ظاهرة غريبة شهدتها البورصة المصرية مؤخراً حيث اتجهت الاسهم الصغيرة محدودة النشاط للصعود بينما غابت الاسهم الكبري عن الانظار بعض هذه الاسهم ارتفع أكثر من 100% خلال شهر وبعضها لشركات اسماؤها غير متداولة وقد تكون غير معروفة للبعض وفي مقدمتها الصناعات الهندسية والمعمارية "ايكون" و"راكتا" لصناعة الورق والعامة لمنتجات الخزف والصيني والماكو والمصريين في الخارج للاستثمار، والاهلي للتنمية والاستثمار وكيما وجلاكسو والنصر لصناعة الملابس والمنسوجات كابو.. العوامل المشتركة بين الشركات الصاعدة ان قيمة السهم صغيرة وتراوحت قبل طفراتها السعرية بين 5 جنيهات و10 جنيهات والعامل الثاني ان معظمها شركات محدودة النشاط ولا يتم تداول إلا بضع مئات من اسهمها يومياً واحياناً اسبوعياً، اما العامل الثالث فهو ان رأس المال الحر المتاح للتداول في هذه الشركات محدود للغاية، وبالتالي هناك امكانية للسيطرة عليها. أهم الاسهم التي تصدرت هذه الظاهرة سهم "ايكون" وصعد 56% خلال الفترة من 4 إلي 16 نوفمبر أي خلال اسبوعين، و"العامة للخزف" وارتفع 49% خلال نفس الفترة، و"جلاكسو" وصعد 60%، و"ألماكو" صعد 42% و"كابو" 14% و"راكتا" 30% وعن هذه الظاهرة اكد ياسر المصري العضو المنتدب لشركة "نيم" للوساطة في الأوراق المالية ان البورصة اصبحت عبارة عن سوقين، الشركات الصغيرة التي ارتفعت اسعارها بنسبة 100% خلال أسابيع محددة والشركات الكبري التي شهد اداؤها تذبذباً واضحاً بين الصعود والهبوط. أشار المصري إلي أن اسباب الصعود الحاد للأوراق الصغيرة السعر والتي يتراوح سعرها ما بين 5 جنيهات و20 جنيهاً علي الأكثر يأتي نتيجة لتركيز بعض شركات السمسرة عليها، لعدم استطاعتها السيطرة علي اتجاهات اسهم الشركات الكبري التي يستثمر فيها العرب بقوة، وازدادت مبيعاتهم خلال الفترة الماضية مما اثر علي اسعار هذه الشركات سلباً وبدأت اسعارها في الانخفاض اما الشركات الصغيرة فلم يركز عليها العرب وبالتالي كانت فرصة لبعض شركات الوساطة للتركيز عليهاوايجاد بعض المضاربات لرفع اسعارها بكميات صغيرة، لأن هذه الشركات سيولتها محدودة ونشاطها منخفض كذلك. وأشار المصري إلي أن بعض الشركات استخدمت الشائعات كوسيلة لرفع اسعار هذه الشركات سواء عن تسوية قروض أو استحواذات وغيرها وحققت الارتفاعات في اسعارها ارباحاً كبيرة لبعض المضاربين والسماسرة وحذر المصري صغار المستثمرين والمتعاملين من الافراد من الانسياق وراء هذه المضاربات والدخول لشراء اسهم هذه الشركات لأنها تمثل "فخا" لهم، وبمجرد خروج المضاربين منها ستبدأ اسعارها في الانهيار سريعاً لأن صعودها لم يكن علي أساس أو علي مؤشرات مالية أو ميزانيات أو اخبار حقيقية. ومن جانبه اكد المحلل المالي عصام مصطفي ان صعود بعض الشركات الصغيرة بدون أي أساس أو مؤشرات يعود للمضاربات من جانب بعض المحترفين وجروا صغار المستثمرين معهم لهذه الشركات، واتفق عصام مصطفي مع الرأي القائل بأن هذه الشركات تمثل "فخاً" لبعض شركات السمسمرة للمتعاملين، وعند خروجها ستنخفض اسعار اسهم هذه الشركات بشدة، وأشار عصام مصطفي إلا أن تجنب الفخ يكون عن طريق شراء الشركات القوية التي تمتلك مؤشرات مالية قوية، وميزانيات جيدة وسيولتها عالية، بالإضافة لضرورة تفعيل الرقابة من البورصة برئاسة ماجد شوقي والهيئة العام لسوق المال برئاسة الدكتور هاني سري الدين، لمنع التلاعب بأسهم هذه الشركات وتساءل عصام مصطفي كيف يرتفع سهم شركة بنسبة 49.4% بتعاملات خلال اسبوعين لم تتجاوز نصف مليون جنيه وهي الشركة العامة للخزف الصيني، وكيف ترتفع شركة المصريين في الخارج 24.34% بتعاملات لم تقترب من ربع مليون جنيه خلال اسبوع؟! اكد عصام مصطفي ان الارتفاعات لا تعود لعرض وطلب حقيقيين وانما لتلاعبات من بعض شركات السمسرة التي تخصصت في اسهم الشركات الصغيرة.