د. عمرو القيت : ارتفاع الاستهلاك هو النمط السائد للفرد المصري د. عبدالمنعم الشحات : الوعي الشرائي هو الحل د. حمدي عبدالعظيم : الإسراف عادة متأصلة لدي المصريين الإسراف والبذخ هما كلمة السر للنمط الاستهلاكي للفرد المصري والتي لم تتغير سواء بتحسن أو تدهور الاوضاع الاقتصادية. واكد الخبراء ان الشعب المصري يستهلك اكثر مما يحتاج وهو سلوك يقوم علي التباهي بما يشتري ويأكل ويلبس وليس التباهي بالسلوك والوعي السليم. واشاروا الي ان النمط الاستهلاكي إحدي المشكلات الاساسية للاقتصاد المصري والوعي الشرائي مدخل مهم لترشيد الاستهلاك وتغيير نمط استهلاكنا . يقول د. عمرو القيت استاذ التسويق بالجامعة الأمريكية انه من الصعب تحديد النمط الاستهلاكي للشعب المصري خلال الفترة الاخيرة بحيث لا يمكن تعميمها لانه النمط الاستهلاكي يختلف من سلعة لاخري ومن فترة لثانية ومن منطقة لمثيلتها ، حيث يختلف النمط الاستهلاكي للمصريين في السلع الغذائية عن السلع المعمرة او العقارات او الخدمات البنكية وغيرها . ويؤكد ان ارتفاع معدلات الاستهلاك هي النمط السائد لدي الشعب المصري وزادت سلوكيات المواطنين نحو شراء كميات كبيرة من السلع وتخزينها بعد الثورة . يشير إلي أن النمط الاستهلاكي للمصريين في شهر رمضان الكريم هذا العام لن يتغير كثيرا عن العام السابق او الاسبق وليس هناك تأثير من الثورة علي هذا النمط وهو يتسم بزيادة الاستهلاك وليست هناك مرونة او تغيير في العادات والتقاليد لدي المواطنين . وأكد امكانية تغيير النمط الاستهلاكي للمصريين خلال شهر رمضان القادم بسبب حلوله مع فصل الصيف وكنا نصيف خلال السنوات الماضية قبل حلول الشهر ولكن لمدة 6 سنوات قادمة سيشهد رمضان فصل الصيف ومن المتوقع تغير النمط الاستهلاكي حيث قد يذهب الجميع للتصييف في شهر رمضان ويهرولون نحو المدن الساحلية والشاطئية وبذلك تهدأ حدة الزحام بالقاهرة . تكلفة الاستيراد ومن جهته يقول د. حمدي عبدالعظيم عميد أكاديمية السادات للعلوم الادارية السابق ان النمط الاستهلاكي للمصريين لم يتغير بعد الثورة وليس هناك تغيير في العادات والتقاليد الاستهلاكية وسلوكيات الاسراف وتخزين السلع والخوف من الازمات والشراء اكثر من احتياجاتنا كما هي ، وارتفاع نسبة الاستهلاك في شهر رمضان لتتضاعف نسبة وارداتنا من المواد الغذائية ووصلت تكلفة الاستيراد خلال الشهر الكريم العام الماضي 30 مليار جنيه ومن المتوقع ان تصل ل 40 مليار جنيه العام الحالي ولكن تدهورت الاوضاع الاقتصادية وارتفعت معدلات البطالة وتراجعت الدخول بما سيؤثر سلبيا علي نسبة الاستهلاك . يشير إلي أن الإسراف عادة متأصلة لدي الشعب المصري وهناك ارتفاع في نسبة استهلاك المصريين من الخبز والنشويات لانها الأقل أسعارا بالمقارنة باللحوم والمنتجات الاخري ، كما زادت معدلات استهلاك " الكشري ، الفول ، الطعمية" بعد الثورة وتوقع تراجع حجم الانفاق علي موائد الرحمن خلال رمضان القادم. الجهاد الاكبر ويقول د. عبدالمنعم شحاتة رئيس قسم علم النفس بجامعة المنوفية ان النمط الاستهلاكي للشعب المصري لم يتغير بعد ثورة 25 يناير وما زال يتسم النمط الاستهلاكي للفرد المصري بمعدلات استهلاك عالية ولا تتناسب مع ظروفنا واوضاعنا الاقتصادية ومعدلات دخولنا او شهر رمضان الكريم . ويشير الي ان الشعب المصري يستهلك اكثر مما يحتاج وارجع هذه السلوكيات الي سياسة الانفتاح الاقتصادي والعمل الدعائي الذي جعل الناس تتسابق علي الاستهلاك وكثير من المصريين تخلوا علي عاداتهم وتقاليدهم الاستهلاكية . ويؤكد شحاتة ان المصريين نجحوا في تجاوز الجهاد الاصغر وهو ثورة 25 يناير وتغيير النظام ويتبقي الجهاد الاكبر وهي تغيير سلوكياتنا واذا كنا نريد اصلاحا حقيقيا في البلد فيجب ان نبدأ بانفسنا وعلي كل فرد اصلاح ميزانيته والاستفادة باقصي درجة ممكنة من بنودها ، مشيرا الي ان زيادة استهلاكنا جزء اساسي من ازمتنا الاقتصادية . يضيف ان السلوك الاستهلاكي للمصريين لا يتناسب مع موروثنا الثقافي او الديني وهل من المعقول ان يكون شهر رمضان الكريم الاعلي استهلاكا علي مدار السنة وهو شهر الصوم ، ويلفت الي ان السلوك الاستهلاكي للفرد المصري يقوم علي التباهي بما يشتري ويأكل ويلبس وغيره وليس التباهي بالسلوك والوعي السليم واتباع الشرع الكريم ولذلك فالشعب يفتقد الوعي الشرائي علي عكس ما يحدث في جميع دول العالم حيث يتميز المواطن الغربي بشراء ما يحتاجه فقط وبكميات صغيرة . ويشير الي ان النمط الاستهلاكي احدي المشكلات الاساسية في المجتمع المصري، لافتا الي ان الوعي الشرائي مدخل مهم لترشيد الاستهلاك والانفاق بقدر ما نحتاج وما نريد بحيث يحصل المواطن علي مقدار ما يسد حاجته وخاصة في ظل ارتفاع نسب الفاقد في كل استهلاكنا وتوفير هذا الفاقد سيسهم في سد العجز بالموازنة العامة للدولة التي مازالت تعاني . وأكد شحاتة ان الثورة نجحت في تغيير النظام والمعارضة وصار اي فرد يستطيع المعارضة لاي شيء ويرفض اي قرار ولكن الثورة لم تصل بعد لسلوكياتنا السلبية وهي الاوجب بالتغيير .