يري الخبراء علي أن ما شهده السوق أمس الاول يعتبر بمثابة دروس مستفادة للسوق بوجه عام ولصغار المستثمرين بصفة خاصة مؤكدين علي عدم وجود أية مبررات لما حدث. واشاروا الي عدم القاء اللوم علي المستثمر العربي لخروجه من السوق حيث ان دور الحفاظ علي السوق يقع في المقام الأول علي عاتق المستثمرين المحليين مشددين علي ان شركات السمسرة هي التي يجب ان تكون مصدر التوعية الاساسي بهذا الدور. اكد الدكتور خليل نجيم الرئيس التنفيذي لشركة القاهرة لادارة صناديق الاستثمار علي ان التراجع المروع للبورصة المصرية امس الاول كان صدمة للجميع وخاصة صغار المستثمرين الجدد علي البورصة المصرية ابتداء من الطرح العام للمصرية للاتصالات والاكتتابات المتتالية خلال بداية العام الجاري كان لها السبب الرئيسي لسحب السيولة من السوق وادت الي مزيد من العشوائية وهو خطأ فني يحسب علي هيئة سوق المال. واضاف ان تراجع البورصة كان بدون مبرر لان ميزانيات الشركات قوية وهناك تنام ملحوظ في نتائج اعمالها والمؤشرات الاقتصادية جيدة وايضا هناك نمو بشكل ملحوظ فيها وتعبر عن الواقع الفعلي للاقتصاد المصري موضحا ان ماحدث امس الاول للسوق المصري درس مفيد وان كانت هناك خسائر بالمليارات الا انها دروس مستفادة لجميع الفئات التي تعمل بالسوق ومازال السوق المصري جيدا ومغريا للدخول وخاصة من قبل المؤسسات المالية التي يمكن ان تستفيد من الدخول لتحقيق ارباح جيدة والعمل علي توازن السوق ايضا ودعا نجيم المستثمرين وخاصة صغار المستثمرين الدخول في صناديق الاستثمار لتجنب المخاطر العالية للسوق والاستثمار بشكل علمي وبادارة خبراء متخصصين وعلي صغار المستثمرين الابتعاد عن اسهم المضاربات والدخول في الاسهم الجيدة ذات الاصول العالية والارباح القوية والتوزيعات. واضاف نجيم ان غياب الوعي الاستثماري لشريحة عريضة من المستثمرين كان له اثر كبير علي البورصة خلال الفترة الماضية وعلي الجهات المعنية التدخل وعمل دراسات لحل تلك الازمة والعمل علي نشر التوعية الاستثمارية وخاصة في بورصة الاوراق المالية. ونوه ان الفترة القادمة تحمل التفاؤل والايجابية وان السوق سيكون متماسكا خلال الفترة القادمة وان كان خط السير بشكل عرضي الا انه سيحمل الايجابية والصعود المحدود. أوضح الدكتور عصام خليفة رئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب لشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار ان السوق استطاع ان يعاود نشاطه متجاوزا الكبوة التي حدثت امس الاول. واشار خليفة الي ان الاسهم القائدة تأثرت بشدة بما حدث خلال الثلاثاء الماضي الا ان الشركات الكبري استطاعت ان تدافع عن اسهمها ولعل ابرز الايجابيات ان المجموعة المالية هيرمس قررت شراء اسهم خزينة (15 مليون سهم) كان له رد فعل ايجابي علي السهم ومعني ذلك ان الشركة تشتري السهم اقل من القيمة الحقيقية له وتلاه شركة اوراسكوم تليكوم القابضة وان كنت اتوقع ان الاسهم الكبري ستحذوا حذوهم في محاولة لتأكيد الثقة والطمأنينة لدي المتعاملين الامر الذي سيعيد التوازن للسوق ويسترد عافيته مرة اخري. واضاف انه بالنسبة لصغار المستثمرين فما حدث يعتبر تجربة جيدة ودروسا مستفادة واعتقد انه اكتسب الثقة التي ستزيد فيما بعد وخلال الايام المقبلة. نادي بعدم الاقبال العشوائي علي البيع بدون سبب وان تكون هناك عمليات شراء قوية لان ذلك هو ما سيدعم السوق ويحدث له حالة من التوازن. اكد انه يجب علينا ان لا نلقي باللوم علي المستثمر العربي لخروجه من السوق وتسببه في الازمة التي حدثت والتي صاحبها انهيار في اسعار الاسهم لان اول ما يهمه هو تحقيق الربح كما انه ليس مواطن مصري يهمه مصلحة السوق وهذا هو دورنا الذي لابد ان نقوم به فعلينا الا نحطم السوق بايدينا. اضاف ان هناك دروسا مستفادة مما حدث علينا ان نستفيد منها ولاندعها تمر مرور الكرام مطالبا برفع حالة الوعي والخبرة لدي المستثمرين كي نتفادي ما حدث ولا نتعرض لتكراره مرة اخري. وشركات السمسرة من المفترض ان تكون هي مصدر التوعية الاول للمستثمرين وهذا دورهم يجب ان يؤدوه بدقة. اكد الدكتور اسامة الانصاري خبير اسواق المال واستاذ التمويل والبنوك بكلية التجارة جامعة القاهرة ان الازمة لم تنته بعد وان من يقول انها كانت تجربة ومرت علينا هو خاطئ فمازلنا في قلب التجربة ومازال هناك عدم استقرار في السوق. طالب اسامة الانصاري بضرورة تطبيق قدر اوفر من الانضباط والشفافية في السوق وهذه مهمة الهيئة العامة لسوق المال بالتعاون مع البورصة اضاف ان كل الظروف والعوامل مواتية تماما للدخول في الاستثمارات والتشجيع عليها خاصة في ظل الهدوء السياسي والاقتصادي الذي نعيشه. طالب بضرورة مراعاة عامل التوقيت المناسب في عمليات الطرح خاصة مع اتجاه العديد من الشركات في السوق الي زيادة رؤوس اموالها في البورصة واعتقد ان هناك اسراعا غير عادي في برنامج الخصخصة لابد من النظر فيه بدق واختيار الوقت المناسب عند الطرح. أوضح محمد صبري الاحمدي رئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب لشركة جلوبال كابيتال لتداول الاوراق المالية ان ما حدث للسوق خلال الثلاثاء الماضي هو بمثابة كارثة وانهيار حقيقي الا ان سرعان ما استعاد السوق بعضا من عافيته في اليوم الثاني متجاوزا الكبوة التي مر بها. توقع ان يكون هناك اتجاه صعودي للسوق خلال الفترة المقبلة مشروطا بعدم طرح اكثر من اكتتاب في وقت واحد الي جانب مراعاة عامل التوقيت عند الطرح. اضاف الدكتور اشرف سامي العضو المنتدب لشركة بروفت لتداول الاوراق المالية ان ما حدث هو بمثابة درس لكل المتعاملين بالسوق بعدم التهور والاندفاع الي شراء اسهم لمجرد انه قرأ او سمع او اعتمد علي تحليل فني يتوقع صعود سهم او اثنين. طالب بضرورة توافر نوع من الخبرة والوعي لدي المستثمر لان نقص الوعي هو سبب كل المشكلات التي تحدث والتي تؤثر سلبا علي اداء السوق.