في استطلاع أجراه بنك الاستثمار البريطاني "انفيسكو لإدارة الأصول"، والذي شمل ما يفوق مائتي مستثمر من دول الخليج، يتنوعون ما بين صناديق ثروات سيادية ومستشارين في بنوك استثمار، خلص الاستطلاع إلي أن 82% يخططون للاستثمار في الأسواق الناشئة، في حين أن 30% يرغبون في الاتجاه نحو الأسهم الأمريكية و14% نحو أوروبا و8% يرغبون قصد اليابان. ومن ثم فهذا يوضح رغبة المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط بتشغيل أموالهم في الأسواق الناشئة بمعدلات تزيد علي الأخري التي يستثمرونها في أوروبا واليابان وكذا أمريكا في خلال السنوات الثلاث إلي الخمس المقبلة، وهذا هو منهج معظم مستثمري البلدان المتقدمة، خاصة بعد تداعيات الأزمة المالية العالمية الأخيرة، وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية. وأضافت الصحيفة تصريحات ل"نيك تولتشارد" رئيس انفيسكو في منطقة الشرق الأوسط حيث تدير مؤسسته قاعدة عريضة من الأصول في المنطقة تقدر بنحو ألفي مليار دولار، قال فيها إن هناك طلبا ملفتا للغاية علي الأسواق الناشئة، وربما يكون ذلك له علاقة بتنوع الأصول علي مستوي عالمي، كما أوضح الاستطلاع أن المستثمرين في الكويت والامارات يفضلون الأسهم العالمية، في حين أن المستثمرين في السعودية والبحرين يفضلون الأسهم المحلية بقوة مع البعد عن صناديق التحوط. ويعلق أحمد زينهم مدير شركة تي. إم. تي للاستشارات المالية موضحا أن عدم وضوح الرؤية، وغياب الاستقرار من شأنهما دفع بنوك الاستثمار العالمية والمستثمرين إلي إعادة النظر في تخصيص أصولهم، وستشهد المرحلة المقبلة العديد من التحولات تجاه الاسواق الناشئة، خاصة في ظل الثقة التي اكتسبتها من جانب المستثمرين الأجانب بل والعرب، وستكون هذه التحولات تدريجية ومستمرة. وقال إنه كان من المتوقع أن تعاني الأسواق الناشئة أكثر من غيرها خلال الفترة الماضية من الأزمة العالمية الأخيرة بسبب علاقاتها التجارية والمالية مع الأسواق المتقدمة والأجنبية، حيث تراجعت الصادرات في الربع الأخير من العام قبل الماضي بمعدل النصف في معظم الدول الآسيوية، فضلا عن انخفاض تدفقات رأس المال إلي الأسواق الناشئة بصورة كبيرة مع محاولة البنوك الأجنبية تخفيض مديونيتها، إلا أن أداء تلك الأسواق في الواقع خالف التوقعات مما دعم الاتجاه إليها، وجعلها محل أنظار العديد من المؤسسات وبنوك الاستثمار علي مستوي العالم. يذكر أن انفيسكو تدير منتجات استثمارية مختلفة من أنواع الأصول، فيا بين سندات إلي أسهم والاستثمارات البديلة مثل العقارات والاستثمارات المباشرة، ويعود تاريخ انفيسكو في إدارة الأصول إلي عام ،1871 وتمت إعادة هيكلة الشركة في سنة 1997 وهي مجموعة انفيسكو الحالية لإدارة الصناديق.