أثبتت أزمة تكدس المعتمرين المصريين بمطار جدة والتي تفجرت خلال الأيام القليلة الماضية أن العلاقات المصرية السعودية قوية ومتينة.. ولم ولن تتأثربمثل هذه الهفوات الصغيرة التي حاول البعض من خلالها الاصطياد في الماء العكر وتسييس الأمور رغم أن هذه الأزمة لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالسياسة بل هي أزمة طبيعية تحدث عادة كل عام خاصة في مواسم ذروة الحج والعمرة. خلال اليومين الماضيين بدأت بوادر انفراجة في أزمة المعتمرين المصريين المتكدسين بمطار جدة بعد إلغاء الكثير من رحلات الخطوط السعودية.. حيث تم توفير طائرات إضافية وتكثيف الرحلات للخطوط السعودية من جدة الي القاهرة لنقل المعتمرين الذين زاد عددهم خمسة آلاف معتمر.. جاء ذلك بعد تدخل الأمير خالد الفيصل امير مكةالمكرمة واجتماعه بمسئولي الخطوط السعودية والطيران المدني وتكليفهم ببذل جميع الجهود لإعادة المعتمرين المتكدسين الي مصر.. ورغم بدء انفراج الازمة إلا أن المعتمرين اشتكوا من طول الانتظار في مطار جدة وتعرض الكثيرون منهم خاصة كبار السن للإغماءات والتعب نتيجة للزحام.. وقد بذلت العديد من الجهات المصرية والسعودية جهودا كبيرة لمواجهة الأزمة ومحاولة حلها وتكثيف رحلات إعادة المعتمرين.. وكانت صالات مطار جدة قد شهدت خلال الأيام الماضية تكدسا شديدا للمعتمرين وسط زحام شديد بصالات الانتظار نتيجة للزيادة المستمرة في تدفق المعتمرين وقد اصيبت أعداد كبيرة من المعتمرين بحالات الإغماء والأعياء الشديد من طول الانتظار والأعطال المنقطعة بأجهزة التكييف بالصالات والحرارة الشديدة خارجها. في البداية يؤكد سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة أحمد بن عبدالعزيز قطان أن العلاقة بين محاولات الوقيعة بين الشعبين لن تفلح مهما ارتفعت وتيرة الشائعات والأقول المغرضة عن سوء معاملة المعتمرين المصريين في مطار جدة والإدعاء بتعمد إساءة مسئولي المطار للمصريين انتقاما من الثورة ومحاكمة الرئيس السابق. خاصة أنها أكاذيب وافتراءات.. مشيرا الي أن ما حدث من تكدس لأعداد المعتمرين المصريين لم يكن الأول من نوعه فقد تكرر أكثر من مرة في السنوات الماضية في عهد النظام السابق.. وأرجعه الي تراكم أعداد المتخلفين عن العودة من مواعيد العمرات السابقة قبل شهر رمضان والذين كسروا مدة التأشيرة المحددة في جوزات سفرهم وبقوا في المملكة حتي قدوم الشهر الكريم ورغبوا في العودة مع قدوم عيد الفطر. ويوضح قطان أنه يتم الآن الاتصال بمكتب وزيري السياحة والطيران المدني لعقد اجتماع لمعرفة أسباب تلك الأزمة المتكررة التي يتعرض لها المعتمرون المصريون وذلك لوضع حلول عاجلة يمكن تداركها في المستقبل من خلال التنسيق بين البلدين لافتا الي أن أسباب تلك الأزمة كانت بسبب عدم التزام بعض المعتمرين بمواعيد الرحلات إلي جانب إصرار البعض علي حمل كميات كبيرة من الحمولة الزائدة عن الحد الأمر الذي أدي إلي تعطيل السيور بالإضافة إلي تضاعف أعداد المصريين الراغبين في العودة مشيراً إلي أن السفارة قامت بمنح تأشيرات لعدد 220 ألف معتمر فقط في شهر رمضان، بينما وصل العدد إلي أكثر من 600 ألف.. ويشير قطان الي اهتمام القيادات المصرية ممثلة في كل من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ونائبه الفريق سامي عنان ورئيس مجلس الوزراء د.عصام شرف بحل مشاكل المصريين بشكل عاجل مما جعلهما علي اتصال دائم به للتنسيق في حل الأزمة مع المسئولين السعوديين في وزارة الخارجية ومطار جدة وهو ما حدث بالفعل. اتصالات مصرية سعودية وعلي صعيد وزارة السياحة يؤكد اللواء هاني وديع وكيل أول وزارة السياحة لقطاع الرقابة علي الشركات أن الازمة في طريقها للحل النهائي بعد الاتصالات المكثفة بين عدة جهات مصرية وسعودية.. مشيرا الي أن هناك متابعة علي مدار الساعة من وزير السياحة منير فخري عبد النور لتداعيات الأزمة واحوال المعتمرين المصريين بمطار جدة.. كما أن هناك عدة اجراءات اتخذتها بعثة وزارة السياحة المتواجدةبمكةالمكرمة والتي يشرف عليها عبدالعزيز حسن وكيل الوزارة للرقابة علي الشركات وذلك للعمل علي راحة المعتمرين وتمكينهم من مواجهة الأزمة.. ويوضح اللواء هاني وديع أن أهم هذه الإجراءات هي الاتفاق مع الوكلاء السعوديين علي البدء في تفويج المعتمرين من مكة الي مطار جدة وعدم توجه المعتمرين إلي المطار الا قبل موعد الرحلة بحوالي 8 ساعات فقط بالتنسيق مع الخطوط السعودية لمنع الزحام والتكدس بصالات المطار وتنظيم رحلات العودة ومنع تفاقم التكدس بالمطار.. كما قررت الخطوط السعودية تحمل نفقات الاقامة الاضافية للمعتمرين المتأخرين عن مواعيد عودتهم في