تأتي زيارة الرئيس محمد مرسي لروسيا في اطار سلسلة جولاته المكوكية للخارج تثير العديد من التساؤلات حول النتائج المتوقعة للزيارة وما هي مجالات التعاون وعما اذا كان تحسن علاقتنا بروسيا يعني تدهور علاقتنا بأمريكا والاتحاد الأوروبي .. ?العالم اليوم? تستطلع آراء الخبراء ورجال الأعمال للاجابة علي هذه التساؤلات. كشف تقرير صادر عن وزارة الصناعة والتجارة الخارجية أن 50% من صادرت روسيا للسوق المصرية من القمح ومقابل تراجع حجم الصادرات المصرية إلي السوق الروسية والتي أبرزه الحاصلات الزراعية. وأشار التقرير إلي أن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا وصل إلي 6.3 مليار دولار خلال العام المالي 2011 - ،2012 هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الروسية عن رغبتها في زيادة حجم التبادل التجاري مع مصر ليصل إلي 10 مليارت دولار بحلول عام ،2020 وأوضح التقرير ان الميزان التجاري يأتي لصالح روسيا بشكل كبير، حيث تبلغ صادرات روسيا للسوق المصرية 3.3 مليارات دولار في حين تأتي صادرات مصر للسوق الروسية بقيمة 300 مليون دولار فقط، وأشار التقرير إلي أن حجم الاستثمارات الروسية في مصر يبلغ 65 مليون دولار فقط. وتعليقا علي نتائج الزيارة يوضح د.سعيد اللاوندي استاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية ان زيارة الرئيس محمد مرسي مهمة في اطار البروتوكولي لفتح حوار دول الشرق التي تجاهلها النظام السابق، إلا أنها زيارة فاشلة لأنه لن تأتي بنتائج يشعر بها المواطن العادي. وأضاف اللاوندي ان الرئيس مرسي منذ توليه السلطة قام بزيارة العديد من دول العالم ومنه الصين والهند وباكستان وألمانيا وتركيا وخرجت التصريحات بجلب استثمارات بمليارت الجنيهات للسوق المصري وهو أمر لم يحدث حتي الآن بدع مرور قرابة 10 شهور علي توليه الرئاسة، بل العكس تماما الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تدهور مستمر والمواطن مطحون مع ارتفاع الأسعار وأزمات السولار والبنزين وتراجع قيمة الجنيه وارتفاع قيمة الدولار وعزوف المستثمرين عن العمل بمصر. 10 أشهر.. وليست 100 يوم وأكد علي أن هناك حالة من اليأس من سياسة الاخوان نتيجة فشلهم في إدارة البلاد، ولسان حال المواطن ان الاخوان خطفوا مصر وغير قادرين علي قيادتها، مشيرا إلي أن مرسي قال للشعب حاكموني بعد 100 يوم، وها قد مرت 10 شهور كاملة ولم يفعل شيء، لافتا إلي أن الزيارات الخارجية مهمة لأي دولة لاقامة علاقات دولية بالعالم الخارجي بشرط أن تقوم علي الاحترام والمصلحة المتبادلة. وأشار اللاوندي إلي أن مصر وروسيا لديهما مصالح مشتركة كثيرة ويجب تدعيمه ولكن لابد من ترتيب البيت من الداخل، وأكد علي أن زيارة رئيس الدولة في طائرة خاصة تتكلف مليون دولار في اليوم الواحد فمعني أن زيارة مرسي التي تستغرق يومين تتكلف 2 مليون دولار في ظل عجز كبير في لموازنة العامة للدولة وفي ظل نتائج غير ملموسة. ويتوقع علي عيسي رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية فشل أي زيارة يقوم بها مسئول مصري للخارج سواء وزيرا أو رئيس وزراء أو رئيس االجمهورية لأن مصر غير مهيأة لاستقبال أي استثمارات جديدة أو زيادة التبادل التجاري مع أي دولة في ظل استمرار المشكلات الكبري التي تضرب المجتمع، مشيرا إلي أننا في حاجة لتحسين الأوضاع الداخلية أولا ومن ثم النظر للخارج. وأكد عيسي إن روسيا من أفضل الأسواق التصديرية للحاصلات الزراعية المصرية وهي الدولة الأولي في العالم التي تستورد البرتقال المصري وفي مقدمة الدول التي تستورد البطاطس والعنب والبصل، مشيرا إلي أن صادرات الحاصلات الزراعية حققت زيادة جيدة خلال العام الماضي بالرغم من الظروف الصعبة التي واجهت السوق المحلي وخاصة في ظل الاضطرابات والاحتجاجات التي شهدها الشارع وكذلك اغلاق الموانئ وتوقف العمل بها لأيام كثيرة. وأشار عيسي إلي أن صادرات البطاطس حققت زيادة بنسبة 100% عن صادراتنا عن العام السابق والبرتقال وباقي المحاصيل الزراعية حققت زيادة بنسبة تتراوح بين 15 - 20% خلال العام الماضي قائلا إنه كان علي الرئيس بحث تعظيم صادراتنا للسوق الروسي ووضع قواعد ثابتة وإزالة المشكلات التي تتعلق بالحجر الزراعي لبعض المحاصيل المصرية في روسيا والتي تحدث بين الحين والآخر علي عكس الأسواق الأوروبية التي بها قواعد ثابتة ويتم تنفيذها إلا أنها متغيرة في روسيا. ثقل عالمي علي الجانب الآخر يوكد عادل رحومة رئيس لجنة العلاقات الدولية باتحاد جمعيات المستثمرين المصريين أن زيارة الرئيس مرسي لروسيا مازالت ذات ثقل ونفوذ سياسي عالمي ولا تقل أهمية عن الجانب الأمريكي موضحا انه غنية بالبترول والغاز الذي يحتاجه السوق المصري حاليا كما أن السوق الروسي ضخم ويستوعب المنتجات المصرية وخاصة الحاصلات الزراعية. وأشار إلي أن الصناعات الروسية الأكثر تطورا في العالم وخاصة الثقيلة، وشدد علي أن الزيارة ايجابية وجيدة ولكن الأوضاع الداخلية في مصر تحد خطير ويخشي الجميع من التعامل مع مصر في ظل غياب الاستقرار السياسي والأمني. واعتبر رحومة ان الزيارة أخذت الطابع السياسي في المقام الأول ولكن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة ويجب ان تخدم السياسة الاقتصاد مشيرا إلي أننا نحتاج إلي شفافية لنعرف قضية القرض الروسي وأسباب فشل الزيارة في تحقيقه. وقال حسن الشافعي رئيس مجلس الاعمال المصري - الروماني ان روسيا دولة مهمة لمصر في أمور كثيرة وهناك علاقات تاريخية بين البلدين ومعظم المشروعات الكبري التي نفذتها مصر كانت بالتعاون مع الجانب الروسي ومنه مصانع الحديد والصلب والسد العالي والأسلحة والصناعات الثقيلة. وأشار إلي أن روسيا تقدمت كثيرا في مجال الطاقة ومصر أصبحت دولة مستوردة للطاقة واسعارهم تنافسية ومن الممكن التعاون بين البلدين في هذا المجال، واكد علي ان هناك العديد من مجالات التعاون بين مصر وروسيا ومنها صناعة الطائرات والاسلحة والبحث العلمي والسفن والبحث عن المعادن في الصحراء، مشيرا إلي أن روسيا دولة عظمي لا تقل أهمية عن أمريكا. وشدد علي أهمية التعاون في المجال السياحي لأن السياحة الروسية قادرة علي إنعاش السياحة المصرية وطالب الشافعي بتوضيح الموقف من عدم حصولنا علي القمح الروسي كما تردد.