شهدت صناديق السندات في الأسواق الناشئة أكبر تدفق خلال الأشهر الأربعة الأولي من العام الجاري، وهذا يعد رقما قياسيا، مقارنة بما تحقق منذ خمسة أعوام، حيث بلغ مقدار التدفقات الداخلة من يناير 2010 وحتي ابريل الماضي نحو 3 .15 مليار دولار، فيما بلغت النسبة التالية 7 .9 مليار دولار منذ خمسة أعوام، كما جاء في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، وفقا لابحاث صناديق استثمار الأسواق الناشئة . وقالت الصحيفة إن مؤشر جي بي مورجان القياسي للسندات السيادية في الأسواق الناشئة شهد تراجعا في الفروق علي سندات الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي إلي أدني مستوي لها منذ نهاية عام ،2007 حيث تراجعت من اعلي مستوياتها، البالغ 865 نقطة أساس في اكتوبر ،2008 إلي 258 نقطة أساس، رغم أن هذا المستوي مازال أعلي بكثير من أدني مستوي بلغته، وهو 148 نقطة أساس في يونية ،2007 قبل تداعيات ازمة الائتمان العالمية الاخيرة . ويشير نايجل ريندل الخبير في رويال بنك أوف سكوتلاند في الصحيفة إلي أنه يزداد اصدار السندات من قبل الأسواق الناشئة بسبب شدة الاقبال عليها وعلي ديونها، ومن ثم لا يعد هذا أمرا عجبيا، وفي المقابل تم سد باب أسواق السندات أمام اليونان، في حين قامت بلدان مثل روسيا ومصر بطرح سندات في الاونة الاخيرة، حيث تم تسعير السندات الدولية التي اصدرتها روسيا بمبلغ 5 .5 مليار دولار بشكل عال جدا، رغم أن هذا هو أول اصدار سيادي لها وقت أن عجزت عن السداد منذ اثنتي عشرة عاما . ومن جانبه قال، الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار أن صناديق الاستثمار في السندات ذات عدة أنواع، ولكل نوع ميزته، ومنها صناديق للاستثمار في السندات الحكومية، وتقوم بالاستثمار في السندات الحكومية ذات الاجال المختلفة، وهناك صناديق للاستثمار في سندات الشركات، وهدفها الاستثماري تحقيق أعلي مستوي من الدخل عن طريق الاستثمار في سندات الشركات ذات الاجال المختلفة، بالإضافة إلي صناديق للاستثمار في السندات المتنوعة الحكومية وسندات الشركات، وتوجد صناديق السندات العالمية، وتستثمر في السندات المصدرة من دول مختلفة . ويضيف قائلا إن هناك صناديق السندات ذات العائد المرتفع ونسبة المخاطرة المرتفعة، وتقوم بالاستثمار في سندات الشركات ذات العائد المرتفع ونسبة المخاطر المرتفعة، ويتم عادة تقييم هذه السندات بدرجة ائتمانية اقل من ناحية الجودة أو يتم تصنيفها علي أنها سندات مضاربة، وهناك صناديق الاستثمارات ذات الدخل الثابت، وهي الصناديق متوسطة وطويلة الاجل، وتهدف أساسا إلي تحقيق عائد علي الوحدة المصدرة من الصناديق أو علي وثيقة الاستثمار أعلي من العائد المحقق من وديعة بنكية بنفس الاجل، وتتدرج تلك النوعية من الصناديق تحت بند الصناديق المتوسطة والطويلة، وتقتصر استثماراتها علي السندات وأدوات المديونية الاخري . ويوضح أحمد زينهم مدير شركة تي إم تي للاستشارات المالية، خبير أسواق المال أن الاسواق الناشئة كانت اقل تأثرا بالازمة المالية العالمية الاخيرة من دول الأسواق المتقدمة، مما كان يبدو محتملا في مطلع العام الماضي، فالدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل الصين والهند واندونيسيا لم تقع في الركود، بل عانت فقط من تباطؤ النمو، كما شهدت البرازيل ودول النمور الاسيوية تراجعا في الناتج ولكنه ارتفع بعد ذلك، إلا أن هذا النمط كان متغيرا، حيث عانت دول البلطيق من الكساد، وعانت المكسيك بسبب اعتمادها علي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان شرق أوروبا أكثر تضررا من آسيا، وعانت الدول الافريقية اكثر من الدول الآسيوية متوسطة الدخل . ويضيف ان فقدان الناتج في الاسواق الناشئة منذ ثلاثة أعوام كان أكبر إلي حد ما عما كان عليه خلال الازمة الآسيوية عام 1997 ،1998 ولكن اقل من المتوقع واقل بكثير من الانخفاض في الناتج المحلي الاجمالي العالمي، واستفادت الاسواق الناشئة من برامج الحوافز الاقتصادية الخاصة بها ومن النشاط في السياسية العامة في الدول الغنية، حيث هدأت عمليات الانقاذ وتخفيف السياسة النقدية في الدول الغنية من الذعر المالي في جميع أنحاء العالم وساعدت علي زيادة الرغبة في صادرات وأصول الاسواق الناشئة، إضافة إلي ذلك أسست بعض الدول النامية احتياطيات نقد أجنبي كبيرة بعد الازمة الآسيوية التي وفرت لها بعض الحماية . ويوضح كريم عبدالعزيز مدير صناديق الأسهم بشركة الاهلي لإدارة صناديق الاسثتمار أن صناديق الاسثثمار تلعب دورا مهما في الاسواق الناشئة، وفي أكثر الاسواق يتمثل في توفير فرصة استثمارية جيدة للمستثمرين ذوي المدخرات المحدودة، لعدم امكانية استثمارهم في الاوراق المالية، بسبب عدم كفاية مدخراتهم لشراء مجموعة من تلك