!.. فأوضحت له أنه لم يعد اثنان يختلفان علي أن هذا القطاع قد صار بمثابة القاطرة التي تدفع أي اقتصاد للأمام.. ونصحت صديقي أن يستعرض جدول أعمال المؤتمر ليدرك أن أول كلمة يلقيها أحد المتحدثين في أول ساعة من احتفالية الافتتاح في الليلة السابقة للمؤتمر تدور حول قطاع الاتصالات والمعلومات ومساهمته الإيجابية في تطوير المجتمعات وتنميتها، كما تشير إلي ما حققته مصر حتي الآن في مجال تطوير الاتصالات والمعلومات، وتلقي الضوء علي التحديات الرئيسية التي يجب مواجهتها لتطوير القطاع أكثر وأكثر وكيفية مواجهة هذه التحديات بالصورة المثلي، كما تؤكد علي العلاقة المتبادلة بين تطوير هذا القطاع وبين التنمية الاقتصادية. ولما لمست في وجه صديقي شيئاً من الحيرة أردفت قائلاً إن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تناقش تأثير المجتمعات المتقدمة تكنولوجياً علي الدول العربية في مجالات تكنولوجيا المعلومات واستثمارات البنية الأساسية، والتعليم، وتدريب وتنمية الموارد البشرية.. وأضفت ان هذه الندوة سوف تناقش أيضاً كيف تؤثر هذه المتغيرات علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة الإيقاع في الدول العربية فضلاً عن تأثيرها علي آليات نشر المعرفة ونقل الخبرات والمعارف في المنطقة. وشعرت بضيق محدثي وهو يقول إنه يتفهم قصدي بأن انعقاد هذا المؤتمر بهذا المحتوي البناء تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية ومعالي رئيس الوزراء ومشاركة وزير الاتصالات والمعلومات يعني أن الحكومة جادة وعازمة علي السير قدماً بالاتجاه الصحيح، ولكنه يعترض لأنه يري أن أجندة المؤتمر لا تعكس أجندة الحكومة!.. وبهدوء أوضحت له أن اعتقاده خاطئ لأن الحكومة الحالية تضم العديد من الخبراء الذين كان لهم دور كبير في دعم المبادرات التي خرجت عن المؤتمر في دوراته السابقة فضلاً عن سعيهم الجاد الآن لوضع هذه المبادرات علي أرض الواقع والتوسع في تنفيذها، كما أن المؤتمر لا يركز فقط علي تطوير قطاع الاتصالات في مصر وحدها بل هو مؤتمر إقليمي نسعي من خلاله لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين. وأشرت له علي سبيل المثال بأن الجلسة التي يترأسها وزير الاتصالات والمعلومات الدكتور طارق كامل في اليوم الأول للمؤتمر تتبني هذه الرؤية الحضارية حيث ستقوم الدول المشاركة بالندوة بعرض تجاربها والصعاب التي واجهتها والثمار التي جنتها في تطوير قطاع الاتصالات والمعلومات.. وأضفت لصديقي قائلاً إن الحكومة تتبني الرؤية التي يعكسها جدول أعمال المؤتمر لما تحمله هذه الرؤية من خير لمستقبل مصر بل وللمنطقة بأسرها..