تتحول البنوك العاملة بالسوق غدا لتدعيم أداء البورصة المصرية وذلك عن طريق خطط دفاعية أعدت لها هذه البنوك للدخول وشراء الأسهم لتعويض أي خسائر قد تتيح عن عمليات تسييل للمحافظ الاستثمارية للأفراد والمستثمرين الأجانب في أول يوم عمل للبورصة المصرية عقب فترة من إيقاف التداول زادت عن الشهر وبدأت منذ اندلاع ثورة 25 يناير. وكان عدد من البنوك قد دعا المواطنين والمؤسسات المالية إلي دعم البورصة بالاكتتاب في وثائق صناديقها وذلك لمواجهة عمليات البيع المتوقعة من جانب المستثمرين الأجانب، ومن أبرز هذه البنوك البنك الأهلي المصري الذي أعلن أيضا تقديم مجموعة من التسهيلات تتمثل في جعل الحد الأدني للاكتتاب هو 100 جنيه مصري مع تنازل البنك عن العمولة. كما أعرب بنك مصر عن نيته في الدخول لدعم البورصة عن طريق صناديق الاستثمار التابعة له فور معاودتها النشاط اليوم. وأكدت د.سوزان حمدي المدير العام ورئيس الإدارة المركزية لصناديق الاستثمار ببنك مصر أن البنك اتخذ عدة خطوات من شأنها تدعيم أداء البورصة المصرية اليوم أبرزها تقليل الحد الأدني للاستثمار بالوثيقة، وإعفاء العملاء من عملات الشراء، كما أتاح البنك إمكانية الحصول علي طلبات الشراء كل يوم. وأضافت أن البنوك تسعي إلي تدعيم أداء البورصة قدر المستطاع وذلك عن طريق التدخل للشراء لمواجهة أي عمليات تسييل متوقعة للمحافظ الاستثمارية بالبورصة. وأكدت د.سوزان حمدي أن هناك فرصاً واعدة للاستثمار في أسهم قطاعات معينة، كما أن هناك أسهما لشركات ذات أداء قوي وهو الأمر الذي يعد فرصة للاستثمار في هذه الأسهم مشيرا إلي أن البنوك خصصت مبالغ مالية للتدخل والاستثماري البورصة فور معاودتها النشاط اليوم. يري محمود نجم، مساعد مدير عام الاستثمار بالبنك المصري لتنمية الصادرات، أن قرار فتح البورصة، يجب أن يكون مدروسا أفضل من ذلك لأن إعادة فتحها خلال هذه الفترة سيؤدي إلي نتائج سيئة تعكس الحالة النفسية للمتعاملين لأن كل المؤشرات والدلائل تؤكد أن الأوضاع في مصر غير مستقرة سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي والأمني بخلاف الاضطرابات وعدم الاستقرار التي تعاني منها بعض المصانع والشركات. ويستبعد نجم، قدرة البنوك علي القيام بدور لدعم البورصة خلال هذه المرحلة، مؤكدا أن الوقت غير كاف لكي تقوم البنوك بدورها فمن المتوقع تشهد البورصة إقفال سريع في ضوء توقعات بانخفاض المؤشر. ينصح كريم هلال رئيس شركة سي أي كابيتال المتعاملين بالبورصة بضرورة التأني وعدم الاتجاه للبيع وتسييل المحافظ الاستثمارية التابعة لهم بالبورصة دون حاجة لذلك، ويؤكد أنه ينبغي أن يقوم المتعامل بالبيع علي قدر حاجته فقط. ويضيف أنه من الواضح وجود حس وطني عال لدي الجميع حيث يعتزم عدد كبير من المواطنين والهيئات الدخول لدعم البورصة وشراء الأسهم. ويري هلال أن البورصة كانت في حالة تراجع قبل ثورة 25 يناير وخسرت نحو 22% وبالتالي ينبغي ألا يكون سلوك المتعاملين نحو البيع ولكن لابد أن يبيع من يحتاج لسيولة فقط. ويتوقع كريم هلال أن تحدث ضغوط علي البيع في أول يومين لعمل البورصة المصرية منذ إغلاقها وذلك لأن أموال المستثمرين ظلت ساكنة لمدة تزيد علي الشهر، وبالتالي تحدث عمليات بيع، ولكن ينصح المتعاملين بالتريث والبيع قدر الحاجة للمحافظة علي السوق.