قرر المجلس القومى للمرأة برئاسة السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية رئيسة المجلس مساء الإثنين تنظيم حملة توعية شعبية بمناسبة شهر رمضان المبارك قوامها الاعتدال وعدم الإسراف لمواجهة الغلاء وترشيد الاستهلاك. وقد استهلت السيدة سوزان مبارك الحلقة النقاشية بتأكيدها على دور المجلس فى تنسيق الجهود المطلوبة من الأطراف الفاعلة كافةفى المجتمع المصرى مؤكدة أن المرأة المصرية هى ربة منزلها وعماد أسرتها والأكثر معاناة فى موائمة ميزانيتها لمواجهة ارتفاع نفقات المعيشة. وقالت السيدة سوزان مبارك - فى معرض طرحها لقضية السلوكيات والأنماط الاستهلاكية للأسرة المصرية ودورها فى مواجهة ارتفاع الأسعار "إنه يتعين علينا أن نعرف أن مجتمعنا رغم الأزمة الحالية لايزال أسيرا لأنماط استهلاكية وعادات غذائية تحتاج للمراجعة وإعادة النظر خاصة خلال شهر رمضان وأنه لايزال يشهد استمرارا لما يمكن أن نطلق عليه ثقافة "الإسراف والبذخ" بين القادرين فى رمضان وغيره فى تناقض صارخ مع معاناة غير القادرين من ارتفاع الأسعار". جاء ذلك نتيجة للمناقشات التى أسفرت عنها الحلقة النقاشية التى نظمها المجلس بمقره مساء الإثنين بعنوان "نحو أنماط استهلاكية رشيدة للأسرة المصرية لمواجهة الغلاء" بهدف بحث دور المرأة والمجتمع فى التصدى لأزمة ارتفاع الأسعار خاصة مع قرب حلول شهر رمضان الذى يشهد أنماطا استهلاكية غير رشيدة على مستوى الأسرة والمجتمع ومؤسساته. وإزاء ثراء المناقشات وتشعبها وكثرة الأفكار قررت السيدة سوزان مبارك عقد حلقة نقاشية أخرى خلال شهر أغسطس القادم مع الوزراء والمعنيين من الحكومة للتعرف على وجهة نظرهم وطالبت المشاركين فى الحلقة من رموز الحكومة والأحزاب والبرلمانيين والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدنى بتجميع هذه الأفكار وبلورتها ومناقشتها ووضعها في شكلها النهائى تمهيدا لعرضها على المسئولين خلال الحلقة القادمة لكى تتضافر الجهود تجاه مواجهة الأنماط الاستهلاكية غير الرشيدة بما يعظم من عائد جهود هذه المواجهة. وأكدت السيدة سوزان مبارك - فى معرض مشاركتها مع الحضور فى مناقشة قضية ترشيد الاستهلاك - أن هذه الحلقة تكتسب أهمية بالغة لتعلقها بقضية صارت فى صدارة اهتمام الأسر المصرية وهى قضية الغلاء وارتفاع الأسعار بصفة عامة وأسعار السلع الغذائية بوجه خاص موضحة أنه مما يضاعف من أهمية هذه الحلقة وهذه القضية اقتراب شهر رمضان بما يشهده من أنماط استهلاكية تؤدى للمزيد من ارتفاع الأسعار ومن الضغوط والمعاناة على الأسر المصرية خاصة محدودة الدخل. وأشارت السيدة سوزان مبارك رئيس المجلس القومى للمرأة إلى أبعاد الأزمة الحالية للاقتصاد العالمى بداية من انهيار سوق الرهن العقارى الأمريكى وتراجع توقعات نمو الاقتصاد الدولى وتزايد معدلات التضخم والارتفاعات غير المسبوقة فى أسعار البترول والسلع الغذائية الأساسية. وقالت "نعلم جميعا أن تداعيات هذه الأزمة العالمية امتدت فى الدول المتقدمة والنامية على السواء وإن كانت الدول الأقل دخلا هى الأكثر تأثرا بها" مشيرة أن الأممالمتحدة والبنك الدولى وصندوق النقد الدولى توقعوا استمرار هذه الأزمة لسنوات نتيجة لاستمرار المضاربات على أسعار الغذاء والطاقة واستمرار العوامل الاقتصادية والبيئية التى أدت إلى الأزمة الراهنة. ودعت السيدة سوزان مبارك المشاركين فى الحلقة النقاشية للاستماع لتقرير الاجتماع الذى عقده المجلس القومى للمرأة فى الأسبوع الماضى حول هذه القضية الهامة الذى قدمته الدكتورة أمينة الجندى عضو المجلس واستهلته قائلة إن القضية الأساسية هى تغيير السلوكيات الاستهلاكية العامة والخاصة خلال شهر رمضان بما يتلاءم وتوجهات الشهر الكريم ويساعد الأسرة المصرية على مواجهة احتياجاتها فى ظل ارتفاع الأسعار وندرة الغذاء محليا وعالميا. وأشارت فى التقرير أنه تم التركيز خلال مناقشة هذه القضية على خمسة عناصر تمثلت فى البذخ والإسراف المقترنان بالمناسبات الخاصة والدعوات الاحتفالية الرمضانية العامة والخاصة التى يقيمها الأفراد والمؤسسات والشركات والهيئات وتتسم بالإسراف والاستفزاز خاصة مع أزمة الغذاء العالمية والمحلية وعدم إرهاق ميزانية الأسرة والمحافظة على اللياقة الصحية والبدنية مع تقدير السلوكيات المتعلقة بالعادات والتقاليد الاجتماعية والتعريف بالبدائل الغذائية المناسبة التى تلبى الاحتياجات الأساسية للفرد من الغذاء وتتلاءم مع مختلف القدرات الاقتصادية للأسرة والحد من الاستهلاك يؤدى بالتبعية إلى عدم تسارع زيادة الأسعار. (أ ش أ)