وصف مجموعة من الخبراء ورجال الأعمال ، زيارة الرئيس محمد مرسي الأخيرة لروسيا ، بالفاشلة اقتصاديا ، واعتبروها بأنها لم تحقق المطلوب منها في ظل فشلهم في الحصول على قرض أو زيادة في امدادات الحبوب من روسيا . أشار الخبراء إلى أن الزيارة كانت سياسية بحتة وليست اقتصادية خاصة وأن الوفد لم يتضمن أية رجال أعمال أوحتى مشاركة من مجلس الأعمال المصري الروسي . وذلك على الرغم من تصريحات الحكومة، بأن المباحثات كانت مثمرة ، وأنه تم الاتفا علي إمداد روسيا لمصر بالغاز الطبيعي لتلبية احتياجات السوق المحلي وإلزام الروس بتنفيذ بعض التعاقدات بديلا عن مصر وإمكانية ربط خط الغاز الروسي بخط الغاز العربي والبحث عن الثروة المعدنية ودراسة شراء شحنات من السولار من معامل التكرير وتصدير شحنات من مصر الي روسيا. أكد المهندس حسام الشناوي، عضو مجلس إدارة المجلس العربي الروسي، على أنه لم يتلق اى دعوة لمرافقة الرئيس مرسى خلال الزيارة ، لافتا إلى وجود العديد من مجالات التعاون التى ينبغى التركيز عليها خلال الفترة القادمة لتعظيم العائد من العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين . وأضاف الشناوي أن ، الزيارة سياسية في المقام الأول وليست اقتصادية خاصة وأن الوفد المرافق له لم يتضمن أية رجال أعمال ، متوقعا تشكيل جديد لمجلس الأعمال المشترك خلال الفترة المقبلة من خلال كوادر ورجال أعمال جديدة . قال كان هناك تخطيط كبيرمن جانب المجلس لتلك الزيارة لتشجيع الإستثمار الروسي في مجالات إنتاج البترول والغاز والحبوب والقمح ، ولكن باءت تلك المخططات بالفشل بسبب تجاهل القيادة السياسية للمجلس . قال المهندس أحمد جلال الدين رئيس جمعية الأعمال والاستثمار الدولي "إبيا"، أن الجمعية كانت تعقد امالا على تلك الزيارة لتفتح أفاقا جيدة للتعاون الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمارات بالبلدين،والتي تُعد بمثابة طرق الأبواب لتعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، لافتا إلى أن هناك العديد من القطاعات الاستثمارية الضخمة بين الجانبين في العديد من المجالات ومنها الصناعات الهندسية والصناعات الثقيلة والطاقة. أشار جلال الدين أنه كان مخطط خلال الفترة المقبلة زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا والذي بلغ 3.6 مليار دولار ويأتي لصالح روسيا ب3.2 مليار دولار في حين تمثل صادرات مصر لرسيا 300 مليون دولار، موضحًا أن الجانب الروسي يبدي رغبته لزيادة حجم ورداته من السوق المصري. وأشار جلال الدين إلى أن الجانب الروسي الأكبر من حيث عدد السياح الوافدين لمصر بعد الثورة والذي وصل إلى 2 مليون سائح، لافتا إلى أنه من المتوقع زيادة عدد السياح الروسيين لمصر إلى الضعف إذا تم الاهتمام بالأمر. وأوضح جلال الدين أن هناك العديد من مجالات التعاون بين الجانبين المصري والروسي في إنشاء الصوامع لتخزين القمح والاستفادة من التكنولوجيا الروسية، وتطوير بعض المصانع الروسية بمصر، متوقعا أن يتم الإعلان عن تشكيل مجلس الأعمال المصري الروسي لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين قريبا. قال الدكتور صلاح جودة المستشار الإقتصادى للمفوضية الأوروبية الدولية ، أن زيارة الرئيس محمد مرسي الأخيرة إلى روسيا تفتقد العديد من مقومات الزيارة الناجحة، موضحا أنه لم يكن هناك إعداد جيد قبل الزيارة ، لافتا إلى أن مصر كانت مشاركة في مؤتمر قمة بريكس والذي عقدت نهاية مارس الماضي بجنوب أفريقيا، وبمشاركةكل من روسيا والصين والهند والبرازيل، وتم دعوة مصر لكونها دولة أفريقية. وأوضح جودة أن مصر لم تقم بتوقيع أية عقود أو تفاقيات خلال القمة والتي تضم أكبر 5 دول نامية خلال العقد القادم، ولم يكن هناك إعداد جيد للمشاركة في القمة والتي أعقبت قمة العربية بالدوحة. وأشار جودة إلى أنه كان من المفترض أن يكون هناك إعداد جيد وإعلان لتلك الزيارة لتحقيق الاستفادة القصوى وزيادة التعاون مع الجانب الروسي، لافتا إلى أنه كان من الضروري التطرق للشأن السياسي بشأن الوضع في سوريا ، والوضع في كوريا الشمالية والجنوبية وهل هناك حرب مرتقبة أم لا باعتبار أن مصر دولة محورية وتهتم بالشأن الخارجي، ولم يتم التطرق للقضية الفلسطينية.