أيام ويهل شهر فبراير لتعود معه هواجس المستثمرين مجددا باقتراب السوق من هبوط متوقع علي غرار نفس سيناريو فبراير السابق 2006 وما تركه من آثار سلبية ونفسية سيئة علي السوق والمتعاملين. تباينت آراء الخبراء حول توقعات التراجع المحتمل للسوق خلال فبراير.. أكد البعض ان هناك دلائل ومؤشرات علي وجود هبوط محتمل فبراير المقبل تتمثل في سيطرة أسهم المضاربة، أسهم ال5% التي شهدت ارتفاعات غير مبررة الفترة الماضية بنسب تجاوزت 20 ضعفا في فترات قصيرة بدأت بعدها التصحيح.. في نفس الوقت ارتفعت الاسهم القائدة والمؤثرة في المؤشر لمستويات سعرية كبيرة ومن المتوقع حدوث تصحيح محتمل لها. علي الجانب الآخر يري البعض أنه ليس بالضرورة ان يشهد السوق خلال فبراير هبوطا مماثل لفبراير 2006 خاصة ان الظروف مختلفة عن العام الماضي الي جانب ان البورصة مازالت تؤدي بشكل جيد علي العكس من مثيلاتها الخليجية الامر الذي يبعث علي التفاؤل بان السوق مقبل علي مرحلة من الصعود خلال السيناريو السابق. ليس بالضرورة أوضح محمد شعبان رئيس مجلس ادارة شركة الجذور للوساطة في الاوراق المالية انه ليس بالضرورة ان تشهد البورصة خلال فبراير العام الحالي نفس الاحداث والظروف التي شهدتها فبراير العام الماضي 2006 وما صاحبه من انهيارات حادة عصفت بالبورصة وبالمستثمرين.. أكد ان الظروف والاوضاع تغيرت تماما والبورصة حاليا لم تكن كما كانت فبراير العام الماضي. اضاف ان التأثير النفسي للمستثمرين لم يكن له تأثيره السلبي علي اتجاه السوق مشيرا الي ان عدم استقرار الاسواق العربية في ظل الاداء السيئ للبورصات الخليجية قد يكون السبب الرئيسي في التأثير علي السوق المصري.. إلا أنه لن يكون كبيرا بالمعني المعروف خاصة ان البورصة مازالت تؤدي بقوة في ظل ما تعانيه بورصات الخليج من تراجع مستمر. اكد ان هذه الاحداث لها تأثير نفسي معقد علي الكثير من المتعاملين في السوق المصري. اوضح ان المتعاملين بالسوق علق بأذهانهم أن شهر فبراير دائما ما يأتي بخسائر الامر الذي يجعلهم في ترقب وحذر مما يدفعهم الي التخبط والعشوائية في اتخاذ القرار الاستثماري ويؤثر عليهم سلبا وعلي البورصة. استبعد ان تشهد البورصة العام الحالي خاصة خلال فبراير نفس احداث العام الماضي وليس بالضرورة ان تصبح "عادة" نؤمن بها ونصدقها لان السوق ما هو إلا مؤشرات وأداء.. والأداء حاليا جيد وعلينا ان ننظر الي ما يحدث في بورصات الخليج. أشار الي انه ليس من المتوقع حدوث انخفاضات حادة في المستقبل القريب كما لا توجد مؤشرات تؤكد ذلك خاصة اننا نعيش فترة استقرار بدعم من الاخبار والاحداث الجوهرية للشركات ونتائج الاعمال الجيدة الي جانب التطور الفعلي الذي شهده السوق مؤخرا من خلال احكام الرقابة علي السوق من جانب الهيئة العامة لسوق المال وإدارة بورصتي القاهرة والاسكندرية. اضاف: هناك تفاؤل ونشاط متوقع يؤديه السوق خلال العام الحالي ويمكن القول بأن النشاط الذي سيحققه خلال العام سيتفوق بكثير عن العام الماضي. أكد ان هناك نموا حقيقيا ونشاطا ملحوظا في العديد من قطاعات السوق التي مازالت تؤدي بكفاءة ويتوقع ان تواصل النشاط خلال العام خاصة ان السوق مقبل علي تطبيق قواعد "الحوكمة" والزام الشركات بها مما يدعم موقف الافصاح والشفافية في السوق الي جانب العديد من الضوابط والقوانين التي من شأنها توفير الامن والانضباط في السوق. تأثير نفسي اختلف شريف عبدالعزيز مدير العمليات بشركة "ميراكل" لتداول الاوراق المالية مع نفس الاتجاه موضحا ان التأثير النفسي لاحداث فبراير العام الماضي مازال هاجسا يطارد المتعاملين في السوق خاصة منذ بداية تعاملات العام الحالي ومع قرب شهر فبراير 2007. اضاف ان هذا التأثير النفسي من الطبيعي ان يسيطر علي اتجاه السوق ويؤثر فيه خاصة خلال فبراير المقبل باعتباره شهر الصدمات للبورصة وللمتعاملين في السوق مشيرا الي ان بوادر هذه الظاهرة بدأت تتضح الاسبوع الماضي تحديدا وكانت واضحة بصورة كبيرة في التعاملات. أشار قائلا: بالرغم من أن ظروف السوق تغيرت وشهر فبراير 2006 يختلف تماما عن ظروف بدايات العام الحالي فإن المستثمرين مازالوا يقعون تحت ضغط العامل النفسي المرتبط بالشهر تحديدا.