نفي خبراء سوق المال احتمالات تكرار حادث انهيار البورصة في الفترة الحالية أو المقبلة مؤكدين ان ما حدث العام الماضي كان حادثا استثنائيا ولم يكن نتيجة لظروف موسمية. وأوضحوا ان الظروف تغيرت، فعلي المستوي العالمي اظهرت التوقعات تجاوز اقتصاديات الدول الغربية اللازمة المالية العالمية، وانها تمكنت من تجاوز الاسوأ منها. واضافوا ان اداء الاقتصاد المصري يسير نحو الافضل حيث استطاع تحقيق معدلات جيدة للنمو في الوقت الذي حققت فيها اقتصادات قوية انكماشا مؤكدين استبعاد حدوث اي طارئ جديد علي سوق المال اعقاب انتهاء الاجازة. وشددوا علي ان استقرار اسواق المال العالمية وانعكاس هذا الاستقرار علي اداء السوق المصري يؤكد ان الامور سوف تسير نحو الافضل. من جانبه يؤكد د. محمد الصهرجتي خبير صناديق الاستثمار والعضو المنتدب لشركة سوليدير للسمسرة صعوبة تكرار البورصة اعقاب اجازة عيد الفطر المبارك مثلما حدث العام الماضي، مشيرا الي ان ما حدث كان امرا طارئا بسبب الازمة المالية العالمية واعلان افلاس بنك ليمان براذر وما تبعها من تداعيات للازمة. ويري الصهرجتي ان الازمة الاقتصادية العالمية كانت السبب فيما وقع بالاسواق العالمية والناشئة من تدهور، وهي تعد حادثا يصعب تكراره وإن تكررت فلن يكون قبل عشرات السنوات مؤكدا ان الاسوأ من الازمة انتهي امره. واوضح ان ازمة القطاع المصرفي الامريكي والازمة الاقتصادية والتي امتدت آثارها الي دول اوروبا ودول منطقة الشرق الاوسط تم تجاوزها والتوقعات تشير الي ان اقتصاديات هذه الدول نجحت في تجاوز الازمة، بل ان خبراء الاقتصاد اكدوا ان الشهور القادمة والتي تمتد حتي بداية العام القادم سوف تنبيء عن تحسن الاداء الاقتصادي للدول بصفة عامة. وأضاف ان اسواق المال بدأت تتحسن عالميا وسوق المال المصري استطاع محاكاة هذا التحسن وتجاوز حاجز 6700 نقطة. وأوضح د. الصهرجتي ان مؤشرات الاقتصاد علي المستوي العالمي بدأت ببدء تماسك القطاع المصرفي مرة اخري بعد ان كانت هناك مخاطر تمثلت في افلاس بنوك كبري، كما بدأت اسعار اسهم البنوك في التحسن، واستطاعت ان تستعيد ثقة المستثمرين في السوق الامريكي مشيرا الي ان بورصة امريكا استطاعات تجاوز حاجز 9500 نقطة. واستطرد قائلا: ان استقرار البورصات في امريكا والدول الاوروبية وآسيا وتحسنها يعد دليلا قويا علي استقرار الامور في البورصة المصرية وتحقيقها تحسنا هي الاخري نتيجة ارتباط السوق المصري بالاسواق العالمية. وعلي مستوي السوق المحلي اوضح د. الصهرجتي ان مؤشرات اداء الاقتصاد تسير نحو الافضل وهو ما يؤكد استبعاد تكرارا انهيار البورصة مثلما حدث العام الماضي مشيرا إلي انه رغم تراجع معدل النمو الاقتصادي من 7% عام 2007 2008 ليسجل نحو 4% عام 2008 2009 فإن ذلك يعد مؤشرا جيدا علي قدرة الاقتصاد القومي علي استيعاب تداعيات الازمة المالية العالمية وتجاوز الاصعب منها، كما يدل علي الاداء الاقتصادي الجيد والذي مكن من تحقيق معدلات النمو في حين لم تستطع دول كبري تحقيق اي درحة للنمو بل تعرضت اقتصاداتها للانكماش. ويشاركه الرأي د. حمدي مهران عضو مجلس ادارة البورصة سابقا حيث استبعد تكرار احداث انهيار سوق المال والتي جاءت في اعقاب اجازة عيد الفطر العام الماضي مؤكدا انه ليس بالضرورة ان تتكرر الاحداث نفسها. ويري مهران ان العام الحالي يختلف من حيث الظروف والأحداث عن العام الماضي فالسوق بدأ في تجاوز آثار الأزمة العالمية وفي طريقه للنمو. وأوضح ان السوق المصري أصبح مرتبطا بالأسواق العالمية إلي حد كبير وتحسن مؤشرات الاقتصاد العالمي واتضاح الرؤية بالنسبة لها وتجاوز الاسوأ من الأزمة يدفع الي استبعاد تكرار أحداث تراجع البورصة. ويتفق معهم وائل جودة محلل فني وخبير اسواق المال حيث رأي ان تكرار ما حدث من انهيار للبورصة أعقاب اجازة عيد الفطر لن يتكرر موضحا ان العام الماضي تم الإعلان عن افلاس بنك ليمان براذر الأمريكي اثناء اجازة العيد، وكان السوق المصري وقتها مغلقا وكانت الظروف في مجملها طارئة بما تحمله الكلمة من مغزي. واضاف ان إجازة العيد العام الماضي تجاوزت ال10 أيام وهي فترة طويلة نسبيا اما هذا العام فإن الاجازة لن تتجاوز ال3 أيام فقط مؤكدا ان ما حدث العام الماضي كان لظروف استثنائية ولم تكن نتيجة ظروف موسمية تتكرر كل عام. وأوضح ان الأزمة العالمية تسببت في انهيار الاسواق العالمية بنسبة 20% وانخفض السوق المصري بنفس النسبة واستدرك قائلا: ان الظروف الراهنة تؤكد استقرار الأسواق العالمية فلا يوجد ما يدعو إلي تكرار حدوث تراجع لأسواق المال. ويؤكد جودة ان المرحلة الحالية التي تمر بها الأزمة العالمية يمكن وصفها بالهدوء خاصة بعد ان بلغت القاع ونحن في انتظار معاودة اقتصادات العالم في النمو مرة أخري وصعود الأسواق. واستطرد موضحا انه لا يمكن القول بأن الأزمة المالية العالمية انتهت ولكن يمكن التأكيد علي انه لن تقع أحداث أسوأ مما وقع، مؤكدا ان الأزمة وصلت الي مستوي Zero- level أو القاع ومن المفترض ان تبدأ الأسواق في النمو والصعود.