أسعار الخامات أشبه "بلعب القمار".. الرابح فيها خاسر إيهاب المسيري: استوردنا 6 آلاف عامل من بنجلاديش جمال أبوالعلا: العامل المصري لا يشعر بالأمان في مصنعه يوسف معوض: نعمل في الأعياد والإجازات بدون أجر إضافي حمادة القليوبي: حجم الاستثمار في صناعة المنسوجات 40 مليار جنيه والعائد منها في القطاع العام 2،3 مليار جنيه بينما لا يزيد علي 3% علي حجم المبيعات في القطاع الخاص أشرف الششتاوي: لابد من تدخل جهة ما لمعرفة سبب ابتعاد العمال عن المصانع بالرغم من ارتفاع نسبة البطالة بالبلد جمال أبوالعلا: العامل يعاني من تدني الأجور وساعات العمل الطويلة وعدم التمتع بالإجازات خطر محدق يحيط بصناعة من الصناعات العريقة المصرية والتي ارتبطت لفترة ليست بالقصيرة بشهرة مصر بزراعة القطن طويل التيلة إنها صناعة الغزل والنسيج والتي اتخذت من مدينة المحلة معقلا لها منذ أكثر من مائتي عام، ولا يعرف تحديدا سر ارتباط المدينة وشهرتها بتلك الصناعة فالبعض يرجعه إلي رطوبة مناخ المدينة مما كان له أثر جيد علي فتلة القطن، والبعض الآخر أرجعه لنجاح بعض العائلات في تلك الصناعة وحذو عائلات أخري حذوهم مما جعل الصناعة تتمركز بتلك المدينة. وبمرور الأعوام نجد مدينة المحلة الكبري تعاني وتصارع هي والقائمون علي صناعة المنسوجات من الخطر الذي بات يهددهم بإغلاق مصانعهم ليشبهوا حالهم بمريض السرطان الذي يأس الأطباء من علاجه وينتظر الموت كل يوم "الأسبوعي" تجول داخل المنطقة الصناعية بالمحلة ليتعرف علي المعوقات التي يعاني منها أصحاب قطاع المنسوجات وكيف وصل بهم الحال إلي الخوف من إغلاق مصانعهم وإفلاسهم وبالتالي انهيار الصناعة المصرية العريقة معهم. صناعة مهاجرة بذلك الوصف بدأ حديثه المهندس محمد إيهاب المسيري رئيس لجنة الجمارك باتحاد الصناعات، حيث صرح بأن صناعة المنسوجات والملابس الجاهزة بطبيعتها صناعة مهاجرة موضحا أن بدايتها كانت في انجلترا ثم اليابان وهونج كونج وبنجلاديش وأشار إلي أن مصر في طريقها إلي الرخاء النسبي ومن ثم سوف تهاجر الصناعة منها هي الأخري، بينما أوضح حمادة محمد القليوبي رئيس جمعية المستثمرين بالمحلة، أن أهم المعوقات التي تمر بها الصناعة تتمثل في المنافسة غير العادلة بين مصر ودول شرق آسيا وبالأخص الصين والهند وباكستان وسيريلانكا وتركيا. وأوضح أن الخوف الكبير يأتي من الهند والصين لارتفاع نسبة تعداد سكانهم حيث يعمل بقطاع المنسوجات في الصين ما يقرب من 60 مليون عامل وفي الهند 35 مليون عامل لدرجة أن الهند توجد بها وزارة مخصصة لصناعة المنسوجات، وفي مقابل كل تلك الأعداد ينزح العمال المصريون للعمل في مجال السياحة أو قيادة التوك توك، ويذكر القليوبي ثاني هذه المعوقات والذي يتمثل في التهريب من خلال الترانزيت والمناطق الحرة العامة والخاصة ويليهما السماح المؤقت والمعروف "بالتلي باك" وأوضح أن مستوي التعليم الفني لا يؤهل العامل بدرجة كافية ليصبح عاملا محترفا ليستطيع مواكبة الأسواق ومتطلباتها. قال حمادة القليوبي إن حجم الاستثمارات الموجودة بصناعة المنسوجات يصل إلي 40 مليار جنيه والعائد من الصناعة في القطاع العام يبلغ 2،3 مليار جنيه وهو ما يعني الخسارة بينما تأتي نسبة العائد في القطاع الخاص بمعدل 3% علي صافي الربح، وطالب القليوبي بضرورة تطوير التعليم للنهوض بمستوي عمال المنسوجات الذين يبلغ عددهم الآن مليون عامل يعمل 850 ألفا منهم في مجال الحياكة، وأشار إلي ضرورة المرونة في الدعم الموجه وأن يصبح متغيرا حسب متطلبات السوق. أوضح أن الدعم يمكن أن يكون في ثلاثة أشكال إما مشاركة الدولة في رأس المال أو تخفيض الفوائد علي المصدر وإعادة جزء من الضرائب، وطالب بتفعيل دور المجلس الأعلي للصناعات النسيجية لحل المشكلة، وأكد القليوبي أمام كل مصنع يتم إغلاقه بمصر يتم إنشاء مصنع آخر جديد في الهند وتركيا.