فكر جديد.. يعد من الشعارات الحديثة التي رفعها الحزب الوطني الديمقراطي في السنوات الاخيرة الماضية التي استطعت ان استخلص من خلالها المنهج الذي سيتخذه الحزب خلال السنوات المقبلة وهو إيجاد فكر جديد والذي لن يتوافر بالطبع إلا لدي الشباب وبالشباب، لأنهم عماد المستقبل. ولقد صادفت في حياتي العديد من نماذج الشباب المنضمين للحزب الوطني فمنهم من كان غير فعال وغير مهتم ومنهم من استفاد من ورائه ولعلني لن انسي تلك النماذج التي تغير حالها عندما انضموا للحزب خاصة ان التغير اصبح جليا ولن انسي ذلك الشخص الذي كان لا يتعدي ال 27 عاما ويعمل مدرسا برياض الاطفال قدم من محافظته في الوجه البحري إلي القاهرة ليبحث عن وظيفة افضل وانضم إلي الحزب الوطني ولم تمر سنة إلا واصبح مذيعا بإحدي الاذاعات المصرية وفي حالة مادية ميسورة جدا هو وأصدقاؤه. خطوة جيدة وعلي الرغم من تجديد شعار الحزب الوطني ليصبح من "أجلت انت" إلا أن يظل شعار الفكر الجديد يظل هو المؤثر كما يري المهندس محمد صبري أمين الشباب بالحزب الوطني في محافظة الاسكندرية وعضو لجنة الشباب بأمانة السياسات حيث يقول "إن منهج تشبيب الحزب الوطني يعد خطوة جيدة كما انه يعد منهجا مجديا فحزب بلا شباب كحزب بلا إنتاج وبالتالي بلا هوية خاصة أن أي حزب في حاجة للشباب من الناحية السياسية والاقتصادية. وان الحزب الذي لا يضخ دما جديدا سيأتي عليه يوم لن يجد فيه الجيل الجديد، فالحزب عبارة عن تنظيم سياسي يدفع للحفاظ علي نظم السلطة وهذا الحفاظ سيتم من خلال مرشحي الحزب والذي حدد أعمالهم جمال مبارك أمين السياسات بالحزب بحيث لا يتعدي عمرهم ال 40 عاما كما يعد عام 2002 هو بداية لانطلاقة الفكر الجديد، ويوضح المهندس محمد صبري أن عضوية الشباب في محافظة الاسكندرية أصبحت تزيد علي 100 ألف عضو ويتم تحديث العضوية لمعرفة من هو فعال ومن هو غير فعال. إحداث التوازن بينما يعترض احمد الجندي أمين شباب القاهرة بالحزب الوطني علي كلمة تشبيب الحزب الوطني مبررا بقوله: "لا يوجد ما يدل علي انه تم تشبيب الحزب، بل ما يحدث هو إيجاد توازن ما بين الخبرة والشباب وما يفعله الحزب هو اجتذاب الشباب". ويضع احمد الجندي نسبة لعدد الشباب الاعضاء في الحزب الوطني بالقاهرة حوالي 65% من إجمالي العضوية الحزبية موضحا أنه عندما يتم عمل تحديث كل عامين علي مستوي الوحدات الحزبية لا يتم حذف من يبتعد عن الحزب. ويعتقد محمد هيبة أمين شباب الحزب الوطني ان التحاق الشباب بالحزب الوطني جاء نتيجة لايمانهم بأن الطريق مفتوح ولا يمكن ان يكون دافعهم هو الجري وراء المصالح الشخصية فمن خلال الانتخابات التي تمت نجد أن عدد الشباب الذي تقدم إلي الترشيح وصل إلي ما يقرب من 200 ألف شاب من سن 18 سنة إلي 25 سنة ومعظمهم من طلاب الجامعات والمنتديات والخريجين، وفوز الشاب الذي يبلغ من العمر 25 عاما في محافظة بورسعيد بمنصب رئيس مجلس محلي اكبر دليل علي عدم تدخل أي شخص في ذلك وأن للشباب مكانا بيننا أما عن عدد الكوادر الشابة المنضمة للحزب من القاهرة فهي اكثر من "125" ألفا ولم ينضموا إلا بعد اقتناع بأن الحزب يقدم خدمات حقيقية قد تصل لمن ليس في الحزب ايضا. المصالح.. أم الانتماء ومن الطبيعي ان يختلف دافع كل شاب عن الآخر للانضمام للحزب الوطني نتيجة اختلاف ميولهم وأهدافهم أو لربما "مصالحهم" فكان ذلك السبب الذي دفع دينا رياض 24 سنة من محافظة الشرقية للانضمام للحزب، وكما توضح "لقد علمت أن الحزب تكونت عنه صورة سلبية نوعا ما فأردت ان اكتشف وأعلم عن قرب ما السبب فاما عدم اختياري للانضمام لأي حزب آخر هو أن المعارضة لا صوت لها وأقوم الآن بالعمل ضمن فريق للعمل التطوعي وكله من الشباب الذين يحظون بروح التعاون ولم أستغل الحزب في أية مصلحة لي علي الاطلاق". أما محمد مدكور "20 عاما" طالب بكلية الآثار جامعة القاهرة فكان دافعه كما وضحه هو الأنشطة والرحلات التي تقام بصفة دائمة فهو من محبي المشاركة في مثل هذه الأنشطة والترفية أيضا. والأهم هو كسب علاقات عامة والتعرف علي جميع المناصب وهذا لا يعد خطأ وإنما ضرورة "كما أنني أشارك في إدارة جمعية خيرية" ويضيف "لا يوجد في الحزب عضو فعال أو غير فعال لأنني منقاد تحت رئيس المجموعة هو الذي يبتكر ونحن ننفذ ما يقوله". أما بالنسبة لحازم الهنداوي 26 عاما من محافظة الاسماعلية الذي انتهي مؤخرا من تقديم أوراقه للحزب من أجل الانضمام اليه فيوضح قائلا: "إنني قررت الانضمام للحزب الوطني وذلك لانه حزب الشباب خاصة بعدما تخلص من كوادره القديمة كما أنني كنت عضوا في أحد الأحزاب المعارضة من قبل إلا انني اكتشفت انهم لا يحققون شيئا سوي مصالحهم الشخصية فقط وأتمني أن احقق كياني مثلما فعل كثير من اصدقائي عندما انضموا للحزب". مشاركة سياسية يقول الدكتور علي زين العابدين 32 عاما بكلية الزراعة وعضو بالحزب الوطني وعضو بجمعية جيل المستقبل من محافظة الجيزة: "فضلت ان أشارك سياسيا فهذا ضروري لكل مواطن واخترت الحزب الوطني لأنه الحزب الحاكم ولا أنكر أنني استفدت من الحزب بشكل غير مباشر عندما خصص لي أرض في مشروع "ابن بيتك" وعندما اخبرت اصدقائي لكي يتقدموا للحصول علي ارض مثلي كان رد فعلهم هو الاستهذاء والاستهتار وذلك نتيجة لفقدان الثقة في الحزب الوطني، ومدعين أن الكثيرين في الحزب يصلون إلي المناصب بسهولة كما قدمت لي جمعية جيل المستقبل الكثير من التسهيلات خاصة في الدورات التعليمية ولم استغل الحزب للوصول لمنصب.