هاجم 4 عاطلين بشبرا الخيمة قاعة أفراح بالسنج والسيوف وقاموا بطعن صاحب القاعة وشريكه عدة طعنات بسبب رفضهما تعاطي الحشيش داخل قاعة الفرح أثناء حضورهما فرح أحد أصدقائهما. ومدينة شبرا الخيمة شهدت أيضا مطاردة بين مسجل خطر وقوات الشرطة انتهت بإصابة ضابطي شرطة ومقتل المسجل بعد أن تسبب في حالة هلع كبيرة للمواطنين بعد إطلاقه عدة أعيرة نارية من فرد خرطوش أمام مقهي بجانب جامع أبوالهنا. ومحكمة جنايات الإسماعيلية قضت بالإعدام شنقا ل 11 بدويا من قبيلة العليقات وذلك لقيامهم بقتل شيخ بدوي وإصابة زوجته وطفليه في الطريق العام بجنوب سيناء. والحوادث من هذا النوع كثيرة ويتكرر نشرها كل يوم في صفحات الحوادث وكلها تحمل معني واحدا وهو أن الناس أصبحت تفضل الحصول علي ما تعتقد أنه حقها بأسلوبها الخاص بعيدا عن القانون، وأن الناس أيضا أصبحت بالغة الشراسة والعدوانية ولا تهتم بالقانون ولا تخاف رجال الشرطة. والشارع يحكي ويروي الكثير من الأمثلة التي تؤكد أن البلطجة أصبحت بلا حدود، وأن البلطجة تتحول لتصبح نوعا من أسلوب الحياة السائد، وما لجوء رجال الأعمال والمشاهير إلي الاستعانة في حياتهم وتنقلاتهم بحرس خاص (بودي جاردات) إلا تعبير عن خوفهم من تهديدات محتملة ومن بلطجية قد يتم الاستعانة به من قبل آخرين لتصفية الحسابات معهم. والبلطجة في المناطق الشعبية أصبحت مرادفا لنظام الفتوة الذي كان متبعا في الماضي، ففي معظم الأحياء الآن هناك شخص أو مجموعة من البلطجية العاطلين لهم كلمتهم المسموعة ولهم سطوتهم وجبروتهم في المنطقة، ولا يتم الابلاغ عنهم لأن الأهالي يخشون ردة فعلهم وانتقامهم. ولقد تحول الشارع كله الآن إلي غابة كبيرة وأصبحنا نبادر بالتصرف بهمجية وبلطجة حتي نرهب الآخرين في نوع من البحث عن الحماية الذاتية واظهار العين الحمراء أولا، وهو أمر يعني أن حياتنا جميعا في خطر، وأن الواحد منا في أي حادث أو مشاجرة بسيطة قد يتحول إلي قاتل أو مقتول في صراعه من أجل البقاء..! والصورة بهذا الشكل مخيفة ومقلقة ومرعبة، ولا يبدو في الأفق أي مؤشرات علي أن هذه الحالة الفوضوية سيكون لها نهاية قريبة أو أن تتعدل السلوكيات ويلتزم الناس بالقانون. فقد بح صوتنا ونحن نتحدث عن البلطجة في الشارع، وشنت العديد من الصحف حملات إعلامية مستمرة تتناول وتحلل وتحذر من ظاهرة البلطجة، وانفعلنا جميعا مع هذه الحملات التي طالبت بإعادة الانضباط إلي الشارع وتوفير الأمن والأمان والاستقرار للمواطنين، وأدت الحملات المتكررة إلي تغليظ العقوبات عند البلطجية، إلا أن البلطجة لم تنته من الشارع ولم تتراجع معدلات جرائم العنف والإرهاب ولم تختف السيوف والسنج والمطاوي من أيدي البلطجية. والحل.. لا حل إلا في إعادة الهيمنة لرجل الشرطة وبتواجده الظاهر والمؤثر في كل الأحياء، وبالدوريات المرورية التي لا يجب أن تنشط فقط عند وقوع حادث ما ثم تختفي بعد ذلك أو تركن إلي الاسترخاء. كما أن إلقاء القبض علي هؤلاء البلطجية لعدة أيام أو أشهر ثم الإفراج عنهم ليعودوا أكثر قسوة واجراما هو أيضا أسلوب غير رادع وغير مجد، ومن الأفضل أن يتم ترحيل هؤلاء إلي معسكرات للخدمة العامة يقضون فيها وقتا أطول ويقومون بأعمال الزراعة أو حفر وشق الطريق ليستفيد منهم المجتمع وليدركوا أيضا أنه لا مكان لهم فيه إلا إذا كانوا يعيشون ويتصرفون ويتعاملون في إطار القانون والالتزام به. وبقي أن نقول إن البلطجة لن تتوقف في ظل تزايد أعداد العاطلين وفي ظل عجزنا عن القضاء علي المخدرات التي أصبحت وباء مدمرا ليس له علاج أو مضاد. إن أول من يدفع ثمن انتشار البلطجة هم رجال الشرطة أنفسهم الذين نأسف لإصابة العديد منهم في مواجهات مع البلطجية أو استشهادهم في أداء الواجب، وهو أمر نأمل ألا يصبح معتادا ومكررا، فالقضاء علي البلطجة في المهد، وعدم مهادنة البلطجية والخارجين علي القانون هو الذي يحمي أيضا رجال الشرطة ويؤمن حياتهم. [email protected]