أجمعت آراء الخبراء علي أن ما شهده سوق الأوراق المالية أمس من انهيار حاد لاسعار غالبية الأسهم ليس له أي مبرر سواء علي المستوي الاقتصادي أو السياسي. وأكدوا علي أن هناك اختلافا كبياً بين ما يحدث في البورصات العربية والبورصة المصرية لافتين إلي التباين الكبير بين الظروف التي مرت بها هذه الاسواق وما شهده السوق المصري. وأرجع عدد كبير من الخبراء أهم اسباب الانخفاض في السوق المحلي إلي خوف وقلق وذعر شريحة كبير اًمن الأفراد حديثي العهد بسوق الأوراق المالية الذين يفتقدون للخبرة بطرق وأساليب العمل بالسوق حيث انهم تدافعوا مع أول اختبار حقيقي لسهم علي البيع بصورة عشوائية تسببت فيما حدث. وتوقع الخبراء أن يشهد السوق موجة شرائية عارمة بعدما وصلت الأسعار إلي مستويآت مغرية جداً للشراء لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تصل إليها. أكد وحيد جبر خبير الأورق المالية علي أن ما يحدث في السوق ليس له أي مبرر ولا نعرف لمصلحة من فكل المؤشرات تدل علي أن الأمور تسير في طريقها الطبيعي والصحيح ونتائج أعمال الشركات جيدة للغاية. واضاف ان الهبوط الشديد الذي منيت به الأسواق الخليجية خاصة السعودية والكويتية اثر سلبا علي أداء السوق المصري مستبعداً ان تكون هناك احتمالات لخروج مستثمرين عرب بأموالهم من السوق المصرية والذين يمثلون نحو 30% من اجمالي البورصة المصرية وفقاً للبيانات والمعلومات الواردة من البورصة والهيئة العامة لسوق المال التي لم تشر من قريب أو بعيد إلي خروج مستثمرين عرب وإن كان الأمر لا يخلو من خروج فرد أو اثنين خوفاً علي أموالهم. وأوضح أن هناك حالة من العشوائية والتخبط وعدم الوعي التي سيطرت علي سلوك المستثمرين وكل هذه أمور خطيرة لابد من تداركها والعمل علي علاجها في أقرب وقت. واستبعد جبر أن يكون السوق مقبل علي مرحلة تشبه أحداث 1997 المؤسفة خاصة أن الظروف تغيرت والأحوال لم تعد مثل ما كانت عليه في عام 1997 وهناك تطور حدث في السوق ولا توجد أسباب واضحة بأننا مقبلون علي كارثة خاصة أن هناك استقراراً سياسياً واقتصادياً. وأكد أن الأسهم التي يغلب عليها طابع المضاربة ارتفع أكثر من واللازم جذبت خلفها المستثمرين بصورة عشوائية ولافتة للنظر.. وطالب بأن يكون هناك تفاهم وتشاور فيما بين صناديق الاستثمار والبنوك والبورصة التي هي من المفترض مرآة تعكس وضع الاقتصاد في مصر، وهي شريان من شرايين الحياة الاقتصادية. وطالب جبر بضرورة عقد ندوات ومؤتمرات من قبل الهيئة العامة لسوق المال والبورصة لضرورة توعية المستثمرين وتزويدهم بالخبرة لكيفية التعامل مع السوق في مثل هذه الظروف لأن نقص الوعي هو أبرز ما نعاني منه حالياً وهو السبب الرئيسي في هذه المشكلة الحالية علاوة علي الدور المهم لوسائل الإعلام في توعية الجمهور وتعريفهم بالبورصة ومبدأ العمل فيها. من جانبه أكد محمد ماهر رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة برايم لتداول الأوراق المالية أن الوضع غير طبيعي وهذا نتيجة للتصحيح. وأشار إلي أنه لا مجال للقلق والخوف الذي يسسيطر علي المستثمرين خاصة أن السوق أغلبه متعاملون أفراد. وأضاف أنه نتيجة للانهيارات التي حدثت ببورصات السعودية والإمارات والكويت كان طبيعياً أن يهبط معهم السوق المصري مستبعداً أن يشهد السوق مرحلة خطيرة مثلما حدث في عام 1997 لأن مستوي الاقتصاد الكلي جيد ومستقر بالإضافة إلي تحسن أداء الشركات بشكل كبير مقارنة بعام 97 فالأمر بعيد تماماً عن هذه الأحداث لأننا نعيش ظروفا أحدث وأفضل وهناك تطور وعمل متواصل للتحديث. أضاف ماهر أن السوق شهد خلال الفترة القليلة الماضية دخول عدد كبير من المستثمرين الأفراد قرابة المليون مستثمر ليس لديهم خبرة كافية أو وعي ومع أول اختبار حقيقي لتصحيح الأسعار وفي ظل هذا العدد الكبير من المستثمرين الأفراد سيطرت عليهم حالة من الرعب ولم يستوعبوا الأمر وهذا ما أثر سلبياً علي أداء السوق وحدث ما نحن فيه الآن. وشدد علي ضرورة اصقال هذه الشريحة من المستثمرين بالوعي الكافي وفهم ما يحدث وكيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات مؤكداً علي أنه من الطبيعي في ظل هذا الهبوط الذي سبقه هبوط في البورصات الخليجية أن يشهد خروج بعض من المستثمرين العرب وإن كان مستثمراً ذا خبرة فانه يفضل البقاء مع تخفيض محفظته والعودة للشراء مرة أخري بأرخص الأسعار لأن السوق يمر بضغط الأن فالمعروض أكثر من المطلوب. وتوقع ماهر أن تكون هناك حركة شرائية واسعة من جانب المؤسسات خاصة أن الأسعار حالياً مغرية جداً للشراء ومن ثم يعاود السوق مرة أخري مسيرته ويسترد عافيته.