في مقالتي السابقة "بورصة مصر تتحدث عن نفسها" تحدثت عن أسباب صعود البورصة خلال الفترة الماضية وكان من أسباب هذا الصعود عودة المضاربين والمضاربات علي الأسهم وبقوة، ولقد وضحت أن المضاربين جزء مهم في المنظومة ولكني حذرت وقلت "إنه لا غني عن المضاربات لكن الكثير منه قد ينقلب ضده) وهو ما حدث فعلا فالصعود المتواصل الذي حدث للأسهم كان مبالغاً فيه للغاية ولم يحدث أي تصحيح للأسهم وهو ما أدي إلي تكوين فقاعات سعرية فرأينا بعض الأسهم ترتفع يومياً للحد الأقصي المسموح لها وهو ال 10% علي مدار 8 أو 9 جلسات متتالية بدون أن نري أي تصحيح أو وقوف، فكان صعوداً مبالغاً فيه للغاية وبالتالي فلكل فعل رد فعل فرأينا هبوط مبالغ فيه وهو ما أدي إلي انفجار هذه الفقاعات السعرية وانهيار في أسعار هذه الأسهم وعلي سبيل المثال رأينا سهم المصريين للاستثمار بدأ مرحلة الصعود والمضاربة عليه من سعر 7 جنيهات ووصوله إلي سعر 27 جنيها في صعود متواصل وهبط من هذا الرقم إلي 13 جنيها ففي مرحلة الهبوط كان السهم يهبط كل جلسة بنسبة ال 10% وهي الحدود القصوي المسموح بها في الهبوط ورأينا أيضا سهم الحديد والصلب فصعد السهم من 3 جنيهات إلي 15 جنيها أيضا بدون توقف ورأيناه خلال الجلسات الماضية يهبط بنسبة ال 10% يومياً وهناك أمثلة أخري كثيرة لا تعد ولا تحصي. وعندما تقع الفاس في الرأس نجد الأفراد يتذمرون ويشكون لخسارة أموالهم بعد أن قاموا بشراء أسهم بأسعار مرتفعة للغاية ويبحثون عن شماعة يعلقون عليها أخطاءهم وذلك بعد انسياقهم وراء الإشاعات التي يطلقها المضاربون ليتهافت الأفراد علي شراء الأسهم بأعلي الأسعار ويخرج منها المضاربون علي حساب تآكل رءوس أموال صغار المستثمرين. وبالفعل أنا مشفق علي صغار المستثمرين الذين يدخلون إلي مغارة المضاربين ظنا منهم أنهم سيخرجون منها ومعهم الذهب والياقوت والمرجان، ولكنهم للأسف يدخلون ثم ينسون كلمة السر التي تخرجهم من هذه المغارة بل بالعكس فإنهم يخسرون معظم أموالهم قبل الخروج من مغارة المضاربين. وفي النهاية فإنني أحذر الأفراد من الانسياق وراء المضاربين لأنهم زودها حبتين.. أقصد زودوها قوي. وائل عنبه رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة محافظ الأوراق المالية