رسالة الكويت - مصطفي عبدالسلام: كشفت قيادات مصرفية عربية وأجنبية بارزة عن انسحاب البنوك العالمية الكبري من تمويل مشروعات البنية التحتية التي يتم إقامتها داخل دول المنطقة وتحتاج لاستثمارات ضخمة وأرجعوا ذلك إلي نقص السيولة الشديد لدي هذه البنوك جراء الأزمة المالية التي عصفت بأسواق العالم منذ سبتمبر 2008. وأكدت هذه القيادات خلال مشاركتها في ملتقي الكويت المالي الذي بدأ أعماله أمس الأول أن البنوك العالمية كانت تمول 60% من تكاليف المشروعات الكبري التي يتم إقامتها داخل دول المنطقة إلا أن هذا الرقم تراجع بشدة عقب الأزمة المالية وتوقع هؤلاء أن تتجاوز قيمة التراجع في التمويل من هذه المؤسسات نحو 100 مليار جنيه. وقالت شيخة البحر نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني انه لا يمكن إنكار مدي تأثر الصناعة المصرفية في منطقة الخليج بشكل مباشر بما حدث في العالم بسبب الدور الذي تلعبه البنوك العالمية في المنطقة. وأضافت أن حجم المشاريع المتوقعة في المنطقة يصل إلي حوالي 2،1 تريليون دولار وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مصادر التمويل التي يمكن أن يتم من خلالها تمويل هذه المشاريع العملاقة. وأوضحت أن الثروات السيادية في دول الخليج تظل دائما في موقع القيادة حيث تقدر حاليا بحوالي 1،2 تريليون دولار مع توقعات بتراكم ثروات تقدر بما بين 500 و800 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. وأشارت إلي ردة الفعل السلبية التي أصابت البنوك الخليجية والتي جعلتها تتردد في التمويل بالشكل المطلوب وهو أمر طبيعي ومتوقع بسبب ما حدث وما تعرضت له اقتصادات المنطقة وقطاعاتها المختلفة. ومن جانبه قال يوسف نصر رئيس بنك "اتش. اس. بي. سي - الشرق الأوسط" إن أحدث الاحصائيات تشير وبوضوح إلي تراجع دور البنوك العالمية في المنطقة حيث قامت بتخفيض محفظتها في الدول العربية بين 50 و70 مليار دولار في ظل توقعات بأن يصل حجم التخفيض إلي 100 مليار في نهاية العام. من ناحيته دافع جان دوراند المدير العام والعضو المنتدب لبنك "بي. ان. بي. باريبا" الفرنسي لدول الخليج عن استمرارية دور البنوك العالمية في المنطقة، مشيرا إلي أن منطقة الخليج كانت ولاتزال من أهم مناطق العالم بسبب مواردها المالية والطبيعية. وأضاف دوراند أن البنوك العالمية لاتزال تنظر إلي المنطقة رغم الأزمة علي أنها من أفضل مناطق الاستثمار في العالم موضحا أن الأسماء والمشاريع الناجحة في المنطقة لاتزال تستقطب اهتمام البنوك الأجنبية وهي دائما راغبة في التعاون معها.