لم أتخيل أن تنتهي "غضبة الشباب" بإسقاط النظام البطء في اتخاذ القرار كان من خصائص مبارك لتجنب المشكلات قلت للسادات "أي حزب يولد من رحم السلطة لن ينجح" عمر سليمان من الشخصيات المحترمة التي يصعب أن يحترق ورقها سيناريو التوريث أحد الأسباب التي قادت إلي الثورة أقول للإعلام الحكومي: كنتم مثلا سيئا للأجيال الجديدة بعد انقلابكم من النقيض للنقيض أقول لمبارك: اتخذت القرار السليم وعزاؤك خدماتك للوطن وأتمني أن تهنأ بما تبقي من حياتك جيل الحزب الوطني لم يكن يعرف السياسة ولا يجيد سوي الاحتكار والهيمنة اختفي المستشارين الحقيقيون للرئيس فاشتعلت الثورة من الشخصيات التي تم حجب وجهات نظرها السياسية لسنوات طويلة رغم ارتباطها بكثير من الأحداث بصورة قد لا تجعل الجيل الحالي يعرفه عن قرب.. إنه منصور حسن وزير الاعلام والثقافة الاسبق الذي ظهر لاول مرة علي شاشة التليفزيون المصري وتحدث في برنامج "من قلب مصر" للإعلامية لميس الحديدي ووصف الشباب وثورة 25 يناير بأنه حدث تاريخي أعاد لمصر مكانتها إقليمياً ودولياً وفي ذاكرة التاريخ.. وقال إن الأهم في الفترة القادمة هو مواصلة الاصلاح بالتعاون مع القوات المسلحة التي لم يثبت التاريخ أنها لم تف بوعودها يوماً ما وقال منصور إن غياب المستشارين الحقيقيين للرئيس مبارك عرضه لمأزق كبير خلال الأيام الاخيرة في حكمه خصوصاً بعد خروج الدكتور أسامة الباز معتبراً أن القرارات التي اتخذها مبارك خلال الايام الاخيرة كانت متأخرة جداً وساهمت علي نحو كبير في تأجج الموقف وقال منصور أن سيناريو التوريث ورغم أنه يعتقد وبحسب وجهة نظره أن الرئيس مبارك لم يكن يبارك وجود جمال مبارك في سدة الحكم بالاضافة إلي وجوه الحزب الوطني صاحبة الفكر الجديد التي لا تجيد السياسة وتجيد الاحتكار والهيمنة وهو ما أسهم في إنهاء النظام. وقال منصور إن من أهم الدروس المستفادة في الوقت الراهن أن أي حزب يولد من رحم السلطة يوجد به عيوب خلقية ويصعب نجاحه وهو نفس ما قاله للسادات وهو في سدة الحكم قبل أكثر من ثلاثين عاماً. إلي غير ذلك من الحقائق والاحداث التاريخية التي كشف عنها منصور في حديثه للإعلامية لميس الحديدي في برنامجها "من قلب مصر". * هل كنت تتوقع أن المشهد الذي بدأ في الخامس والعشرين من يناير يمكن أن ينتهي بهذه الصورة.. أنا شخصياً أسأت التوقع فقد توقعت أن تكون انتفاضة تظاهرة لكنها لن تنتهي بخلع الرئيس هل كنت تتوقع ذلك؟ ** لم أكن أتصور أن تتحق هذه المعجزة وأني سأري هذه الاحداث أبداً فهي معجزة بكل المقاييس مجموعة من كل الشباب ومن خلال الإنترنت يفكرون في هذه المعجزة في حركة حضارية منظمة ومنسقة ومعبرة وسلمية وتحدث هذا التغيير وأنا شخصيا كنت أتنقل بين الأمل والاحباط لأن المهمة كانت صعبة فلو استطاعوا أن يحققوا إقالة بعض الشخصيات وقتل سيناريو التوريث وتغيير الحزب الوطني فهي أحداث كانت مطروحة مراراً وتكراراً في الصحف الخاصة وليس القومية لكنها لم تكن مسموعة وكان النظام يقول وقتها قولوا ما تريدون وسنفعل ما نريد وبالتالي لم يكن أحد يتوقع هذه النهاية وكل القرارات التي اتخذها الرئيس كانت متأخرة وهذا التأخير كان سبباً في فقد هذه القرارات مفعولها وكانت سبباً في تجدد مطالب أخري. البطء في القرار * دعني أتوقف هنا للحظات وأتحدث عن التأخر يعني التأني وهذه كانت سياسة الرئيس كل الوقت في أيام حكمه؟ ** هذا صحيح وهذه كانت من خصائص مبارك حتي يجنب البلاد بعض المشاكل لكن في النهاية كانت هناك مواقف تقتضي سرعة اتخاذ القرارات والاستجابة لابد أن لا يكون هناك تباطؤ ولا تسرع وهذه من الصفات التي يجب أن تولد مع القائد مثلاً أول خطاب ألقاه الرئيس مساء جمعة الغضب وأعلن فيه تغيير الحكومة كان خطاباً مخيباً للآمال فهي استجابة لمطلب صغير لم يكن أحد أهداف الثورة ثم تم تعيين نائب لرئيس الجمهورية رغم أنه مطلب ظل يطالب به علي مدار ثلاثين عاماً وكان يلاقي بالتأخير وأعتقد انه اتفق مع النائب أن يتولي المسئولية حتي تنتهي ولايته